تعود سلسلة Men In Black إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة عبر مشروع سينمائي جديد تعمل عليه Sony Pictures بهدوء، مع إسناد مهمة الكتابة إلى Chris Bremner الذي خطف الأنظار بعد نجاح Bad Boys For Life. هذا التطور يعيد طرح السؤال القديم الجديد حول مستقبل إحدى أشهر السلاسل الكوميدية العلمية في هوليوود، خصوصًا بعد محاولات سابقة لإعادة إطلاقها بنتائج متباينة. وبينما لا يزال المشروع في بدايته، يبدو أن Sony تراهن على اسم قادر على إحياء العلامة التجارية، مع بناء مساحة تتيح عودة Will Smith إلى شخصية العميل J التي ارتبطت بنجاح السلسلة منذ انطلاقتها في تسعينات القرن الماضي. ومع غياب التفاصيل الرسمية، تتحرك التوقعات بين حماس الجمهور وتساؤلات النقاد حول اتجاه الفيلم الجديد والخيارات الإبداعية التي قد تحدد شكله المقبل.
اللافت في التطور الأخير هو اختيار Sony لكاتب يعرف تمامًا كيف يتعامل مع إعادة إحياء العلامات السينمائية الناجحة، فـ Chris Bremner لا يرتبط فقط بعودة Bad Boys إلى الواجهة، بل أصبح اسمه حاضرًا في مشاريع كبرى يجري تطويرها ببطء، سواء داخل Sony أو لدى شركات أخرى. خبرته في كتابة الأكشن الخفيف الممزوج بالكوميديا تمنح المشروع نغمة شبيهة بروح Men In Black الأصلية، خصوصًا أن السلسلة لطالما اعتمدت على أسلوب سريع، ممتع، ومرتبط بشخصيات تحمل طابعًا إنسانيًا رغم غرابة عالمها. وحسب مصادر الصناعة، فإن Bremner يعمل حاليًا على وضع المسودة الأولى التي يُنتظر أن تقدم إلى Will Smith فور اكتمالها، في خطوة تعكس رغبة الاستوديو في إعادة إشراكه مبكرًا. هذا الإجراء يُذكّر بشكل واضح بالنهج الذي اتبعه استوديو MGM عندما شارك Sylvester Stallone في مشروع Creed قبل بدء الإنتاج، ضمن استراتيجية تمرير الشعلة من نجم قديم إلى جيل جديد دون فقدان هوية السلسلة.
إدراج Will Smith في المسودة الأولى ليس خطوة عابرة، بل يعكس موقف Sony من قيمة الشخصية التي لعبها طوال ثلاثة أجزاء ناجحة حققت مجتمعة ما يقارب 1.904 مليار دولار عالميًا. ورغم أن Smith لم يلتزم رسميًا بالمشروع، إلا أن الفكرة العامة تراهن على عودته بصيغة مرنة، سواء كدور رئيسي كامل أو كظهور محوري يساعد في الانتقال إلى بطل جديد. في الحقيقة، العودة لا تبدو مستبعدة، خصوصًا بعد تحسن علاقة Smith مع استوديوهات هوليوود في الشهور الأخيرة، وظهوره مجددًا في مشاريع كبرى مثل Bad Boys: Ride or Die. وفي غياب تفاصيل القصة، تبقى احتمالات الفيلم مفتوحة بالكامل، بين تقديم مغامرة جديدة ضمن الفريق الأصلي، أو الذهاب إلى اتجاه مختلف يشبه ما قدمه فيلم MIB: International الذي حاول الابتعاد عن الشخصيات الكلاسيكية. ومع ذلك، يظل عنصر الحنين نقطة قوة لا يمكن تجاهلها، وقد يكون هو المفتاح الذي تراهن عليه Sony لاستعادة لمعان السلسلة.
تاريخيًا، حافظت Men In Black على جمهور واسع بفضل المزج بين الكوميديا العلمية ومفهوم العملاء السريين الذين يتعاملون مع حياة فضائية مختبئة في كوكب الأرض. ومع كل جزء، حاول الاستوديو الحفاظ على روح السلسلة مع إضافة لمسات جديدة. نجاح الفيلم الأصلي عام 1997 شكّل بداية موجة واسعة، وتبعه جزآن مثيران للجدل نقديًا لكنهما حققا نجاحًا تجاريًا كبيرًا. أما محاولة 2019 عبر MIB: International فلم تتمكن من تحقيق الصدى المطلوب رغم طاقم نجومها. لذلك يبدو أن Sony تريد العودة إلى الأساسيات، مع فريق إنتاج ثابت لطالما كان مرتبطًا بالسلسلة، مثل Walter F. Parkes وLaurie MacDonald، إضافة إلى Steven Spielberg كمشرف تنفيذي، وهو اسم يمنح أي مشروع وزنًا كبيرًا حتى في مراحله الأولى. وبغض النظر عن الاتجاه السردي، فمن الواضح أن الاستوديو يسعى إلى تقديم فيلم يوازن بين هوية الماضي وما ينتظره الجمهور اليوم من أعمال الخيال العلمي.
من جهة أخرى، يواصل Chris Bremner تثبيت موقعه داخل هوليوود ككاتب مطارد من كبريات الاستوديوهات. فمنذ نجاح Bad Boys For Life واستكمال العمل على Bad Boys: Ride or Die، أصبح ضمن الكتّاب المفضلين لدى Will Smith، خصوصًا بعد استعانته به لتطوير Fast & Loose لصالح Netflix، وهو المشروع المتوقع أن يكون أحد أفلام Smith القادمة. هذه الثقة تعكس قدرة Bremner على التعامل مع الشخصيات ذات الشعبية الواسعة، وصناعة مساحات جديدة داخل سلاسل قديمة دون المساس بجوهرها. وفي ظل هذه الحركية القوية، يبدو أن مشروع Men In Black الجديد سيكون إحدى المحطات التي قد تحدد مستقبل السلسلة بالكامل. وبينما ننتظر تفاصيل رسمية من Sony، يظل السؤال الأكثر تداولًا بين المتابعين اليوم هو: هل سنرى Will Smith يعود إلى بدلته السوداء الشهيرة، أم أننا أمام بداية مختلفة تحمل مفاجآت غير متوقعة؟