لعبة The 9th Charnel تدخل مرحلة الحسم قبل إصدارها بداية السنة المقبلة

لعبة The 9th Charnel تدخل مرحلة الحسم قبل إصدارها بداية السنة المقبلة

بين الزحمة الكبيرة التي أصبحت تشهدها ألعاب الرعب في السنوات الأخيرة، تظهر لعبة The 9th Charnel كمحاولة جديدة لإعادة تقديم تجربة بقاء مشحونة بالتوتر والغرابة، وتجربة تعتمد على أفكار نفسية أكثر من اعتمادها على العنف أو المؤثرات البصرية الصادمة. الإعلان الأخير الذي كشفت عنه شركة SOEDESCO بالتعاون مع فريق التطوير SAIKAT DEB CREATIONS كان كافياً لإشعال فضول اللاعبين، بعد تحديد الثلاثين من يناير المقبل موعداً رسمياً لإصدار اللعبة على الحاسب الشخصي وأجهزة الجيل الحالي. الإعلان جاء هادئاً لكنّه ترك انطباعاً قوياً، وكأن الفريق يريد أن يوجّه رسالة مفادها أن المشروع قادم بثقة رغم محدودية موارده مقارنة بالأسماء الكبيرة في هذا النوع من الألعاب.

وربما ما يجعل The 9th Charnel محطّ اهتمام منذ اللحظة الأولى هو شعور الغموض الذي يلتف حولها. فاللعبة لم تحاول تقديم عروض ضخمة تستعرض كل شيء دفعة واحدة، بل ركّزت على جذب الانتباه من خلال قصة تجمع بين عنصر البقاء والهلع النفسي ضمن إطار علمي. القصة تتحدّث عن مجموعة من الباحثين يعملون داخل منشأة قرب محمية طبيعية، حيث يقومون بدراسة بيئية تبدو في ظاهرها روتينية. لكنّ ما يحدث لاحقاً يخرج تماماً عن السيطرة عندما ينفصل الباحث Michael عن فريقه أثناء إحدى الرحلات العلمية، لتبدأ سلسلة من الظواهر المتوترة التي تعطي الانطباع بأن الأمر أكبر من مجرد ضياع في الغابة. هناك ألعاب كثيرة استخدمت فكرة الانعزال، لكن ما سمعه الجمهور عن هذه التجربة يوحي بأن الفريق يحاول تقديم شيء يرتكز على الضغط النفسي والتساؤلات أكثر من الاعتماد على الوحوش أو الأصوات المدوية.

ومن الواضح أن SAIKAT DEB CREATIONS يبني مشروعه على فكرة أن اللاعب يجب أن يشعر بأنه مراقَب طوال الوقت، حتى عندما لا يحدث شيء فعلي. هذا النوع من التوتر ينجح عندما يصاغ بعناية، وعندما يترافق مع تصميم بيئات تجعل اللاعب يشعر بالريبة في كل خطوة. كل ما تم الكشف عنه حتى الآن يشير إلى أن الفريق اختار بيئة طبيعية شبه مغلقة، تتداخل فيها الأشجار الكثيفة مع منشآت علمية مهجورة، ما يفتح المجال لتجربة تقدم تفاصيل صغيرة تخلق أجواء خانقة. الكثير من اللاعبين سبق أن وصفوا هذا النوع من الألعاب بأنه يعتمد على “الخوف البطيء”، أي ذلك الشعور الذي يتسلل إلى اللاعب دون مشاهد صادمة مباشرة. ومن الواضح أن الفريق يحاول تقديم هذا الأسلوب تحديداً.

وما يزيد من الترقب أن اللعبة تأتي في فترة أصبحت فيها ألعاب الرعب تمرّ بمرحلة نشطة، سواء من حيث الإصدارات المستقلة أو المشاريع الضخمة. ومع ذلك، لا تبدو The 9th Charnel مهتمة بالمنافسة المباشرة بقدر اهتمامها بترك بصمة خاصة. تدخل اللعبة هذا السوق وهي تعتمد على مجموعة عناصر بسيطة لكنها فعّالة: بطل واحد معزول، منشأة علمية، طبيعة غامضة، وعدة أسئلة لا إجابات لها. وقد سبق لأحد أفراد الفريق أن أشار في تعليق مقتضب خلال أحد الاجتماعات الإعلامية إلى أن “الخوف الحقيقي لا يحتاج الكثير من الضوضاء، بل يحتاج فقط مساحة تدفع اللاعب للتساؤل عمّا سيفعله لو كان مكان الشخصية”. هذا الاقتباس الوحيد الذي تم تداوله يعكس رؤية الفريق بشكل صريح، ويبدو أنهم يريدون أن تكون التجربة قابلة للغوص النفسي أكثر من كونها مجرد لعبة رعب اعتيادية.

