في مفاجأة هزّت مجتمع عشاق Pokémon حول العالم، ظهرت على الإنترنت معلومات خطيرة قيل إنها جاءت من اختراقٍ ضخمٍ لخوادم فريق التطوير Game Freak، الفريق المسؤول عن السلسلة الأشهر في تاريخ ألعاب الفيديو. الحادثة التي تعود بدايتها إلى بضعة أشهر مضت، بدأت حين تمكن قراصنة مجهولون من الوصول إلى بيانات داخلية خاصة بالمشاريع المستقبلية للفريق، قبل أن يقوموا مؤخرًا بنشرها كاملة، لتكشف عن الخطط الكبرى التي تجهزها The Pokémon Company حتى سنة 2030.
المسرّبون نشروا قائمة طويلة من العناوين التي يعمل عليها الفريق، تتضمن مشاريع ضخمة تمتد على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما يمنحنا نظرة نادرة على المسار الذي تنوي السلسلة اتباعه في المستقبل القريب. وبحسب ما ورد، فإن الخطة تشمل ألعابًا رئيسية وأخرى فرعية تستهدف توسعة عالم Pokémon بطرق غير مسبوقة.
أبرز ما جاء في التسريبات هو مشروع يحمل الاسم الرمزي Gaia، والذي يُقال إنه سيكون الجزء الرئيسي القادم من السلسلة والجيل العاشر تحديدًا. من المتوقع أن يصدر على جهاز Nintendo Switch سنة 2026، على أن يحصل على محتوى إضافي (DLC) في سنة 2027. إذا صحّ هذا التسريب، فسيكون المشروع أول إصدار رئيسي كامل منذ Pokémon Scarlet & Violet التي صدرت في 2022، مما يعني أن الفريق يأخذ وقته لتقديم تجربة أكثر نضجًا وغنى من الناحية التقنية والعالمية.
![]()
وبجانب Gaia، هناك مشروع آخر باسم Ringo، وهو عنوان غامض مقرر صدوره في سنة 2027. لا توجد تفاصيل دقيقة حول طبيعة اللعبة، لكن بعض المتابعين يعتقدون أنها قد تكون تجربة جانبية بأسلوب مختلف عن المعتاد، ربما تركز على سرد القصص أو تقديم أسلوب فني جديد يشبه ما رأيناه في Pokémon Legends: Arceus.
أما المفاجأة الكبرى، فهي لعبة جديدة تُعرف حاليًا بالاسم الرمزي Seed، والتي توصف بأنها لعبة شبكة ضخمة متعددة العوالم، تهدف إلى ربط مناطق Pokémon الكلاسيكية مثل Kanto وJohto وHoenn وSinnoh ضمن تجربة واحدة مترابطة. هذه الفكرة، إن صحت، تمثل نقلة جذرية في تاريخ السلسلة، إذ ستسمح للاعبين بالتنقل بين أقاليم السلسلة التاريخية في لعبة واحدة، ربما عبر نمطٍ متصلٍ دائمًا (Online Persistent World)، وهو ما يُشاع أن الفريق يختبره منذ فترة.
بحسب نفس التسريبات، من المخطط أيضًا أن يشهد عام 2030 إطلاق الجيل الحادي عشر من Pokémon، وهو ما يؤكد أن Game Freak تضع جدولًا طويل المدى لتطوير السلسلة، بحيث تصدر الأجيال الجديدة كل ثلاث إلى أربع سنوات تقريبًا، كما اعتاد جمهورها منذ التسعينات.
![]()
ورغم أن بعض اللاعبين عبّروا عن حماسهم الشديد لهذه التسريبات، معتبرين أن السلسلة قد تدخل مرحلة جديدة من التطور، فإن آخرين تعاملوا معها بحذر، مشككين في صحة مصدرها أو إمكانية تنفيذها بهذه الصورة الطموحة. فشركة Nintendo معروفة بتكتمها الشديد على مشاريعها الداخلية، كما أن The Pokémon Company لا تتسامح إطلاقًا مع تسريبات من هذا النوع، وغالبًا ما تتخذ إجراءات قانونية صارمة ضد أي جهة تتداول معلومات مسربة عن ألعابها.
