رغم تاريخها الطويل في السينما وصدى الرعب الذي خلفته في قلوب عشاق النوع، لم تحظَ سلسلة Friday the 13th بنصيب وافٍ من النجاحات في عالم ألعاب الفيديو، رغم محاولات متعددة خلال العقود الماضية. أحدث تلك المحاولات كانت لعبة بقاء تعاونية عبر الشبكة صدرت منذ سنوات، وتمكنت من جذب اهتمام جمهور الرعب وألعاب الأونلاين على حد سواء، لكنها لم تواصل مسيرتها طويلًا بسبب صراعات قانونية متعلقة بحقوق الملكية الفكرية، مما أدى إلى إغلاق خوادمها وإيقاف دعمها بالكامل، تاركة فراغًا في السوق لعشاق هذه السلسلة الأيقونية.
لكن يبدو أن هذا الفراغ لن يستمر طويلًا، إذ جاء الإعلان أخيرًا من داخل أروقة معرض San Diego Comic-Con خلال شهر يوليوز الجاري، ليكشف رسميًا عن بداية تطوير لعبة جديدة مقتبسة من عالم Friday the 13th. المشروع لا يزال في مراحله الأولى جدًا، والمطورون لم يقدموا حتى الآن أي تفاصيل جوهرية حول نوع اللعبة أو المنصات المستهدفة أو حتى هوية الفريق المطور. إلا أن مجرد إعلان النية في العودة إلى هذا العنوان يعكس وجود رغبة واضحة من طرف المستثمرين وصناع القرار في إعادة إحياء واحدة من أشهر سلاسل الرعب في الثقافة الأمريكية والعالمية.
غياب التفاصيل لا يقلل من أهمية الحدث، بل يضيف إليه نوعًا من الإثارة والترقب، خصوصًا في ظل تصاعد وتيرة مشاريع ألعاب الرعب في السنوات الأخيرة، بفضل النجاحات التي حققتها ألعاب مثل Resident Evil Village وDead by Daylight وThe Callisto Protocol. العودة إلى Friday the 13th قد تكون في شكل لعبة فردية ذات طابع سينمائي، أو ربما تكرار لتجربة اللعب الجماعي بأسلوب جديد أكثر تماسكًا من الناحية القانونية والتقنية.
الجمهور من جهته استقبل الخبر بمزيج من التفاؤل والقلق، فقد تعلق كثيرون بتجربة اللعبة السابقة رغم محدوديتها التقنية، وكانت لديهم آمال كبيرة في دعم مستمر قبل أن توقفها نزاعات الحقوق. الآن، مع انطلاقة جديدة، يأمل المتابعون أن تتولى تطويرها جهة تمتلك الخبرة والجرأة لتقديم تجربة متكاملة تعكس الأجواء المظلمة والعنيفة التي تتميز بها السلسلة، سواء عبر تجسيد شخصية Jason Voorhees الأسطورية أو عبر تطوير أنظمة هروب وقتال أكثر تطورًا من أي وقت مضى.
ومع تزايد الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتوجهات الجديدة في تصميم الألعاب القائمة على التفاعل القصصي والانغماس الحسي، تبرز أسئلة حقيقية حول كيفية توظيف هذه الأدوات في بناء تجربة Friday the 13th المقبلة. هل سنشهد لعبة تدعم أنظمة تعلُّم تعتمد على تصرفات اللاعب؟ هل سيُعاد ابتكار الرعب من خلال سرد غير خطي أو تجارب واقع افتراضي؟ لا تزال الأجوبة بعيدة، لكن تأكيد وجود المشروع وحده كافٍ ليشعل حماسة جمهور الرعب ويضع اسم Friday the 13th مجددًا في عناوين الأخبار.