ومن الجوانب المثيرة للاهتمام أيضاً عودة المشروع إلى الحياة بعد أن كان مهدداً بالإلغاء. فخلال يونيو الماضي، واجه فريق التطوير مشاكل ضخمة أدت إلى توقف العمل تماماً، وهو أمر يحدث كثيراً مع الفرق الصغيرة التي لا تمتلك دعماً مالياً مستقراً. لكن ما لم يتوقعه الكثيرون هو أن المشروع عاد فجأة هذا الشهر بعد حصول الفريق على حقوق اللعبة من Riot Games، إضافة إلى عودة مجموعة من المطورين الأصليين لاستكمال العمل. هذا المشهد بحد ذاته يضيف طبقة درامية إلى قصة تطوير اللعبة، وكأن المشروع رفض أن يموت قبل أن يأخذ فرصته في الوصول إلى اللاعبين. وهذا التفصيل قد يجعل الجمهور أكثر تعلقاً بالعنوان، خصوصاً أولئك الذين يهتمون بتجارب الرعب المستقلة التي تحارب من أجل الصمود في سوق مزدحم.

وإذا انتقلنا إلى ما يمكن أن يتوقعه اللاعبون عند إصدار اللعبة في يناير، فمن المرجح أن التجربة ستركز على الاستكشاف البطيء والمراقبة المستمرة للبيئة المحيطة، دون الاعتماد المفرط على الأسلحة أو المواجهات المباشرة. الألعاب التي تبني رعبها على التوتر النفسي تحتاج وقتاً لتكشف أوراقها، وهذا النوع من السرد يجعل اللاعب جزءاً من الرحلة بدل أن يكون مجرد متفرج. ومن المتوقع أيضاً أن يركز الفريق على بناء سرد يتطور تدريجياً، حيث تبدأ الأمور بسيطة ثم تتحول إلى لغز أكبر كلما تقدم اللاعب خطوة جديدة. بعض اللاعبين يحبون هذا الأسلوب لأنه يعطي انطباعاً بأن التجربة تعكس حالة إنسانية يمكن أن تحدث في الواقع، وهو ما يجعل الخطر أكثر واقعية.

وفي ظل هذه الصورة، تبدو The 9th Charnel وكأنها لعبة قد تترك أثراً رغم بساطتها، خصوصاً عندما نضع في الاعتبار أن ألعاب الرعب النفسية تعتمد في نجاحها على الفكرة أكثر من اعتمادها على الميزانية. ومن الواضح أن فريق التطوير يتحرك بثبات نحو تقديم تجربة قد لا تكون صاخبة، لكنها قد تحمل ذلك النوع من الرهبة الهادئة الذي يبقى في ذهن اللاعب بعد انتهاء اللعبة. ومع اقتراب موعد الإصدار، ينتظر الكثيرون معرفة ما إذا كانت اللعبة قادرة على تقديم رحلة غامرة بالفعل أم أنها ستكون مجرد محاولة طموحة من فريق صغير.

وفي النهاية، يبدو أن الجمهور بات مستعداً لتجربة شيء جديد يخرج قليلاً عن الشكل التقليدي لألعاب الرعب. ومع اقتراب الثلاثين من يناير، تتوجه الأنظار إلى ما إذا كانت The 9th Charnel ستنجح في تقديم تجربة نفسية مكتملة، أو على الأقل تجربة قادرة على إثارة الفضول لدى محبي هذا النوع من الألعاب. ومع أن التوقعات مختلفة، فإن المشروع يحظى بدعم أولي من اللاعبين الذين يرون فيه فرصة لتجربة مختلفة قد تفتح الباب أمام مشاريع مستقلة أخرى تبحث عن فرصة لإثبات نفسها. وما سيقع بالفعل لن نعرفه إلا عند صدور اللعبة رسمياً.

Related posts

خطوة جديدة من Remedy تعيد Control إلى الواجهة

مستقبل Vampire The Masquerade Bloodlines 2 بين تقليص الاستثمار وانتظار الجمهور

Layers of Fear: The Final Masterpiece Edition تصل أخيرًا إلى Nintendo Switch 2