Lisa Su تدعم خطة ترامب للذكاء الاصطناعي وتُعيد صياغة العلاقة بين AMD والسياسة

Lisa Su تدعم خطة ترامب للذكاء الاصطناعي وتُعيد صياغة العلاقة بين AMD والسياسة

في خطوة أثارت الانتباه داخل أوساط التقنية والاقتصاد السياسي على حد سواء، خرجت Lisa Su، الرئيسة التنفيذية لشركة AMD، لتعلن عن دعمها الصريح والواضح للخطة الجديدة التي طرحها Donald Trump بشأن الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. وبينما التزمت معظم القيادات التقنية الكبرى في وادي السيليكون بمواقف دبلوماسية متحفظة تجاه هذه المبادرة، اختارت Su أن تسلك طريقًا مغايرًا، مؤكدة في أكثر من تصريح أن الخطة “ضرورية وحاسمة” لمستقبل البلاد في المجال التكنولوجي، بل ومعتبرة إياها لحظة فارقة يجب أن يُبنى عليها.

Lisa Su، التي تُعد من أبرز الأسماء القيادية في عالم المعالجات الدقيقة وتقنيات الحوسبة المتقدمة، لم تخفِ أبدًا أن دعمها ينبع من نظرة استراتيجية تتماشى مع أولويات AMD في المرحلة المقبلة. فقد سلطت الضوء بشكل مباشر على البنود التي تتعلق بتسهيل بناء مصانع الرقائق داخل أمريكا، وتمويل مشاريع البنية التحتية للبيانات، وتعزيز استقلالية سلسلة التوريد، وهي كلها نقاط تصب مباشرة في مصلحة الشركات المصنّعة للمعالجات، وعلى رأسها AMD، التي تسعى منذ سنوات لترسيخ حضورها في السوق الأمريكي بعيدًا عن الاعتماد على مصانع التصنيع الخارجية.

هذا التقاطع بين السياسة والتكنولوجيا ليس جديدًا على الولايات المتحدة، لكنه يأخذ طابعًا أكثر حساسية مع تصاعد المنافسة الجيوسياسية مع الصين، وتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية للدول العظمى. تصريحات Lisa Su ليست مجرد رأي شخصي أو خروج عن الخط المعتاد لشركات التقنية التي غالبًا ما تتجنب الانخراط العلني في القضايا السياسية، بل تمثّل خطوة محسوبة تهدف إلى توجيه البوصلة نحو تشريعات تصب في مصلحة قطاع الرقائق، وهو القطاع الذي دخل في السنوات الأخيرة دائرة الضوء بفضل ازدهار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الألعاب الإلكترونية، والواقع المعزز.

ولم يكن دعم Su للخطة مجرد تمرير للرسائل، بل جاءت إشادتها بالبنية التشريعية الجديدة كمحاولة لدفع المشرّعين إلى التسريع في تنفيذ بنود الخطة، خاصة تلك التي تتعلق بالتمويل والتسهيلات الضريبية لمصانع أشباه الموصلات ومراكز البيانات العملاقة. هذا النوع من الخطاب الصريح يضع Lisa Su في موقع غير معتاد بالنسبة لقادة الشركات التقنية، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن مدى حدة التنافس داخل سوق المعالجات، وحرص AMD على اقتناص كل فرصة ممكنة لتعزيز بنيتها الصناعية على الأراضي الأمريكية، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها أمام شركات منافسة مثل Intel وNVIDIA.

الملفت أن موقف Lisa Su لم يلقَ انتقادًا مباشرًا من زملائها في القطاع، بل التزم معظمهم الصمت أو عبارات الترحيب العامة المعتادة. ويبدو أن تحركات Su تحمل رسائل أعمق تتعلق بإعادة رسم العلاقة بين صانعي القرار في واشنطن وقطاعات التكنولوجيا المتقدمة. فمع ازدياد الحديث عن ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي، والضغوط الأوروبية المتزايدة بهذا الشأن، تبحث شركات أمريكية كثيرة عن حلفاء سياسيين يدعمون التوسع دون قيود ثقيلة. وبهذا المعنى، تتحول Lisa Su من مديرة تنفيذية لشركة شرائح إلكترونية إلى لاعبة أساسية في توجيه السياسات التقنية في الولايات المتحدة.

ما إذا كانت هذه الخطوة ستحقق لـAMD مزايا تنافسية على المدى القريب، فهذا أمر ستحدده التحولات في سوق المعالجات ومخرجات السياسة الأمريكية في الأشهر القادمة. لكن الواضح حتى الآن أن Lisa Su لا تكتفي بإدارة شركتها من داخل جدران المكاتب، بل تسعى لتكون جزءًا من المعادلة الكبرى التي ترسم مستقبل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات في أمريكا، ولو تطلّب ذلك الاصطفاف العلني خلف توجهات سياسية أثارت – وما تزال – جدلًا واسعًا داخل المجتمع الأمريكي.

Related posts

Nintendo ترفع أسعار Switch: خطوة مفاجئة قبل صدور Switch 2

NBA 2K26 تغيّر قوانين اللعبة بمحاكاة واقعية فائقة

Virtual Boy لم يعد أحمرًا فقط: تجربة جديدة كاملة بالألوان