في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح الإنترنت منصة حيوية للتواصل والمشاركة. ومع ذلك، فإن وجود البوتات (Bots) التي تُروّج للمحتوى المتطرف يعد تحديا كبيرًا. وفقًا لتقارير “ماشابل” (Mashable) الإخبارية، التي استندت إلى تحقيقات صحفية أجرتها الكاتبة “ريبيكا رويز” فإن : “هذه البوتات تُسهم في نشر أفكار عنيفة وغير ملائمة، مما يؤثر سلبًا على المجتمع، وخاصة صغار السن”.
**البوتات: آلية العمل وتأثيرها على المحتوى
تشير دراسة حديثة أجرتها شركة “Graphika” إلى: “وجود آلاف البوتات (Bots) التي تعمل على تعزيز المحتوى المتطرف أو العنيف، مما يُشكّل تهديدًا كبيرًا خصوصًا للمراهقين والأطفال”.
تستخدم هذه البوتات، خوارزميات معقدة لتحليل البيانات والتفاعل مع المستخدمين، يتم برمجتها للتفاعل مع “محتوى معين”، مما يسمح لها بالظهور كحسابات حقيقية. يعزز هذا من قدرتها على نشر المعلومات بشكل سريع وفعال، مما يجعل من الصعب على المنصات الاجتماعية تتبعها.
تعمل البوتات على نشر محتوى متنوع، بدءًا من “الأخبار العادية” إلى “المعلومات المضللة”. ومع تزايد عدد هذه البوتات، تتزايد أيضًا المخاطر المرتبطة بها، كما تشير دراسة “Graphika” إلى “أن هذه البوتات تُستخدم بشكل متزايد لترويج الأفكار المتطرفة، مما يُعرّض الشباب والأطفال لمحتوى قد يكون ضارًا بنسبة كبيرة”.
**المخاطر وأهمية التصدي لها
تُعد المخاطر المرتبطة بـ”المحتوى المتطرف” خطيرة، خاصة بالنسبة لصغار السن. فالمحتوى العنيف أو المتطرف يمكن أن يُؤدي إلى: أولا، “تأثير نفسي سلبي” على نفسية القُصّر، مما يؤدي إلى تفاقم مشاعر “القلق” و”الاكتئاب”.ثانيا، “تشكيل أفكار متطرفة” تُساهم فيها هذه البوتات في تشكيلها لدى الشباب، مما يزيد من احتمالية انخراطهم في سلوكيات غير مقبولة.ثالثا، “انتشار المعلومات المضللة” عبر هذه البوتات مما يُعقد من قدرة الأفراد على التمييز بين الحقيقة والخيال.
تتطلب مواجهة هذه الظاهرة، تعاونًا دوليا (ومحليا) أي بين : “الحكومات”، “المنصات الاجتماعية”، “المجتمع المدني”.. إذ يجب على الحكومات، سن “قوانين صارمة” لـ”مكافحة نشر المحتوى المتطرف”، في حين يجب على “المنصات الاجتماعية” أن “تحسن خوارزمياتها للكشف عن الروبوتات والمحتوى الضار”.
من الخطوات المهمة للتصدي لهذه الآفة، نجد : أولا، “تحسين أدوات الكشف” على المنصات الاجتماعية والاستثمار في أدوات متطورة للكشف عن البوتات والمحتوى الضار. ثانيا، “التوعية المجتمعية” وذلك بتوعية الأهل والمراهقين حول المخاطر المرتبطة بالمحتوى المتطرف وكيفية تجنبه. ثالثا، “التعاون الدولي” لمكافحة هذه الظاهرة.
إن وجود آلاف الروبوتات التي تُشجع على المحتوى المتطرف أو العنيف يُشكل “تحديًا كبيرًا” للمجتمع (محليا أو دوليا). من خلال التعاون بين جميع الأطراف المعنية، يمكننا العمل على تقليل تأثير هذه البوتات، وحماية الشباب من المخاطر المرتبطة بهذا المحتوى. يجب أن نكون جميعًا جزءًا من الحل، لضمان بيئة آمنة وصحية للجميع.
Views: 5