أعلنت شركة سوني مؤخرًا عن قرارها بإيقاف إنتاج جميع الوسائط القابلة للتسجيل من أقراص Blu-ray بحلول شهر فبراير 2024. جاء هذا القرار بعد تحول كبير في عادات المستهلكين نحو التخزين والمشاهدة الرقمية، مما قلل من الطلب على الأقراص الفيزيائية. وعلى الرغم من أن هذا القرار لا يشمل حاليًا أقراص ألعاب بلايستيشن 5 أو أفلام Blu-ray، إلا أنه يعد بداية لنهاية عصر الأقراص الفيزيائية، تمامًا كما حدث مع تقنيات سابقة مثل أشرطة الفيديو والكاسيت. ونشرت سوني على موقعها الرسمي باللغة اليابانية رسالة شكر للمستهلكين الذين دعموا هذه التقنية طوال سنوات إنتاجها.
يأتي هذا الإعلان ليُغلق فصلًا مهمًا في تاريخ التكنولوجيا الرقمية، خاصة بعد المنافسة الشرسة التي خاضتها سوني ضد توشيبا في حرب تنسيقات أقراص الفيديو عالية الدقة. ففي عام 2006، انطلقت المنافسة بين تنسيق Blu-ray المدعوم من سوني وتنسيق HD DVD المدعوم من توشيبا. كانت هذه الحرب ليست فقط حول التقنية، بل أيضًا حول جذب قلوب المستهلكين ودعم استوديوهات الأفلام. وفقًا لموقع The Verge، تميز Blu-ray بسعة تخزينية أكبر تصل إلى 50 غيغابايت على طبقتين، مقارنة بـ 30 غيغابايت لتنسيق HD DVD. وبفضل الدعم القوي من استوديوهات هوليوود وإطلاق جهاز بلايستيشن 3 الذي دعم Blu-ray، انتصرت سوني في هذه الحرب، مما أدى إلى انسحاب توشيبا من السوق في عام 2008.
مع قرار سوني بإيقاف إنتاج أقراص Blu-ray القابلة للتسجيل، يبدو أن العصر الرقمي قد تجاوز الحاجة إلى الوسائط الفيزيائية. وفقًا لتحليل نشرته CNET، فإن التحول نحو البث عبر الإنترنت وخدمات التخزين السحابية مثل Netflix وDisney+ قد قلل بشكل كبير من الاعتماد على الأقراص الفيزيائية. هذا القرار يعكس تحولًا جذريًا في طريقة استهلاك المحتوى المرئي والصوتي، حيث أصبحت الخدمات الرقمية هي الخيار الأول للمستخدمين. ومع ذلك، يبقى هذا الإعلان بمثابة نهاية لفصل مهم في تاريخ التكنولوجيا، حيث فازت سوني في حرب التنسيقات، لكن التطور التكنولوجي لا يتوقف أبدًا.
Views: 0