من خلال تصريح رسمي جديد صدر ضمن سلسلة مقابلات “Ask the Director” على موقع Nintendo الياباني، أكدت الشركة أن التصميم الجديد لشخصية Donkey Kong في لعبة Donkey Kong Bananza هو في الواقع ما ألهم الشكل الذي ظهر به في فيلم The Super Mario Bros. Movie، وليس العكس كما كان يظن الكثير من المتابعين منذ ظهور اللعبة أول مرة على منصة Nintendo Switch 2.
عندما كشفت نينتندو لأول مرة عن لمحة بسيطة من Mario Kart World خلال عرض الكشف عن Switch 2، لاحظ اللاعبون أن شخصية Donkey Kong قد خضعت لتعديل واضح في تصميمها. فانتشرت سريعًا التوقعات بأن التغيير تم ليتماشى مع النسخة السينمائية للشخصية التي ظهرت في الفيلم الذي عُرض في سنة 2023. إلا أن منتج Bananza، Kenta Motokura، ومدير التصميم Daisuke Watanabe أوضحا في المقابلة أن الحقيقة مختلفة تمامًا، إذ أن التصميم السينمائي اقتُبس من اللعبة، وليس العكس.
قال Watanabe إن الفريق سعى لتقديم نسخة من Donkey Kong تعبر عن جوهر الشخصية، وتُظهر ملامحها الفريدة التي أحبها الجمهور عبر الأجيال. وأوضح أن التوجه لم يكن مجرد إعادة تصميم بصرية، بل محاولة للعودة إلى “الجوهر” الذي ميز شخصية Donkey Kong منذ ظهوره الأول في ألعاب الأركيد. وأضاف Motokura أن الفريق اعتمد في تصميم Bananza على النسخة الأصلية التي ابتكرها Shigeru Miyamoto، مع إدخال بعض اللمسات الحديثة التي جاءت من الرؤية الجديدة للعبة.
وفي تصريح يضع نهاية للنقاش الطويل بين اللاعبين، أكد Motokura بشكل صريح أن Donkey Kong Bananza هي التي ألهمت تصميم الشخصية في الفيلم السينمائي. حيث قال: “هذه اللعبة كانت الشرارة وراء تصميم دونكي كونغ الجديد، والذي أعتقد أنه ينقل صورة أكثر وضوحًا وحداثة للشخصية”. هذا التأكيد جاء بعدما لمح كثيرون إلى وجود صلة بين اللعبة والفيلم، خاصة أن الشائعات حول مشروع Donkey Kong الجديد من فريق Super Mario Odyssey تعود إلى عام 2021، وهو العام الذي تم فيه نقل تطوير اللعبة إلى Switch 2.
ويبدو أن نينتندو تخطط لتوسيع عالم Donkey Kong بشكل استراتيجي على غرار ما فعلته مع سلسلة Super Mario، من خلال تقديم فرعين مستقلين للشخصية: أحدهما ثنائي الأبعاد والآخر ثلاثي الأبعاد. ويُعد هذا أول فصل فعلي في توجه السلسلة منذ صدور Donkey Kong 64 قبل 26 سنة. اللعبة الجديدة على Switch 2 تمثل بداية هذا التقسيم، حيث يُتوقع أن تتبنى Bananza أسلوب 3D المستوحى من عصر الألعاب الحديثة، بينما قد يظهر خط منفصل للألعاب الكلاسيكية 2D، مما يمنح Donkey Kong أخيرًا عمقًا سرديًا وتنوعًا أسلوبياً كان يفتقر إليه منذ سنوات طويلة.
ما يميز هذه المقاربة من نينتندو أنها لا تقتصر فقط على إعادة إحياء شخصية محبوبة، بل تمنحها رؤية متكاملة جديدة، مدعومة بواحدة من أنجح الأفلام المقتبسة من ألعاب الفيديو. وبذلك تُكرّس الشركة التزامها بتقديم محتوى يرضي محبي الشخصيات الكلاسيكية، ويجذب جمهورًا جديدًا في نفس الوقت، خاصة مع استعدادها للجيل الجديد من أجهزتها.
وفي ظل تركيز نينتندو على تقديم تجارب بصرية وسردية أقوى في الجيل القادم، فإن Donkey Kong يبدو أنه سيلعب دورًا محوريًا ضمن هوية Nintendo Switch 2. وبغض النظر عن الأسبقية بين اللعبة والفيلم، فإن النتيجة النهائية تمثّل لحظة انتصار لمحبي Donkey Kong، الذين طالما طالبوا بعودة قوية تليق بتاريخ الشخصية وأهميتها في تاريخ ألعاب الفيديو.