Morocco Gaming Expo يستقطب 72 ألف زائر في دورته الثانية ويكسر كل التوقعات

في سابقة تعكس تطور صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب وتزايد الاهتمام المحلي والدولي بهذا القطاع، سجلت الدورة الثانية من معرض Morocco Gaming Expo رقمًا قياسيًا في عدد الزوار بلغ أكثر من 72,000 زائر وزائرة، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 56% مقارنة بالدورة الافتتاحية التي أقيمت السنة الماضية. هذا الإنجاز الرقمي المثير يعكس الدينامية المتصاعدة التي يعرفها قطاع gaming في المغرب، ويكرّس مكانة المعرض كموعد سنوي رئيسي لكل المهتمين بتقنيات الترفيه الرقمي، من محترفين، مطورين، لاعبين، وصناع محتوى.

أقيمت هذه الدورة في يوليوز وسط العاصمة الرباط، واختارت اللجنة المنظمة توسيع الفضاء المخصص للفعاليات، بما في ذلك أجنحة الألعاب التفاعلية، عروض الواقع الافتراضي، جلسات التعارف المهنية (networking sessions), والبطولات التنافسية مثل EAFC25 وStreet Fighter 6، إلى جانب ورشات تفاعلية أطرها ممثلون عن شركات عالمية مثل Ubisoft, Sony Interactive Entertainment, وRiot Games. الزخم الإعلامي المصاحب لهذه النسخة أكد أن المغرب بصدد ترسيخ اسمه كوجهة أساسية في خارطة معارض الألعاب في إفريقيا والشرق الأوسط.

نمو الحضور بنسبة 56% لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل استراتيجي منظم استهدف الترويج للمعرض داخل المغرب وخارجه، من خلال حملات رقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإشراك مؤثرين ومواهب من العالم الرقمي مثل محترفي streaming، ومنشئي المحتوى عبر Twitch وYouTube Gaming. كما ساهم حضور شخصيات مرموقة مثل Yoshiki Okamoto وBen Brode في تعزيز إشعاع المعرض، مما جلب جمهورًا واسعًا من مختلف المدن المغربية، ومن دول أجنبية مثل فرنسا، إسبانيا، كوريا الجنوبية، وكندا.

البيئة العامة للمعرض تميزت بتنوع أنشطته، حيث تم دمج الجانب الترفيهي بالبعد التعليمي والمهني. آلاف الزوار شاركوا في جلسات تدريب وورشات مهنية تناولت مواضيع مثل تطوير الألعاب باستخدام محرك Unreal Engine 5, تحليل سلوك اللاعبين عبر الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات تمويل مشاريع indie games. هذا التنوع في العروض جعل المعرض يتجاوز كونه مجرد منصة للعرض، ليصبح فضاء للتبادل، التكوين، والاستثمار، خصوصًا أن عددًا من المستثمرين الأجانب عقدوا اجتماعات عمل مع فاعلين مغاربة، ما يؤكد جدية التوجه نحو خلق صناعة محلية مستدامة للألعاب.

من الواضح أن المغرب، عبر معرض Morocco Gaming Expo، لم يعد يكتفي بدور المستهلك، بل يخطو خطوات واضحة نحو الإنتاج والمنافسة، مستفيدًا من قاعدة شبابية واسعة، وبيئة رقمية في تطور متسارع، بالإضافة إلى انفتاح المؤسسات الحكومية على هذا القطاع الواعد. الأرقام المسجلة في هذه الدورة لا تعكس فقط الإقبال الجماهيري، بل تؤشر على تحول ثقافي أعمق، حيث أضحى قطاع gaming أحد المكونات الأساسية لمشهد الترفيه والتكنولوجيا في المغرب.

وفي ظل هذا النجاح الكبير، يُنتظر أن تعرف الدورة الثالثة من المعرض توسعًا أكبر سواء من حيث المساحة أو عدد المشاركين الدوليين، مع إمكانية تنظيم نسخ متنقلة في مدن مغربية أخرى كـ الدار البيضاء، مراكش وطنجة، بهدف إشراك جمهور أوسع في دينامية التحول الرقمي الوطني. وفي حال استمر هذا المنحى التصاعدي، قد يشهد المغرب في السنوات القادمة ولادة مشاريع ألعاب إلكترونية بلمسة مغربية خالصة، قادرة على فرض نفسها في السوق العالمية.

Related posts

Sony تقترب من تقديم توافق عكسي كامل في PS6 عبر تقنية جديدة من AMD

Galaxy Z TriFold: تسريب جديد يؤكد Snapdragon 8 Elite ويقرب موعد الإطلاق

AMD تفاجئ السوق بأسعار Threadripper 9000 بعد تسريبات خادعة