بينما لا تزال شركة Nintendo تلتزم الصمت تجاه الأرقام الرسمية الخاصة بمبيعات جهازها الأحدث Nintendo Switch 2، خرجت شبكة Nikkei اليابانية العريقة بتقرير مثير يؤكد أن المنصة الجديدة تمكنت من بيع 6 ملايين وحدة خلال أول شهر من توافرها في الأسواق. هذا الرقم القياسي، في حال تأكيده، سيجعل Switch 2 أحد أنجح إطلاقات الأجهزة في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، بل ربما يتفوق على جميع المنصات الأخرى التي سبقته، بما فيها أجهزة PlayStation وXbox.
بحسب التقرير، فإن الجهاز استطاع خلال أول 4 أيام فقط من إطلاقه أن يحقق مبيعات بلغت 3.5 ملايين وحدة، وهو رقم أكده سابقاً عدد من المحللين اليابانيين المستقلين، مستندين إلى بيانات سوقية مستخلصة من نقاط البيع في اليابان والولايات المتحدة وأوروبا. إلا أن المفاجأة جاءت من أن الزخم التجاري استمر بوتيرة متصاعدة خلال الأسابيع التالية، ليصل المجموع إلى 6 ملايين وحدة خلال شهر واحد فقط، وهو رقم يُعتبر استثنائيًا بكل المقاييس، خاصة في ظل التحديات التي يشهدها السوق العالمي في ما يخص الإمداد وسلاسل التوريد.
النجاح اللافت لهذا الإطلاق لا يعود فقط إلى العطش الجماهيري لإصدار جديد من Nintendo، بل يتعزز أيضًا بحزمة الإصدارات الحصرية التي تزامنت مع الجهاز، إضافة إلى التحسينات التقنية التي حملها Switch 2 مقارنة بالجيل السابق. وحسب المحللين، فإن اعتماد Nintendo على توليفة متوازنة تجمع بين الأداء المحسن، والمرونة المحمولة، ودعم مكتبة Switch الأصلية، كان له بالغ الأثر في تعزيز قرارات الشراء منذ اليوم الأول.
من جهتها، لم تعلّق Nintendo حتى الآن على ما ورد في تقرير Nikkei، مكتفية بالحفاظ على جدولها الإعلامي المعتاد، والذي غالباً ما يتضمن نشر البيانات المالية الرسمية مع نهاية كل فصل مالي. ورغم هذا التريث، إلا أن المتابعين يتوقعون أن تقوم الشركة بالكشف عن الأرقام الرسمية خلال الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة، لاسيما بعد أن بدأت الصحافة المتخصصة تركز بقوة على أداء Switch 2 كمؤشر رئيسي على مستقبل الشركة في السوق العالمي.
الجدير بالذكر أن Nikkei تُعد من أكثر المصادر الإعلامية موثوقية في اليابان، وتستند في تقاريرها إلى بيانات دقيقة من داخل سلاسل التوريد، والموزعين، والمصادر الحكومية المتعلقة بالتجارة الإلكترونية، مما يجعل المعلومات التي أوردتها تحظى بقدر كبير من المصداقية حتى في غياب التصريحات الرسمية. وفي حال صحّت هذه الأرقام، فإن Switch 2 سيحظى ببداية تتفوق حتى على Nintendo DS وWii، اللذين يعتبران من أنجح أجهزة الشركة تاريخيًا.
ولا يُمكن إغفال أهمية التوقيت الذي اختارته Nintendo لإطلاق الجهاز، حيث جاء ذلك تزامناً مع عطلة الربيع في اليابان، وضمن فترة تشهد فيها الأسواق الغربية ارتفاعاً في معدل الإقبال على الإلكترونيات والترفيه المنزلي. كما أن استغلال الشركة لزخم خدمات Nintendo Switch Online والإضافات الجديدة التي دعمت تجربة اللعب الجماعي والاشتراكات الرقمية، ساهم في تعزيز قيمة الجهاز كمنصة متعددة الاستخدامات، تتجاوز كونه مجرد جهاز ألعاب محمول.
وفي انتظار تأكيد Nintendo الرسمي، يترقب المستثمرون بشغف الإفصاح المالي القادم، حيث من المتوقع أن تعكس هذه الأرقام الكبيرة تطوراً مهماً في أداء الشركة المالي وربما تغييراً في استراتيجيتها التسويقية للفترة المقبلة. إذ بات من شبه المؤكد أن الشركة ستُسرّع من وتيرة إنتاج الجهاز وشحنه إلى مختلف الأسواق، خاصة مع التقارير التي تحدثت عن نقص في الكميات المطروحة في اليابان وأجزاء من أوروبا.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن Nintendo Switch 2 انطلق بقوة لم يسبق لها مثيل، واضعاً Nintendo في موقع ريادي جديد داخل مشهد صناعة ألعاب الفيديو. وإذا ما تمكنت الشركة من الحفاظ على هذا الزخم، فإن العامين المقبلين قد يشهدان أرقاماً قياسية غير مسبوقة، ليس فقط في المبيعات، بل في التأثير الثقافي للمنصة وانتشارها بين فئات جديدة من اللاعبين حول العالم.