بينما يزداد حماس عشاق سلسلة Resident Evil مع اقتراب صدور الجزء التاسع في فبراير المقبل، ظهرت اليوم تسريبات جديدة تثير فضول مجتمع اللاعبين، هذه المرة حول المشروع التالي الذي يُقال إنه يمثل مستقبل السلسلة بعد الجزء التاسع. فالمسرب المعروف Dusk Golem، والذي لطالما كانت تسريباته عن السلسلة دقيقة في الماضي، كشف عبر حسابه أن الجزء العاشر من Resident Evil قيد التطوير منذ سنة 2022، وأنه مرّ بعدة تغييرات جوهرية على مستوى الفكرة والاتجاه الفني قبل أن يستقر على شكله الحالي.
وبحسب ما أوضحه Dusk Golem، فقد بدأ العمل على اللعبة في بداياته كمفهوم أولي داخل Capcom قبل أكثر من ثلاث سنوات، لكن الفريق قرر “إعادة تصور المشروع بالكامل” بعد فترة قصيرة من بدء التطوير، وهي خطوة وصفها المصدر بأنها ليست غريبة في مشاريع الألعاب الضخمة، خصوصًا عندما تبحث الشركة عن هوية جديدة للعنوان القادم. ويبدو أن Capcom تسعى من خلال هذا الجزء إلى دفع السلسلة نحو أفق مختلف، بحيث لا تكون مجرد استمرار مباشر للخط السردي المعروف، بل تجربة جديدة تحت مظلة اسم Resident Evil دون أن تحمل الرقم “10” في عنوانها.
المثير في هذه التسريبات هو أن اللعبة لن تصدر قبل سنة 2029، أي بعد فترة طويلة نسبيًا، وهو ما يمنح الفريق وقتًا كافيًا لتطوير تجربة طموحة قد تعيد تعريف ما يمكن أن تكون عليه السلسلة في المستقبل. فخلال السنوات الأخيرة، نجحت Capcom في إعادة إحياء العلامة التجارية عبر مزيج من الإصدارات الأصلية الجديدة، مثل Resident Evil 7 وVillage، إلى جانب الريميكات التي أعادت تقديم كلاسيكيات السلسلة بشكل عصري مثل Resident Evil 2 Remake وResident Evil 4 Remake. ومع الإعلان غير الرسمي عن نية الشركة إصدار ريميكين جديدين هما Resident Evil Code: Veronica وResident Evil 0 خلال السنوات القادمة، يبدو أن خطة Capcom لتوسيع عالم Resident Evil مستمرة بوتيرة متصاعدة.
وبينما يتساءل الكثيرون عن سبب تخلي الشركة عن ترقيم الجزء القادم، يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تهدف إلى فتح المجال أمام تجربة أكثر تحررًا من قيود القصة الرئيسية، بحيث يمكن للعبة أن تستكشف مسارات جديدة دون أن تضطر للالتزام بالتسلسل الزمني للأحداث. وهو توجه مشابه لما قامت به بعض السلاسل الكبرى مثل Assassin’s Creed وFinal Fantasy في مراحل مختلفة من تاريخها، حين اختارت تقديم عوالم مستقلة تحمل روح السلسلة دون الاعتماد على الأرقام.
ويعتقد متابعون أن Capcom ربما تخطط لإطلاق اللعبة تحت عنوان فرعي جديد بالكامل، ما يعني أننا قد نحصل على مشروع يحمل اسمًا مثيرًا مثل Resident Evil: [Subtitle] بدلًا من Resident Evil 10. مثل هذه الخطوة قد تُسهم في إعادة تقديم السلسلة لجمهور جديد من اللاعبين، خصوصًا مع الجيل الحالي من أجهزة PlayStation 5 وXbox Series X|S، حيث أصبح التركيز أكثر على التجارب السينمائية والمفتوحة بدلاً من الاعتماد على الصيغة الكلاسيكية التي ميّزت الأجزاء الأولى.
من جهة أخرى، أكد Dusk Golem أن عملية إعادة تصميم المشروع لم تكن بسبب مشاكل داخلية أو فشل في الفكرة الأولى، بل نتيجة لرغبة Capcom في اختبار اتجاه فني جديد أكثر واقعية ورعبًا من أي وقت مضى. ويبدو أن الفريق يرغب في بناء لعبة ترتكز على الرعب النفسي بشكل أكبر، مع استخدام تقنيات الإضاءة المتقدمة في محرك RE Engine لتقديم بيئات أكثر تفاعلية وعمقًا بصريًا غير مسبوق في تاريخ السلسلة.
وبالعودة إلى الجدول الزمني، فإن إصدار اللعبة في 2029 يعني أن عملية التطوير ستستغرق ما يقارب سبع سنوات، وهو وقت طويل حتى بمعايير الألعاب الضخمة. لكن بالنظر إلى النجاح التجاري والنقدي الكبير الذي حققته الأجزاء السابقة، فمن الطبيعي أن تمنح Capcom فريقها كامل الحرية لصناعة تجربة متقنة تليق باسم Resident Evil. كما أن صدور ريميك Code: Veronica وZero قبل هذا الموعد سيساعد على إبقاء السلسلة حاضرة في أذهان اللاعبين حتى تصل اللعبة الجديدة.
من اللافت أن Dusk Golem لم يكشف تفاصيل دقيقة حول الحبكة أو الشخصيات الرئيسية، لكن بعض التسريبات السابقة أشارت إلى أن Capcom تدرس العودة إلى أجواء أكثر واقعية وأقل ميلًا إلى الخيال المبالغ فيه، كما رأينا في الأجزاء القديمة التي ركزت على الرعب البطيء والأجواء الخانقة أكثر من الأكشن السريع. وربما يكون هذا التوجه هو ما تسعى الشركة لاستعادته مع الجيل القادم من السلسلة، خصوصًا بعد أن أثبتت Resident Evil 4 Remake أن اللاعبين ما زالوا يحنّون إلى الرعب الكلاسيكي عندما يُقدَّم بأسلوب حديث ومُتقَن.
الجدير بالذكر أن Capcom لم تصدر أي تعليق رسمي يؤكد أو ينفي ما ورد في التسريبات، وهو ما يزيد الغموض ويُبقي الباب مفتوحًا أمام التكهنات. ومع اقتراب إصدار الجزء التاسع الذي يُتوقع أن يكون ختامًا لملحمة Ethan Winters، قد نشهد في السنوات التالية تحول السلسلة بالكامل إلى حقبة جديدة بعناصر مختلفة من حيث القصة والبيئة والأسلوب. وفي حال صحّت هذه المعلومات، فقد تكون Resident Evil القادمة مشروعًا ضخمًا يوازي في طموحه الانتقال الذي شهدناه بين Resident Evil 6 وResident Evil 7 قبل أعوام.
وبينما ينتظر عشاق السلسلة أي إشارة رسمية من Capcom، يبدو أن الشركة تعمل بهدوء على رسم مستقبل Resident Evil بخطة طويلة الأمد تجمع بين استعادة الماضي وتأسيس مستقبل جديد. وكما قال Dusk Golem في ختام منشوره:
“المشروع القادم من Resident Evil ليس مجرد جزء جديد… بل بداية عصر جديد للسلسلة.”
حتى الآن، لا نملك سوى الانتظار والترقب لمعرفة ما إذا كانت هذه التسريبات ستتحول إلى حقيقة خلال السنوات القادمة، لكن المؤكد أن Resident Evil ما تزال تمتلك من القوة والتاريخ ما يجعل كل إشاعة حولها تثير الحماس في أوساط اللاعبين حول العالم.