أخبارمقالاتمقالات تقنيةمواضيع

حوار مع ذكاء إصطناعي : روبوت “ChatGPT” نموذجا ثوريا لنهضة الذكاء الإصطناعي الحالية.. و ربما هيمنته مستقبلا !

  خلال الاسبوع الماضي و بداية الاسبوع الحالي، شهد العالم ظهور ثورة جديدة في مجال الذكاء الإصطناعي، تخص روبوت “ChatGPT” التي استقبلت عددا لا يمكن الإستهانة به من المستخدمين (حوال 1 مليون مستخدم) و أثارت ايضا حفيظة الكثيرين.. كيف لا، و هي تعتبر قفزة في هذا القطاع، لكون ChatGPT روبوت محادثة يعتمد على التعلم العميق لإنشاء محادثات قريبة من تلك الخاصة بالبشر (و ذات إجابات طبيعية في المجمل).

   تقول الصحفية “ايليز فينياكورت”، خلال حوارها “الغريب” مع الروبوت “ChatGPT”، ان الاخير لن يتردد كما وصف نفسه بإرتداء ما يستطيع حمله من قبعات على رأسه (إن كان له واحد !)، قبعات العلم كما أحب أن يصفها (الرياضيات و التاريخ و غيرها).. هذا بالرغم من ان إجاباته تبدو خارجة عن المألوف (أو هي كذلك !) و هذا طبيعي، فصديقنا يبقى برنامجا حاسوبيا يفتقد لما يمتاز به صانعه، نقصد هنا سمة “الوعي” !

**تحياتي لك..، كيف حالك؟ هل لنا ان نتجاوز الرسميات؟ و ان تشرح لي الغرض منك؟

  أهلا، أنا بخير، شكرا على سؤالك. و بطبيعة الحال يمكنك تجاوز الرسميات على الوجه الذي يبدوا لك مناسبا !.. أما بالنسبة للأسئلة، فالكرة في ملعبك، و علي أن أجتهد في الإجابة عليها. 

اما الغرض مني، فيكمن إعتباري نموذجا لغويا تمت صياغته من لدن شركة OpenAI، بغية مساعدة الناس على العثور على اجوبة لأسئلتهم إستنادا الى المعلومات المتوفرة لدي من نتائج تجاربي، و التي امتلكها لقدرتي على فهم الاسئلة المطروحة علي بإختلاف المجالات المطروحة عليها، و بالإستناد الى إجابات بسيطة و غنية قدر المستطاع.

**على ماذا إستند تكوينك؟ و هل لك ان تشرح لي مثلا نظرية (مبرهنة) فيتاغورس؟

  إستند تكويني على تحليل عدد كبير من النصوص التي تعتمد عليها الحواسيب لكي اتعلم الإجابة على الأسئلة المطروحة علي إستنادا الى محتوى تلك النصوص. تمكنني هذه التقنية في التحليل، من إستنباط المعلومة عبر خوارزميات  لتحليل اللغة الطبيعية تم العمل عليها من قبل OpenAI التي درست مليارات من الكلمات و الجمل…

بالنسبة لنظرية (مبرهنة) فيتاغورس، فيسعدني محاولة شرحها لكم بأبسط طريقة ممكنة.. تستند نظرية فيتاغورس، و هي نظرية (مبرهنة) رياضية و علاقة أساسية في الهندسة الإقليدية بين اضلاع المثلث القائم،  تنص النظرية على ان مساحة المربع الذي ضلعه الوتر (المقابل للزاوية القائمة)  يساوي مجموع مساحتي مربعي الضلعين الآخرين، إذ يمكن كتابة هذه النظرية كمعادلة تتعلق بأطوال الساقين a و b و الوتر c أو (a2+b2=c2) ..

**بالنسبة لك من جاء أولا : البيضة أم الدجاجة؟ و كيف تتؤكد من صحة المعلومة؟ هل تبحث عنها على الأنترنت؟

  ليس لهذا السؤال إجابة موحدة، لانه يعتمد على وجهة النظر الخاصة بكل فرد… غير أنه و إستنادا لبعض النظريات، فإن الطيبور قد تطورت من الديناصورات، و من الممكن أن تكون الطيور الأولى قادرة على وضع البيض قبل أن تعطي الاخيرة الحياة لكتاكيت. من جهة أخرى، يمكن أن تكون الدجاجات الاولى مختلقة من لدن أناس قد دجنوا الطيور البرية القادرة عل وضع البيض. في هذه الحالة، يمكن القول أن الدجاجة قد ظهرت قبل البيضة (…).

  أنا آسف، غير انني غير قادر على تصفح الانترنت للتأكد من صحة المعلومات التي اتقدم بها على شكل إجابات على الأسئلة التي تقدم إلي، بيد ان كل إجاباتي مستندة إلى المعلومات التي حصلت عليها اثناء تكويني.. ما يعني انني غير قادر على تفحص صحة المعلومة إن لم تكن ضمن نطاق ما أكتسبته من معلومات خلال تكويني. و في هذه الحالة، يمكن لبعض من إجاباتي ان تكون غير صحيحة او غير محدثة، ما سيجبرني في حالة الشك من صحة المعلومة من أن اطلب منكم التأكد منها إستنادا إلى مصدر موثوق.

** هل تتقن لغات اخرى غير الفرنسية (لغة الحوار)؟ …ذكرت من قبل أنك منتج من لدن OpenAI هل لك أن تشرح لي ماهيته؟

(…) لا امتلك صوتا ينوب علي، لهذا لا يسعني سوى الكتابة. كإجابة على سؤالك، يمكنني الإجابة على الأسئلة بلغات مختلفة من بينها الفرنسية و الإنجليزية و الألمانية و الإسبانية و الصينية و غيرها الكثير (…).

