أعلنت شركة Nintendo عن عودة برنامج Switch Online Playtest في نسخة جديدة، ستمتد بين 28 يوليوز و10 غشت 2025، مع مفاجأة من العيار الثقيل: دعم كامل لجهاز Switch 2 الذي تم إطلاقه في الأسواق خلال شهر يونيو الماضي. الخطوة تأتي ضمن جهود الشركة المستمرة لتحسين خدماتها عبر الإنترنت، واختبار بنيتها التحتية الرقمية استعدادًا للجيل الجديد من تجارب اللعب السحابي والرقمي.
للمشاركة في هذا البرنامج، يتوجب على المستخدمين التوفر على حساب Nintendo نشط، إلى جانب اشتراك فعال في خدمة Nintendo Switch Online + Expansion Pack. التسجيلات سيتم فتحها خلال هذا الأسبوع عبر الموقع الرسمي للشركة، وسيتم قبول المشاركين وفقًا لأسبقية الحجز، مع إمكانية التقديم كأفراد أو كمجموعات. ومن المرتقب أن يصل عدد المقبولين في هذا البرنامج إلى 40,000 مشارك من مختلف دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، المكسيك، كندا، البرازيل، اليابان، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وإسبانيا.
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها Nintendo هذا النوع من الاختبارات. فقد سبق لها أن أجرت تجربة مشابهة في أكتوبر من العام الماضي، لكنها آنذاك فرضت قيودًا صارمة على نشر المعلومات والتجارب، وهو ما لم يمنع بعض المستخدمين من تسريب مقاطع الفيديو ومشاركة تفاصيل اللعب على الإنترنت، بل ووصل الأمر إلى البث المباشر للتجربة. لذلك، أعادت Nintendo التأكيد هذه المرة على نفس القواعد الصارمة بخصوص الخصوصية، مع التنبيه إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات في حال خُرقت هذه الاتفاقيات.
وتُعد هذه الخطوة من Nintendo إشارة قوية على استعدادها الكامل للانتقال السلس نحو منصتها الجديدة Switch 2، خاصة وأن العديد من التقارير الصحفية خلال الأشهر الماضية ألمحت إلى نية الشركة تعميم نظام الاشتراك عبر الأجهزة الجديدة دون تفرقة، وهو ما يتجسد فعليًا في هذا الاختبار الذي يدعم المنصتين سويًا. وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع إعلان آخر مثير هذا الأسبوع من طرف Nintendo، إذ تم الكشف عن عرض تجريبي عبر الإنترنت للعبة Drag x Drive، المقرر إصدارها رسميًا في غشت المقبل.
برنامج Nintendo Switch Online Playtest لا يُعد مجرد تجربة عابرة، بل يعكس رؤية Nintendo المستقبلية لما ستكون عليه تجربة اللعب المشترك عبر الإنترنت، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع خدمات مماثلة من شركات مثل Sony وMicrosoft. وبتوفير دعم لجهازين مختلفين داخل نفس المنصة، تفتح الشركة الباب أمام اختبار متكامل يمكن أن يكشف عن إمكانيات السيرفرات، مستوى التفاعل، وتجاوب الشبكة مع الجيل الجديد من العتاد.
من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن هذه الاختبارات قد تكون مقدمة لإدخال تحسينات مستقبلية على خدمة Switch Online نفسها، سواء من حيث محتوى مكتبة الألعاب أو أداء اللعب الجماعي. كما أن مشاركة 40,000 مستخدم في اختبار واحد قد يمثل تجربة واقعية ضخمة تُمكّن الفريق التقني في Nintendo من مراقبة الأداء تحت ضغط مشابه للحالات الفعلية وقت الذروة.
بغض النظر عن النتائج التقنية التي قد تسفر عنها هذه التجربة، تبقى خطوة دمج Switch وSwitch 2 في اختبار موحّد رسالة واضحة من Nintendo بأن الترقية إلى المنصة الجديدة لن تعني التخلي عن اللاعبين الحاليين. بل على العكس، يبدو أن الشركة مصممة على جعل الجيلين يتعايشان في نظام بيئي رقمي متكامل، وهو ما يُعتبر نقطة قوة في إستراتيجية التسويق والاحتفاظ بالمستخدمين الأوفياء للعلامة.
أما بالنسبة للمستخدمين المتحمسين للمشاركة، فإن التحدي الأبرز سيكون في سرعة التسجيل، بما أن عدد المقاعد محدود وسيتم اعتماد نظام “الأسبقية في التقديم”. ومن المرجح أن يُقبل عدد كبير من اللاعبين اليابانيين والأمريكيين نظرًا لحجم السوق والتفاعل النشط مع هذه المبادرات من طرف المجتمع الرقمي في تلك المناطق.
وإذا نظرنا إلى هذه التجربة من زاوية تحليلية، فهي تُمثّل فرصة لـNintendo للقيام بتجارب ضغط (stress test) على شبكتها، خاصة مع توقعات بأن تتضمن الأجهزة القادمة قدرات أكبر من حيث الأداء الرسومي وخدمات السحابة، مما يتطلب اختبارًا حقيقيًا ومكثفًا قبل طرح مزايا أو ألعاب تعتمد على البنية التحتية الحديثة للشركة.
في المحصلة، تؤكد Nintendo من جديد قدرتها على مواكبة متطلبات السوق، وجعل خدماتها الرقمية موازية لتطور أجهزتها. ومع استمرارها في استراتيجيتها التوسعية نحو مزيد من التكامل بين الأجهزة والخدمات، فإن الأشهر القادمة قد تحمل المزيد من المفاجآت لجمهورها، سواء على مستوى العتاد أو الخدمات المدفوعة أو حتى إطلاق ألعاب حصرية تعزز من قيمة الاشتراك في خدمة Nintendo Switch Online.