تواصل Nintendo توسيع حضور منصتها السحابية Nintendo Classics بخطوات صغيرة في الشكل لكنها كبيرة في تأثيرها على محبي الألعاب القديمة. أحدث تحديث لتطبيق Game Boy الذي توفره الشركة ضمن خدمة العضوية جاء بمزايا واضحة مثل إعادة تعيين الأزرار ودعم الواجهة الجديدة، غير أن المفاجأة الحقيقية كانت في التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها إلا اللاعب الذي يعتاد فحص كل شيء قبل أن ينطلق. التحديث أخفى داخله خاصية إضافية تنتمي إلى ذلك النوع من اللمسات التي تحب Nintendo وضعها كتحية لجيل كامل من اللاعبين الذين نشأوا على جهاز Game Boy الأصلي. كثيرون بدأوا يكتشفون أن التطبيق يعيد إحياء لحظة تشغيل الجهاز بطرق مختلفة حسب الفلتر المستخدم، وهو ما أثار موجة تفاعل واسعة لأن هذه التفاصيل تعطي إحساسا بأن التجربة ليست مجرد محاكاة تقنية بل عودة عاطفية إلى الماضي.
المستخدم الذي يفتح التطبيق بعد تثبيت التحديث يلاحظ أن شاشة التشغيل المعتادة تغيرت بشكل واضح. بدلا من الصوت التقليدي الذي اشتهرت به أجهزة Game Boy في بداياتها، أصبح التطبيق يصدر صوت القطعة المعدنية التي تلتقطها شخصية Mario داخل Super Mario Land، كأن Nintendo أرادت دمج واحد من أشهر أصوات تاريخها مع أقدم أجهزتها المحمولة. ومع ذلك، فهذه ليست كل الحكاية لأن الشركة تركت للاعبين طريقة للوصول إلى شاشة التشغيل الكلاسيكية ولكن بشكل سري، كأنها رغبت في مكافأة أولئك الذين ما زالوا يختبرون كل إصدار جديد لاكتشاف ما يمكن أن يكون مختبئا خلف أزرار الواجهة. الفكرة بسيطة لكنها تحمل تلك الروح القديمة التي رافقت فترة التسعينيات، وهي فترة يشعر كثير من اللاعبين اليوم أنها أصبحت جزءا من ذاكرتهم العاطفية المرتبطة بالألعاب.
المفاجأة المخفية تظهر بمجرد تشغيل التطبيق مع الاستمرار في تحريك عصا التحكم داخل يد التحكم الخاصة بجهاز Nintendo Switch. استخدام هذه الحركة البسيطة يعيد المستخدم إلى لحظة تشتعل فيها شاشة جهاز Game Boy القديم وتصدر صوت الوميض الأول الذي يسبق ظهور شعار Nintendo. ومن الواضح أن الشركة لم تكتف بوضع نسخة واحدة من هذا المؤثر بل أضافت نسخا مخصصة لكل إعداد داخل الفلتر المرئي الذي يوفره التطبيق. اللاعب الذي يشغل التطبيق وهو يستخدم فلتر Game Boy العادي يحصل على الصوت الأصلي الذي انطبع في ذاكرة اللاعبين في بداية التسعينيات. أما من يختار فلتر Game Boy Pocket فسيلاحظ اختلافا بسيطا في نبرة المؤثر الصوتي يعكس قدرة الجهاز الأخف وزنا والأصغر حجما. وفي حالة فلتر Game Boy Color يظهر الصوت المميز بإصدار مختلف يعكس تلك المرحلة الانتقالية التي عاشها الجهاز في نهاية العقد، والتي حاولت فيها Nintendo تقديم تجربة لونية بدون تغيير جذري في هوية الجهاز.
اختيار Nintendo لهذه التفاصيل لم يكن خطوة عشوائية. الشركة عرفت على مدار السنوات بأنها تلعب دائما على فكرة الحنين في الوقت المناسب وتختار عادة إضافات لا تغير شكل التجربة ولكنها تمنح اللاعب شعورا بعمق الذاكرة. كثيرون من محبي الألعاب لاحظوا أن التحديث يشبه إلى حد كبير ما فعلته Nintendo سابقا مع تطبيق Game Boy Advance خلال العام نفسه، عندما أنهت التحديث بإضافة شاشة تشغيل كلاسيكية تشبه إصدار 2001. وكأن الشركة تحاول بناء مكتبة محاكاة ليست مجرد وسيلة لتشغيل ألعاب قديمة بل محاولة لجعل كل جزء من التجربة يشبه تلك اللحظة التي لمس فيها اللاعب الجهاز لأول مرة. بعض اللاعبين شبهوا إضافة شاشة الإقلاع الجديدة بما يمكن وصفه بأنه رسالة قصيرة تقول إن Nintendo لا تقدم الألعاب القديمة باعتبارها قطعة من الماضي، بل باعتبارها جزءا من هويتها التي تبقى حية مهما تغير الزمن.
التفاعل مع التحديث الجديد كان واسعا سواء داخل مجتمعات الجيمينغ على المنصات الاجتماعية أو عبر قنوات المحتوى التي اهتمت بتجربة الخاصية الجديدة. البعض اكتفى بتجربة الأصوات المختلفة ومقارنتها بما يتذكره عن الأجهزة القديمة، بينما اختار آخرون تسجيل مقاطع قصيرة توضح الفرق بين الفلاتر الثلاثة. هذا النوع من المحتوى انتشر بسرعة لأن الكثير من اللاعبين يحبون رؤية التفاصيل الدقيقة التي تضيفها Nintendo، خاصة عندما تبدو للمستخدم كهدية صغيرة لا يتوقعها. في النهاية، نجاح هذه النوعية من التحديثات لا يتوقف على إضافة ميزة تقنية جديدة بقدر ما يعتمد على إحساس اللاعب بأن الشركة تمنحه لحظة حقيقية من الماضي وسط عالم تغيّر كثيرا. هذا الإحساس وحده كاف ليجعل التحديث يتصدر المحادثات لبضعة أيام لأن اللاعبين لا يجدون دائما مثل هذه الإضافات في خدمات الشركات الأخرى. وفي كل مرة تضيف Nintendo خاصية خفية مشابهة، يشعر الكثيرون بأن الشركة لا تزال متمسكة بروحها القديمة التي جمعت حولها ملايين اللاعبين منذ أول جهاز محمول أنتجته.