(ح1-ج4) مقدمة في الذكاء الإصطناعي.. تاريخ حلم قديم العهد  بات اليوم حقيقة ! (الأخير)

“..بات الكثير من الناس حول العالم، مدركين للحضور الوازن للذكاء الإصطناعي و تطبيقاته في حياتهم، التي أضحت موجودة في كل مكان حولنا.. مع هذا الإنتشار الواسع، يخطر على بال الأفراد أسئلة متعددة تخص هذه التقنية من قبيل: “كيف بدأ كل هذا؟”، “في أية مجالات يمكن أو سيستخدم فيها الذكاء الإصطناعي؟”، “ماذا يعني ذلك حقا؟”، “ما أخلاقيات عمل و تطبيق الذكاء الإصطناعي؟” و غيرها من التساؤلات التي سنتطرق لها في هذه السلسلة من المقالات حول “الذكاء الإصطناعي”، منطلقين من كونه كان موضوعا للخيال العلمي إلى جزء لا يتجزء من حياتنا اليوم، مرورا بتطور هذا المجال على مر السنين و ما ساهم به في حياتنا، و وصولا إلى ما قد يشكله من خطر علينا الآن أو مستقبلا..”

*إذا.. ما الذي يمكننا فعله للتغلب على مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

  تتطلب و تيرة تطور الذكاء الإصطناعي، محادثة رزينة بين التكنولوجيا و قادة السياسات حول الأخلاقيات والجوانب القانونية في الحياة الواقعية لتسليم مهامنا الأكثر روتينية إلى ما إعتدنا أن نسميه “الآلات”، إلا أن هذه المحادثة تحتاج إلى التركيز بشكل متزايد على المخاطر على المدى القريب و ليس فقط ما تأتي به الخيالات السينمائية. على سبيل المثال، حتى لو كان ترميز (رأي) هذا الذكاء لا تشوبه شائبة، فلا يزال بإمكانه إنتاج أو التوصل لإجابات أو قرارات خاطئة.

  من هنا نتساءل : إلى أي مدى يمكننا أن نثق في الذكاء الإصطناعي و تمكنه من النحكم في قراراتنا الصحية و المالية و الدفاعية الوطنية؟. إذا طبقت المخاطر على الأنظمة العسكرية، فإن المخاطر ستكون المنتجات التجارية التي صممها الذكاء الإصطناعي و يمكن أن تنتج مجموعة واسعة من النتائج السلبية غير المتوقعة. قد يكون أحد الأمثلة على ذلك، هو تصميم منتجات تساعد على تقليل تلوث الكربون في الغلاف الجوي، كالتي تختبرها وكالات حماية البيئة قبل الموافقة عليها.

  إن إجابة هذا السؤال، ستكون في بناء الذكاء  و مراقبة سلوكه (إعدادات مبسطة) حيث لا يزال البشر أكثر غلبة منه فيها، كالتي أنتجتها شركة “راند” (RAND) على شكل محاكاة لسيناريو أنواع الأسمدة التي ستحتاجها البشرية بناءا على معطيات عن درجات الحرارة العالمية و تعداد السكان خلال 75 عاما في المستقبل، و إستنادا إلى 3 مكونات أو مواد كيميائية فقط للتعلم منها، إلا أن المشكلات لجميع أنواع المنتجات التي يحتمل أن تكون خطرة، مثل تلك التي تنظمها الوكالات الوطنية التي تسهر عل راحة المواطنين، دون الأخد بعين الإعتبار التهديدات التي يمكن أن تشكلها المنتجات المصممة من لدن الذكاء الاصطناعي المصنوعة في الخارج.

  يحتاج الذكاء الإصطناعي، لفهم البشرية بشكل أفضل إلى الدخول في الخطاب العام  و السياسي من خلال مناقشة العالم الحقيقي بين ذوي الخبرات و صانعي السياسات حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي و آثاره و أخلاقياته.. قد تبدو الإجابة “القاطعة” على الأسئلة المحورية حول الذكاء الإصطناعي تحديا مستحيلا، إلا أن هناك بوادر الأمل لا تزال قائمة، إذ (أولا) يمكن إدارة المخاطر مع الذكاء الإصطناعي كما هو الحال مع معظم التقنيات الحالية، و ثانيا على عكس أفلام الإثارة و  الخيال العلمي حول الذكاء الإصطناعي، فتم تصميم هذه الآلات للعمل مع البشرية و ليس ضدها.

(تتمة)

شاب مغربي، محب للتقنية بصفة عامة، وخاصة العاب الحاسوب و الهاتف النقال، كما اعمل كمترجم و صحفي في الشأنين الإقتصادي و العالمي.