هل يعود Jim Carrey في The Mask 3؟ بوستر مزيف يشعل مواقع التواصل

منذ بداية غشت 2025، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بموجة هائلة من الحنين إلى التسعينات بعد انتشار بوستر مثير للجدل يحمل عنوان The Mask 3: Return of Loki، يوحي بعودة Jim Carrey لتجسيد شخصية Stanley Ipkiss الشهيرة، التي ارتبطت في ذاكرة ملايين المشاهدين بضحكته المميزة وحركاته الكارتونية الخارجة عن المألوف. البوستر، الذي ظهر فجأة على صفحات فيسبوك، بدا للوهلة الأولى وكأنه إعلان رسمي لفيلم جديد من إنتاج Warner Bros، لكن سرعان ما بدأت الشكوك تتسلل إلى قلوب المعجبين الأكثر تدقيقاً.

البوستر، الذي صُمم بأسلوب بصري مفرط النعومة وكأنه منحوت من البلاستيك، لم يُقنع المتابعين المحترفين لعالم الأفلام، خصوصاً مع ملامح غريبة وإضاءة مصطنعة توحي بأنه عمل تم توليده باستخدام الذكاء الاصطناعي. المفاجأة كانت حين تبيّن أن مصدره صفحة معجبين على فيسبوك تحمل اسم Jason Statham Fandom، نشرت أيضاً ملخصاً طويلاً بدا وكأنه مكتوب بخوارزميات، يعد الجمهور بـ”كوميديا تهريجية” و”مشاهد أكشن انفجارية” لفيلم لا وجود له على أرض الواقع.

ورغم الضجة التي أحدثها التصميم، أكدت Warner Bros حتى اللحظة أنه لا يوجد أي مشروع نشط لتطوير جزء جديد من The Mask. الحقيقة أن السلسلة توقفت عملياً منذ 2005، حين صدر فيلم Son of the Mask بطولة Jamie Kennedy، الذي لم ينجح لا جماهيرياً ولا نقدياً، تاركاً إرث الجزء الأول الصادر عام 1994 كأيقونة فريدة في تاريخ الكوميديا السينمائية. ذلك الفيلم، المبني على قصص Dark Horse Comics، منح Jim Carrey انطلاقة أسطورية في مسيرته، وجمع بين الجنون البصري والحركات المبالغ فيها، حتى أصبح أحد أكثر أدواره رسوخاً في ذاكرة الجمهور.

Mike Richardson، مبتكر قصص The Mask الأصلية، لم يخفِ يوماً رغبته في إعادة إحياء العلامة سواء على الشاشة الكبيرة أو في القصص المصورة، مذكّراً بأن النسخة الكوميدية التي عرفها الناس عبر Carrey تختلف جذرياً عن نبرة القصص الأصلية، حيث كانت شخصية Big Head أكثر قتامة وعنفا. لكن، وعلى الرغم من بعض المحاولات غير المكتملة، لم تُترجم تلك الرغبات إلى خطوات إنتاجية واضحة حتى الآن.

على الجانب الآخر، يظل Jim Carrey واحداً من أكثر الممثلين حذراً في قبول الأجزاء الثانية لأعماله. فرغم أنه عاد إلى شخصياته السابقة في Ace Ventura وDumb and Dumber وحتى في Sonic the Hedgehog، إلا أن The Mask ظل بعيداً عن رادار اهتماماته. في أكثر من مقابلة، صرّح Carrey أنه لن يفكر في العودة إلى الدور إلا إذا كان خلف المشروع “مخرج ذو رؤية مجنونة” قادرة على إبهاره فنياً. وفي 2022، لمح أكثر من مرة إلى أنه يخطط للتقاعد الفعلي من التمثيل، قائلاً إنه “جاد بشكل كبير” بشأن الابتعاد عن الأضواء.

غياب Carrey عن أي مشروع جديد لـThe Mask يجعل من الصعب تخيل جزء ثالث يحقق نفس السحر الذي صنع مجد النسخة الأولى. وحتى إن قررت Warner Bros المضي قدماً بدونه، فإن الجمهور قد يظل يقارن كل تفصيلة بأداء Carrey الأسطوري، مما يشكل تحدياً هائلاً لأي فريق إبداعي. ومع ذلك، فإن الضجة التي أحدثها مجرد بوستر مزيف تؤكد شيئاً واحداً: شخصية The Mask ما زالت تحظى بمكانة ذهبية في قلوب الناس، وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على ظهوره الأول، لا يزال اسم Stanley Ipkiss قادراً على خطف الأضواء بمجرد ذكره.

هذه الحادثة ليست الأولى التي تشهد فيها الساحة الفنية تضخيماً لأخبار وهمية عن عودة شخصيات شهيرة، إذ بات من السهل على أي مصمم هاوٍ أو أداة ذكاء اصطناعي خلق موجة جماهيرية بمجرد صورة أو فكرة بسيطة، خصوصاً إذا ارتبطت بذكريات جيل كامل من عشاق السينما والألعاب. وهو ما يعكس أيضاً كيف تغيّرت طريقة استقبال الجمهور للأخبار الفنية في عصر السرعة الرقمية، حيث قد ينتشر محتوى غير موثق بسرعة البرق قبل أن يتم التحقق من صحته.

وفي النهاية، ربما لن يرى The Mask 3 النور أبداً، وربما يظل مجرد “ماذا لو” يداعب خيال المعجبين، لكن طالما ظل هناك جمهور يذكر Jim Carrey بضحكته المجنونة ووجهه الأخضر، فإن الإرث الذي تركه هذا الفيلم سيبقى حياً، سواء على الشاشة أو في ذاكرة الإنترنت، التي أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على بعث أيقونات الماضي ولو لوهلة خاطفة.

Related posts

توسعة Overture تدفع Lies of P نحو قمة المبيعات وتفتح الباب لجزء ثانٍ أسطوري

Okami تعود من جديد مع مخرجها الأصلي Hideki Kamiya

ماذا عن مصير لعبة OD؟ Schreier يؤكد استمرارية المشروع رغم إلغاء مشاريع Microsoft