تتجه الأنظار خلال الأسابيع الأخيرة نحو مشروع ريميك Prince of Persia: The Sands of Time الذي صار واحدا من أكثر العناوين إثارة للنقاش داخل مجتمع ألعاب الفيديو. ومع أن اللاعبين كانوا يتوقعون الحصول على لمحة جديدة خلال حفل The Game Awards لسنة ألفين وخمسة وعشرين الذي سيقام في الحادي عشر من دجنبر، إلا أن موجة من الإشاعات المتداولة بين بعض المصادر المقرّبة من صناعة الألعاب تشير إلى أنّ اللعبة لن تكون ضمن عناوين الحفل هذه السنة. ورغم أن مجرد انتشار مثل هذه الأخبار يكفي لرفع مستوى القلق لدى جمهور السلسلة، إلا أن ما يحدث حاليا يبدو نتيجة طبيعية لمسار طويل ومعقد رافق عملية تطوير الريميك منذ الإعلان عنه.
هذا المشروع أثار منذ بداياته الأولى كثيرا من الجدل لأن الجمهور كان ينتظر نسخة تعيد مجد اللعبة الأصلية التي صدرت سنة ألفين وثلاثة، بينما بدا أن النسخة الأولى من الريميك لم ترق إلى تلك التوقعات. وبعد سلسلة من التأجيلات وتصريحات متضاربة، تمت إعادة توجيه المشروع بالكامل إلى فريق آخر داخل Ubisoft بهدف تقديم رؤية جديدة مختلفة عن النسخة التي انتقدها اللاعبون بشدة. ومنذ تلك اللحظة توقفت الشركة تقريبا عن تقديم تحديثات واضحة، وهو ما فتح الباب أمام الكثير من التكهنات، خصوصا بعد أن أكدت Ubisoft نفسها أن المشروع أعيد إلى مرحلة مبكرة من التطوير. هذا الوضع جعل من إمكانية ظهور اللعبة في The Game Awards أمرا مشكوكا فيه منذ البداية حتى قبل ظهور الإشاعة الأخيرة.
الاهتمام بالريميك تضاعف خلال شهر نونبر عندما انتشرت لقطات مسربة أظهرت تغييرات كبيرة عن النسخة الأولى التي شاهدها اللاعبون قبل سنوات. وبما أنّ اللقطات حملت طابعا أوليا للغاية، وجد كثيرون أنفسهم يتساءلون عن مدى تطور المشروع في الوقت الحالي. وأمام هذا النقاش المتصاعد سارعت Ubisoft إلى توضيح أن تلك اللقطات تعود إلى إصدار قديم تم عرضه في ورشة مجتمع في أوائل سنة ألفين وأربعة وعشرين، وأكدت أن النسخة النهائية ستختلف عنها بشكل ملحوظ. الشركة شددت كذلك على أن عملية التطوير ما تزال مستمرة وأن المشروع لم يصل بعد إلى مرحلة مناسبة تسمح بعرضه في حدث عالمي ضخم. اللافت أن هذا التوضيح لم يطمئن الجميع، لأنه بالنسبة للعديد من المتابعين بدا مثل رسالة تقول بطريقة غير مباشرة إن الإصدار ما يزال بعيدا.
ورغم أن Ubisoft لم تصدر أي بيان رسمي بخصوص عدم حضور الريميك في The Game Awards، فإن مصادر داخل مجتمع التسريبات والمهتمين بتتبع أخبار الاستوديوهات تقول إن الأمر شبه مؤكد. ويبدو أن هذه المصادر لا تتحدث فقط عن غياب العرض، بل عن كون المشروع ما يزال في مرحلة تستدعي وقتا أطول حتى يصل إلى المستوى الذي تطمح إليه الشركة. وطبعا هذه ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها مشروع داخل Ubisoft، خاصة أن ألعاب السلسلة تحمل إرثا ثقيلا وتوقعات كبيرة من جمهور عاش تجربة اللعبة الأصلية. وهنا يظهر سؤال منطقي يطرحه اللاعبون اليوم. هل يُفضل انتظار نسخة قوية ومكتملة ولو بعد سنوات، أم أن التسرع في عرض المشروع سيعيد الانتقادات التي رافقت النسخة الأولى من الريميك.
شيء واحد يتفق عليه أغلب اللاعبين هو أن السلسلة تستحق عودة قوية ومشرفة. ولهذا السبب تحديدا يبدو أن غياب الريميك عن حفل The Game Awards لن يُعتبر خيبة أمل بقدر ما سيكون إشارة إلى أن Ubisoft تحاول تجنب تقديم نسخة غير جاهزة. بعض اللاعبين يقولون إن مجرد عرض مبكر قد يخلق موجة من المقارنات مع اللعبة الأصلية ويفتح الباب أمام انتقادات جديدة ستُربك مسار التطوير. آخرون يرون أن الشركة ربما تريد أن يكون أول عرض للريميك مفاجأة كبيرة في حدث آخر مثل Ubisoft Forward أو حتى في مناسبة خاصة يتم تنظيمها عندما يصبح المشروع جاهزا.