يُذكر أن Game Freak واجه في السنوات الأخيرة ضغوطًا متزايدة من المجتمع، بعد الانتقادات التي طالت Pokémon Scarlet & Violet بسبب مشاكل الأداء والجودة البصرية، رغم نجاحها التجاري الكبير. ولذلك يرى البعض أن مشروع Gaia سيكون بمثابة فرصة ذهبية لإعادة الثقة في الفريق، خصوصًا إذا تم بناؤه على محرك جديد واستفاد من قدرات الأجهزة المستقبلية التي ستخلف Nintendo Switch.
من ناحية أخرى، أشار بعض محللي الصناعة إلى أن اختيار الأسماء الرمزية مثل Gaia وSeed وRingo ليس عشوائيًا، إذ تُستخدم عادةً للإشارة إلى مفاهيم داخلية مرتبطة بطبيعة اللعبة. فـ”Gaia” قد توحي بعودة السلسلة إلى الجذور الطبيعية، و”Seed” ترمز إلى النمو والتفرع في العوالم، بينما “Ringo” ربما تشير إلى الحلقة أو الربط بين الأجزاء المختلفة من السلسلة. هذه الرموز تعطي انطباعًا بأن Game Freak تسعى إلى إعادة صياغة هوية Pokémon في العقد الجديد بشكل أكثر ترابطًا واتساعًا.
![]()
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الشركة تخطط لاستثمار نجاح السلسلة خارج نطاق الألعاب التقليدية. فقد تحدثت بعض المصادر عن نية الفريق تطوير تجارب تفاعلية أوسع، تشمل تقنيات الواقع المعزز (AR) وربما دمج Pokémon GO بأسلوب أكثر عمقًا مع العناوين القادمة. هذه الخطط إن تحققت، فستفتح الباب أمام عصر جديد من ألعاب Pokémon يدمج التجربة الواقعية بالافتراضية في عالم واحد متكامل.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من Game Freak أو The Pokémon Company حول ما تم تسريبه. ويبدو أن الصمت المتعمد هو الاستراتيجية المعتمدة في مثل هذه الحالات، حيث تفضّل الشركات انتظار انقضاء موجة الجدل قبل الكشف الرسمي عن مشاريعها وفق جدولها الخاص. ومع ذلك، يبقى من الصعب تجاهل الضجة التي أحدثها هذا التسريب، خصوصًا أن تفاصيله تتطابق إلى حد كبير مع تسريبات سابقة حول نية الفريق العمل على لعبة تجمع مناطق متعددة من الأجيال السابقة.
في النهاية، سواء كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا، فإن مجرد انتشارها بهذا الشكل يبرهن على حجم الترقب الذي تحظى به سلسلة Pokémon حتى اليوم. فهي ليست مجرد لعبة أطفال كما كانت تُقدّم في التسعينات، بل باتت عالمًا مترامي الأطراف، يرافق اللاعبين جيلاً بعد جيل. وربما تكون السنوات الخمس المقبلة الفترة الأهم في تاريخ السلسلة، حيث تواجه Game Freak تحدي البقاء في القمة بعد أكثر من ربع قرن من النجاح.
![]()
وكما قال أحد محبي السلسلة على أحد المنتديات:
“كل جيل جديد من Pokémon ليس مجرد لعبة جديدة، بل هو ذكرى جديدة نعيشها مع أصدقاء جدد وكائنات لم نعرفها من قبل.”
كلمات بسيطة لكنها تختصر جوهر Pokémon الحقيقي، ذلك المزيج من الاكتشاف والحنين الذي جعلها جزءًا من طفولة الملايين حول العالم، ويبدو أنه سيبقى كذلك حتى عام 2030 وما بعده.