Hideki Kamiya يؤكد: لا قصة ولا رسوم ستنقذ لعبة تفتقر إلى طريقة لعب فريدة

Hideki Kamiya يؤكد: لا قصة ولا رسوم ستنقذ لعبة تفتقر إلى طريقة لعب فريدة

في أجواء حماسية احتضنتها مدينة كيوتو خلال مهرجان BitSummit 2025، أحد أبرز الفعاليات السنوية المخصصة لألعاب الإندي والابتكار في اليابان، خطف المصمم الياباني الشهير Hideki Kamiya الأضواء مجددًا بتصريحات تعكس رؤيته العميقة لصناعة ألعاب الفيديو، تلك التي لطالما تميز بها منذ بداياته الأولى مع عناوين أصبحت مرجعًا في تاريخ الصناعة مثل Devil May Cry وViewtiful Joe، مرورًا بتحفته الفنية Okami، ووصولًا إلى أيقونة الأكشن المعاصرة Bayonetta. في حديثه أمام جمهور المطورين واللاعبين، شدد Kamiya على أن آليات اللعب – أو ما يُعرف بالـ Gameplay Mechanics – تظل دائمًا المحور الأساسي في أي لعبة يصممها، معتبرًا أن كل العناصر الأخرى كالقصة أو الرسوم أو حتى المواصفات التقنية تأتي بعد ذلك.

وأوضح Kamiya أن شغفه بتصميم الألعاب لم يكن مرتبطًا برغبة في سرد القصص أو إبهار الجمهور بصريًا، بل كان منبثقًا من هوسه العميق بابتكار تجارب لعب مختلفة. هذا التوجه انعكس بوضوح على أعماله، حيث سعى دائمًا لإدخال عناصر ميكانيكية غير مألوفة تمنح كل لعبة نكهتها الخاصة. فعلى سبيل المثال، في لعبة Okami التي طوّرها ضمن فريق Clover Studio سنة 2006، كانت ميكانيكية “الفرشاة الإلهية” Celestial Brush ليست مجرد أداة، بل وسيلة تفاعل بصرية تحوّلت إلى حجر الأساس في كل لحظة من لحظات اللعب. ومن خلال حركة واحدة بسيطة بالقلم، كان بإمكان اللاعب أن يتحكم بالعناصر أو يفتح الممرات أو يعيد الحياة للطبيعة، في تجربة ميكانيكية أثارت إعجاب النقاد واللاعبين على حد سواء.

أما في سلسلة Bayonetta، والتي ظهرت لأول مرة على أجهزة PlayStation 3 وXbox 360 سنة 2009 من تطوير PlatinumGames ونشر Sega، فقد قدّم Kamiya واحدة من أكثر آليات اللعب إثارة في عالم الأكشن، والمتمثلة في قدرة Witch Time، تلك اللحظة التي يتباطأ فيها الزمن بعد تفادي الضربة في الوقت المناسب، ما يمنح اللاعب فرصة للرد بطريقة استعراضية فنية. هذه الميكانيكية أصبحت لاحقًا معيارًا تتطلع إليه ألعاب عديدة تسعى لتقديم نظام قتال متقن وسلس.

ما يميز فلسفة Kamiya هو أنه لا يبتكر الميكانيكية أولًا ثم يبحث لها عن لعبة، بل يرى أن آلية اللعب هي قلب اللعبة نفسها، فهي ما يُبنى حوله كل شيء: عالم اللعبة، قواعدها، تحدياتها، وحتى نغمتها. من هذا المنطلق، فإن قصة اللعبة ليست بالضرورة مُهملة، لكنها تتكامل مع طريقة اللعب ولا تطغى عليها. ففي عالم تحكمه الإنتاجات الضخمة التي تهدف لإبهار اللاعبين عبر مشاهد سينمائية ضخمة وأداء صوتي هوليوودي، يظل Kamiya وفياً لمبادئ التصميم الكلاسيكي القائم على منح اللاعب سيطرة حقيقية على التجربة، لا مجرد مشاهد متتالية تمر عليه كمشاهد في فيلم.

تصريحاته في BitSummit 2025 جاءت بمثابة رسالة تحفيز قوية للمطورين الشباب، خصوصًا أولئك الذين ينتمون إلى مشهد ألعاب الإندي. فبعيدًا عن الموارد الضخمة أو الميزانيات الكبرى، يمكن لأي فريق صغير أن يترك بصمته في الصناعة عبر تقديم فكرة ميكانيكية مبدعة تتفوق على الإنتاجات العملاقة. هذا ما حصل فعلاً مع ألعاب مثل Celeste وHollow Knight وPapers, Please، وكلها عناوين بدأت كمشاريع صغيرة واعتمدت بشكل أساسي على طريقة اللعب المبتكرة.

من المهم الإشارة إلى أن Hideki Kamiya، الذي غادر مؤخرًا PlatinumGames في خطوة أثارت تساؤلات عديدة حول مستقبله المهني، لم يعلن بعد عن مشروعه القادم بشكل رسمي. ورغم غموض الخطوة التالية، إلا أن أسلوبه وتصريحاته تلمّح إلى إمكانية عمله على مشروع جديد كمطور مستقل أو مؤسس لاستوديو جديد. ويعتقد كثير من المحللين أن توجهه سيكون أقرب لعالم ألعاب الإندي عالية الجودة، مع حرية إبداعية أكبر تسمح له بتجربة أفكار أكثر جرأة خارج حدود التوجهات التجارية.

المهرجان الذي نظمه Japan Independent Games Aggregate (JIGA) بالتعاون مع Kyoto CMEX شهد كذلك مشاركة واسعة من مطورين يابانيين وأجانب، وتم تقديم مجموعة من المشاريع الواعدة لأجهزة Nintendo Switch وSteam Deck وPlayStation 5، في ظل تنامي أهمية السوق الياباني في استقطاب التجارب المستقلة المبتكرة. تصريحات Kamiya لم تمر مرور الكرام، بل تم تداولها بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي اليابانية والعالمية، وأعادت إلى الواجهة النقاش الأزلي حول أولوية أسلوب اللعب مقابل عناصر أخرى مثل القصة أو الرسوم.

هذا التذكير من أحد عمالقة التصميم في اليابان يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة الإنتاج في الصناعة نحو المزيد من الواقعية السينمائية، ما يجعل من الأصوات التي تدعو للتركيز على اللاعب وتجربته المباشرة ضرورة ملحة. وربما تكون هذه العودة للفلسفة الجوهرية لألعاب الفيديو – كوسيلة تفاعلية في الأساس – هي ما يحتاجه الجيل الجديد من المطورين لخلق ألعاب خالدة تتجاوز حدود الزمن، تمامًا كما فعلت ألعاب Kamiya لعقود مضت.

Related posts

توسعة Overture تدفع Lies of P نحو قمة المبيعات وتفتح الباب لجزء ثانٍ أسطوري

هل يعود Jim Carrey في The Mask 3؟ بوستر مزيف يشعل مواقع التواصل

Okami تعود من جديد مع مخرجها الأصلي Hideki Kamiya