في خضم هذا الجدل تبرز مسألة مهمة تتعلق بتوقعات الجمهور تجاه ريميك الألعاب الكلاسيكية. فهناك فئة من اللاعبين تطالب بإعادة تقديم التجربة نفسها دون تغيير جذري، بينما تتطلع فئة أخرى إلى نسخة جديدة بالكامل تُعيد تشكيل اللعبة بما يناسب الجيل الحالي من اللاعبين. وهذا التباين في التوقعات يجعل أي مشروع من هذا النوع صعبا بطبيعته. ويبدو أن هذا بالضبط ما تواجهه Ubisoft حاليا. فهي مطالبة بالموازنة بين الحس الكلاسيكي الذي جعل The Sands of Time عملا خالدا وبين طموح إعادة تصميم العالم بطريقة حديثة تحافظ على روح اللعبة دون أن تتحول إلى نسخة منسوخة. ومن الطبيعي أن هذا النوع من القرارات يستهلك وقتا طويلا، خصوصا إذا كان الفريق يرغب في إعادة بناء كل شيء من الصفر.
وبينما يراقب اللاعبون الأخبار يوما بعد يوم، لا يمكن تجاهل تأثير عامل الزمن على توقعاتهم. فكلما طال الانتظار ارتفعت نسبة الضغط على الاستوديو، وهذا ما حدث في السابق مع أعمال أخرى واجهت نفس الوضع. وربما قد نجد في المستقبل تصريحات رسمية تشرح لماذا تأخر الريميك أو لماذا اختارت الشركة عدم عرضه في The Game Awards. لكن في الوقت الحالي تبقى كل المعلومات المتداولة مجرد إشاعات رغم أنها تبدو منطقية بالنظر إلى تاريخ المشروع. وأكثر ما يجعل هذه الإشاعة قابلة للتصديق هو أن Ubisoft نفسها قالت في وقت سابق إن العمل ما يزال في مرحلة مبكرة، وهذا وحده يكفي لتوقع أن اللعبة تحتاج إلى وقت طويل قبل أن تظهر بالشكل الذي ينتظره الجميع.
وسط كل هذا النقاش يظل السؤال الأهم لدى الجمهور هو موعد الإصدار. فحتى الآن لا يوجد أي تاريخ رسمي ولا حتى نافذة تقريبية. هذا الغياب شبه الكامل للمعلومات يضيف المزيد من الغموض إلى المشروع. وإذا نظرنا إلى طريقة تعامل Ubisoft مع مشاريع أخرى في السنوات الأخيرة، سنلاحظ أن الشركة أصبحت أكثر حذرا في مشاركة التفاصيل عندما تكون مشاريعها بعيدة عن الجهوزية. ربما يكون هذا جزءا من إستراتيجيتها الجديدة التي تعتمد على تقليل الوعود وزيادة التركيز على الإنجاز الفعلي قبل أي إعلان كبير.
ما يثير الاهتمام أيضا هو أن غياب الريميك عن The Game Awards قد يكون جزءا من خطة أوسع تسعى الشركة من خلالها إلى إعادة بناء ثقة اللاعبين. فبعد الإنتقادات السابقة أصبح أي ظهور غير مكتمل للعبة قد يخلق ضجة سلبية يصعب التعامل معها. ومهما كان الوضع، من الواضح أن Ubisoft تدرك حجم التوقعات المحيطة بالمشروع. لذلك قد يكون الانتظار الطويل خيارا أفضل من تقديم عرض مبكر لا يرقى إلى طموح اللاعبين. وكثيرون يرون أن الشركة إذا نجحت في تقديم ريميك قوي ومتين، فإن كل هذا الصبر سيكون له معنى عندما تظهر النسخة النهائية.
أما بالنسبة للقطات المسربة التي أثارت الجدل، فقد كان لها تأثير مباشر على النقاش الدائر حاليا. فحتى بعد التأكيد أنها لنسخة قديمة، بقيت المقارنات مستمرة لأن اللاعبين بطبيعتهم يبحثون عن أي مؤشر يدل على جودة الريميك. ويظهر من ردود الفعل أن جزءا كبيرا من الجمهور يريد رؤية تحسينات حقيقية على مستوى الرسوم والتحريك وتوازن أسلوب اللعب. البعض يشير إلى أن السلسلة لطالما كانت مميزة بقصتها وإيقاعها، مما يعني أن الريميك لا يجب أن يكتفي بتحسين الرسوم فقط، بل أن يقدم تجربة متكاملة تحافظ على جوهر اللعبة الأصلية. وهنا يظهر التحدي الحقيقي أمام Ubisoft. فهي مطالبة بتطوير لعبة تجذب جمهورا جديدا وفي الوقت نفسه تحترم إرث السلسلة.
خلاصة الأمر أن ريميك Prince of Persia: The Sands of Time يعيش مرحلة حساسة. فالمعطيات الحالية تقول إننا لن نرى اللعبة في The Game Awards ألفين وخمسة وعشرين، وهذا يجعل من الواضح أن المشروع ما يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت. ورغم الإحباط الذي قد يشعر به بعض المعجبين، إلا أن أغلب الأصوات داخل المجتمع ترى أن التريث هذه المرة هو الخيار الأنسب. ومع أن انتظار المعلومات قد يبدو طويلا، إلا أن اللاعبين يدركون أن المشاريع الكبيرة غالبا ما تحتاج إلى صبر كي تصل إلى المستوى الذي يستحقه جمهورها. ويبقى الأمل قائما في أن تقدم Ubisoft نسخة تُعيد السلسلة إلى مكانتها وأن يكون أول عرض للريميك حدثا يترك بصمته في تاريخ الألعاب تماما كما فعلت النسخة الأصلية قبل أكثر من عشرين سنة.