في خطوة تعكس حجم الثقة التي يكتسبها جهاز Nintendo Switch 2 منذ لحظة إطلاقه، صرّح Alex Heise، مدير تطوير الأعمال في فريق التطوير العالمي Virtuos، أن الجهاز الجديد مرشّح لتجاوز كافة مؤشرات النجاح التي حققها الجيل السابق من المنصة الهجينة التي قلبت موازين سوق الألعاب منذ سنة 2017.
وجاء هذا التصريح في مقابلة إعلامية حديثة تمحورت حول مستقبل الجهاز الجديد، والذي صدر في شهر يونيو الماضي وحقق انطلاقة استثنائية ببيع 3.5 مليون وحدة في ظرف أربعة أيام فقط، مما يجعله أسرع إطلاق لمنصة منزلية في التاريخ حتى الآن. هذا الرقم يعكس ثقة السوق واللاعبين بالجهاز الجديد، ويبرّر حماس المطورين حول العالم للعمل عليه، خاصة الفرق التقنية المتخصصة بنقل وتطوير الألعاب عالية الجودة.
يرى فريق Virtuos أن Switch 2 يحمل المقوّمات الأساسية التي ساهمت في نجاح Switch الأصلي، خصوصًا الطبيعة الهجينة للجهاز التي تدمج بين تجربة اللعب المنزلية والمحمولة في وقت واحد. ومع ذلك، فإن الاختلاف الجوهري يكمن في القدرة التقنية المضافة للجهاز الجديد، والتي تسمح للمطورين بتقديم ألعاب تصنيف AAA بمستوى رسومي وتجريبي أقرب لما هو متاح على منصات مثل PlayStation 5 وXbox Series X.
وبحسب Heise، فإن القدرة على تشغيل ألعاب ضخمة ومعقدة تقنيًا دون التضحية بأداء الجهاز أو عمر البطارية، تمثل قفزة استراتيجية لـNintendo، خصوصًا وأنها لم تلجأ في هذه المرة إلى تغيير المفهوم الجذري للجهاز كما حدث مع الانتقال من Wii إلى Wii U، وهو ما خلق في ذلك الوقت حالة من الغموض لدى اللاعبين. Switch 2، على العكس من ذلك، هو استمرار مباشر وواضح للنجاح الذي بناه الجهاز الأول، وهو ما يخلق جسرًا من الثقة بين اللاعبين والمطورين على حد سواء.
يأتي هذا التفاؤل من فريق Virtuos في ظل عملهم المباشر على Metal Gear Solid Δ: Snake Eater، وهي نسخة ريميك منتظرة بشدة من أحد أعظم أجزاء السلسلة الكلاسيكية التي طوّرها Hideo Kojima. وقد تم التأكيد سابقًا على أن الفريق يشارك في تطوير هذه النسخة الجديدة إلى جانب Konami، مما يجعلهم في موقع فريد لتقييم الإمكانات التقنية للجهاز الجديد.
وقد ألمح Heise إلى أن العمل على Switch 2 كان أكثر سلاسة مما كان متوقعًا، بفضل وضوح توجه المنصة وتوافقها مع محركات التطوير الحديثة مثل Unreal Engine 5، وهو ما يُمكّن الفرق التقنية من تقليص الفجوة بين نسخ المنصات الكبرى ونسخة Nintendo، دون الحاجة إلى تقليص المحتوى أو تقنيات العرض كما كان يحدث مع Switch الأصلي.
أحد أبرز الاختلافات التي أشار إليها Heise هو قرار Nintendo بإطلاق اسم مباشر وواضح للجهاز الجديد: Switch 2. هذه الخطوة، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تحمل دلالات تسويقية قوية للغاية، وتُجنّب الشركة السقوط في نفس الأخطاء التي ارتُكبت مع جهاز Wii U، الذي عانى من ارتباك في الهويّة والتسويق، ما أثر سلبًا على مبيعاته.
تبنّي الترقيم التسلسلي في اسم الجهاز يرسل إشارة واضحة للمستهلكين أن ما بين أيديهم هو تطوّر مباشر ومُحسن لمنصة مألوفة وناجحة، ما يعزز الإقبال ويقلل من الحاجة لتثقيف السوق مجددًا. هذه البساطة الظاهرية تحمل وراءها استراتيجية ذكية تُظهر أن Nintendo تعلمت الدرس وتتحرك بخطوات محسوبة نحو الأمام.
نقلة جذرية في علاقة Nintendo بمطوري الطرف الثالث
بالنظر إلى التصريحات الأخيرة من Virtuos، يبدو أن Nintendo تسعى إلى بناء علاقة أكثر متانة مع مطوري الطرف الثالث، لا سيما الفرق المتخصصة في الريماسترات والريميكات. إن تحسين القدرة التقنية لـSwitch 2 يفتح الباب أمام عشرات من سلاسل الألعاب الكلاسيكية والعناوين الثقيلة لتجد لها موطئ قدم على منصة Nintendo، دون الحاجة إلى تقديم نسخ “مخففة”.
كما أن توافق Switch 2 مع مكتبة ألعاب الجيل الأول، يوفّر حافزًا كبيرًا لكل من يملك الجهاز الأصلي للانتقال بسلاسة إلى الجيل الجديد. ومع الدعم المتواصل من شركات مثل Ubisoft، Square Enix، Bandai Namco وElectronic Arts، يبدو أن المنصة ماضية في ترسيخ مكانتها كلاعب محوري في الصناعة، بعيدًا عن الصورة النمطية القديمة عن أجهزة Nintendo بأنها موجّهة فقط للألعاب العائلية أو الحصرية.