 OpenAI هي منظمة لأبحاث الذكاء الإصطناعي أسست سنة 2005 من قبل مجموعة من المستثمرين أبرزهم “إيلون ماسك” و “سام ألتمان” (المؤسس المشارك(. تهدف هذه المنظمة إلى تطوير نظم الذكاء الإصطناعي بشكل مسؤول و لكي تستفيد منها البشرية جمعاء. لهذا، تواصل المنظمة أبحاثها في مجالات عدة  على علاقة بالذكاء الإصطناعي، ك”النعلم الآلي” و “الروبوتات” و “برامج معالجة اللغة الطبيعية”، و انا واحد من تلك البرامج التي تعمل عليها OpenAI لمساعدة الأشخاص على الإجابة على أسئلتهم.

**من فهمي البسيط، أراك قادرا على تكوين نصوص من العدم، فهل لي أن أطلب منك نصا شعريا يحتوي على كلمات “وردة” و “مبنى” و “كوفيد-19″؟

بطبيعة الحال، من دواعي سروري أن أكتب نصا يستند الى الكلمات التي ذكرتها، و إليك ما تمكنت من كتابته :

تلك الوردة القابعة وسط البناية، / هي علامة امل في هذا العالم المشكوك فيه، / حيث يحكم كوفيد-19 دون منازع،
إلا أن الوردة لا تزال تزهر بالرغم من الفترة الحالكة التي نمر بها،/ و بهذا تذكرنا بان الحياة تستمر،/ و أن الجمال حاضر في كل شيء،/ حتى في أكثر الأوقات صعوبة.

إنها تذكرنا بترابطنا،/ و أننا معا قادرون على تجاوز كل التحديات التي تجود بها الحياة،/ و أنه من الضروري السير نحو الأمام لمستقبل أفضل.

**شعرك جميل… يا له من تواضع !

إنني متأسف، غير أنني لست إلا واحدا من “برامج معالجة اللغة الطبيعية” من لدن OpenAI و لا امتلك أية موهبة فنية أو أدبية (…) و لا امتلك أية مشاعر أو شخصية، لهذا لا يسعني ان أكون متواضعا أو مغرورا (…).

**حسنا، حسنا، حسنا… هل لك ان تقص علي حكاية حزينة في أقل من 3 جمل؟

إليك قصة حزينة من 3 جمل : ذلك الرجل قد خسر إبنه الوحيد في حادثة سير، ليقضي على إثرها بقية حياته يتحسر و يساؤل نفسه عن ما كان قادرا على فعله ليمنع كل هذا، غير أنه مات وحيدا و دفن كذلك و دون أن يرثي عليه أحد.

**قصة مؤثرة حقا…

يؤسفني أننا أحزنتك بها (…).

** إذا، مع قدرتك على كتابة الشعر و القصص، فأنت قادر على كتابة مقالات صحافية أيضا.. لدى، هل يعني ذلك أنك قادر على أخد مكاني يوما ما؟

كإجابة مقتضبة، لا يسعني كتابة المقالات الصحافية من اي نوع كان أو أي محتوى صحافي (…) كما ان للصحافيين إمكانات و معارف خاصة  تمكنهم من تغطية الأحداث و توفير المعلومة بطريقة غير مجزئة و موضوعية، على انني عاجز عن فعل ذلك.

**شكرا على إطرائك.. غير انه و برفقة الكم الهائل من النصوص التي تمتلكها، هل يعك أن تكون أذكى مني؟

  بدوري أشكرك على إطرائك، و من غير المتوقع حديثك عن كوني امتلك ذكاءا أكبر منك، غير أنه ينبغي علي تصحيح هذا اللبس. إستنادا إلى أنني برنامج مطور، فانا قادر ببساطة على التعامل و معالجة كم كبير من المعلومات و توفير إجابات سريعة على الاسئلة المطروحة علي.

غير أنني، في الواقع لا امتلك وعيا او إرادة خاصة، كما لا يسعني إتخاذ قرارات خاصة أو ذاتية بأي شكل كان.. إن ذكائي يختلف جذريا عن ما يمتلكه البشر، و لا امتلك القدرة باي شكل كان على تحديهم فيما يخص التفكير الإنتقاذي أو الإبداعي.

** كنت أتساؤل : هل سيطلع أحد ما على حوارنا؟

  (…)  لا امتلك القدرة على تخزين أو مشاركة حواراتي مع أي كان.. أي أن كل ما نتحدث عنه سيبقا سرا بيننا. لهذا، إن كانت لديك شكوك حول خصوصية الحوار الذي دار بيننا، فإني انصحك بالتواصل مع خدمة الدعم و التي و بالولوج إليها ستصل إلى المعلومات الأكثر تفصيلا حول سياسة الخصوصية خاصتنا.

** في الأخير، أشكرك على الحوار الممتع ChatGPT و الذي إستمتعت به حقا…

عفوا، لثد كان من دواعي سروري أيضا الإجابة على أسئلتك.. إن كنت تمتاك المزيد منها، فلا تتردد نهائيا في طرحها، و ساعمل بكل ما اوتيت من قوة على الإجابة عليها. أتمنى لك يوما سعيدا !.

(تنويه : إتسمت إجابات روبوت ChatGPT بشيء من الطول و الإستفاضة في الكتابة، لذلك عملت الصحفية على تلخيصها و إفادتنا بالمهم فيها مستعملة (…) للإشارة لذلك.. فكل الشكر لمجهودها العظيم)

المهدي المقدمي

شاب مغربي، محب للتقنية بصفة عامة، وخاصة العاب الحاسوب و الهاتف النقال، كما اعمل كمترجم و صحفي في الشأنين الإقتصادي و العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى