Inwi تطلق رؤيتها الجديدة للمستقبل: شعار “سير بعيد” يعكس طموح جيل رقمي مغربي

شهدت مدينة الدار البيضاء يوم الجمعة الماضي حدثًا لافتًا في مشهد الاتصالات المغربي، حيث أعلنت شركة Inwi رسميًا عن إطلاق هويتها البصرية الجديدة تحت شعار “سير بعيد”، في مبادرة تعكس رؤيتها لمغرب رقمي منفتح على المستقبل، وتسعى من خلالها إلى جعل التكنولوجيا وسيلة للنمو والازدهار لكل فئات المجتمع. هذا الإعلان لم يكن مجرد تحديث في الشعار أو الألوان، بل خطوة رمزية تعبّر عن فلسفة جديدة تتجاوز الشكل إلى المضمون، وتعيد صياغة علاقة الشركة بالمواطن المغربي على أساس المشاركة، الطموح، والمسؤولية المشتركة.

في عرض مبهر أقيم في برجي Twin Center وسط العاصمة الاقتصادية، قدّمت الشركة عرضًا فنّيًا بتقنية Mapping التي تمزج بين الضوء والموسيقى والصورة، ليكون احتفالًا تكنولوجيًا وفنيًا في آن واحد. العرض لم يكن مجرد ترويج لهوية جديدة، بل تجربة بصرية مؤثرة جمعت بين الفن والتكنولوجيا لتوصيل فكرة أساسية: أن Inwi لم تعد مجرد شركة اتصالات تقليدية، بل علامة تحاول أن تكون جزءًا من الحياة اليومية للمغاربة في عالم يتغير بسرعة. الضوء الذي غطى واجهات البرجين بدا كرمزٍ لمغربٍ يضيء طريقه نحو المستقبل، فيما تفاعل الحضور بحماس مع المشهد الذي عبّر عن الانتقال من مرحلة إلى أخرى في مسار الشركة.

الرسالة التي أرادت Inwi إيصالها كانت واضحة: الرقمنة ليست امتيازًا للنخبة، بل حق للجميع. فمن خلال شعار “سير بعيد”، تُلزم الشركة نفسها بمرافقة كل مواطن مغربي في رحلته نحو تحقيق طموحاته في عالم رقمي متصل ومتطور. فالشركة لا ترى في الاتصال مجرد خدمة، بل وسيلة لتحقيق الذات، سواء كان ذلك عبر التعليم، أو العمل، أو الإبداع. وأوضح مسؤولو الشركة أن هذه الهوية الجديدة ترتكز على ثلاث قيم أساسية تشكل جوهر فلسفة Inwi: الاتصال المتاح للجميع، الابتكار المستمر لخدمة المستخدم، والمسؤولية المجتمعية التي تجعل الرقمنة رافعة للتنمية الشاملة. هذه القيم الثلاثة تمثل، في نظر الشركة، محركات التغيير التي ستدفع المغرب إلى موقع ريادي في الاقتصاد الرقمي الإفريقي.

ومن بين الرسائل التي حملها الحدث، التأكيد على أن Inwi تريد أن تكون أكثر من مزود خدمات، فهي تطمح إلى أن تصبح شريكًا حقيقيًا للمغاربة في رحلتهم اليومية نحو التقدم. في تصريح لوسائل الإعلام، قالت نادية رحيم، مديرة العلامة التجارية والتواصل بالشركة: “اليوم لا نغير مجرد شعار، بل نؤسس لمرحلة جديدة من التزامنا تجاه كل المغاربة. شعارنا ’سير بعيد‘ يعبر عن إرادتنا في جعل الرقمنة وسيلة للنمو والتنمية والإدماج الشامل لكل المواطنين”. تصريحها عبّر عن عمق الرؤية التي تتبناها الشركة، رؤية تجمع بين الطموح التقني والبُعد الإنساني، في وقت باتت فيه التكنولوجيا تمس كل تفاصيل الحياة اليومية.

ويأتي هذا التغيير في سياق عام يشهد تحولات كبرى في سوق الاتصالات المغربي، خاصة مع دخول البلاد رسميًا عصر الجيل الخامس 5G. هذه المرحلة الجديدة تفرض على الشركات التكيّف مع توقعات المستخدمين الذين يبحثون عن السرعة، المرونة، والتجربة الرقمية المتكاملة. ولذلك، فإن إطلاق Inwi لهويتها الجديدة في هذا التوقيت يبدو جزءًا من خطة استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة تموضعها في السوق كمؤسسة رائدة ومبتكرة. فالشركة لم تكتف بالحديث عن المستقبل، بل قدّمت عبر هذا الحدث دليلاً عمليًا على استعدادها لمواكبته، سواء عبر خدماتها التقنية أو حضورها الاجتماعي والرقمي المتنامي.

في الجوهر، “سير بعيد” ليس شعارًا عابرًا أو مجرد حملة تسويقية، بل وعد مفتوح لكل مغربي بأن الشركة سترافقه في طريقه نحو تحقيق ذاته. فالمعنى الذي تحمله الكلمة بسيط ومباشر، لكنه عميق في الوقت نفسه: ادفع بنفسك للأمام، وInwi ستكون معك. إنها دعوة للتحرك، للإبداع، وللثقة بأن العالم الرقمي يمكن أن يكون مساحة للفرص لا للعزلة. وبذلك، يبدو أن الشركة تحاول إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا على نحو أكثر دفئًا وإنسانية، بعيدًا عن لغة الأرقام الباردة التي تهيمن عادة على قطاع الاتصالات.

ومع استمرار التحول الرقمي في المغرب، يبدو أن Inwi تراهن على تفاعل الشباب والمبدعين ورواد الأعمال مع هويتها الجديدة. فهذه الفئة تمثل قلب التحول الرقمي، وهي التي ستحدد في النهاية شكل المستقبل الرقمي للبلاد. لذلك، فإن خطاب الشركة الموجه إلى الشباب لم يكن مصادفة، بل خطوة مدروسة تندرج ضمن استراتيجيتها للتقرب من الجيل الجديد الذي يعيش ويتنفس عبر الإنترنت. كما أن تصميم الهوية الجديدة بألوان نابضة وحروف أكثر انسيابية يوحي بأن الشركة تفتح صفحة جديدة بلغة يفهمها هذا الجيل ويشعر بأنها تمثله.

وفي الوقت الذي تتسابق فيه شركات الاتصالات حول العالم لتقديم سرعات أعلى وأسعار أفضل، اختارت Inwi أن تراهن على القيم الإنسانية كعنصر تميّز. فهي لا تتحدث فقط عن البيانات أو البنية التحتية، بل عن أحلام الناس وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تجعلها أقرب إلى الواقع. هذه المقاربة تمنحها هوية مختلفة في سوق يشهد منافسة قوية مع فاعلين مثل Maroc Telecom وOrange Maroc. ورغم أن المنافسة شرسة، إلا أن فلسفة “سير بعيد” تمنح Inwi زاوية جديدة تركز على تجربة الإنسان قبل التقنية، وعلى الطموح الجماعي قبل الربح التجاري.

في النهاية، يمكن القول إن Inwi فتحت بابًا جديدًا في علاقتها بالمغاربة، بابًا مبنيًا على المشاركة والتفاعل والالتزام بالمستقبل. التغيير البصري لم يكن سوى بداية، أما التحول الحقيقي فسيظهر في طريقة اشتغال الشركة على الأرض، وفي مدى قدرتها على جعل التكنولوجيا في خدمة الإنسان لا العكس. ومع الخطوات الأولى لهويتها الجديدة، يبدو أن الشركة تعلن بوضوح: نحن هنا لنرافقكم، فـ”سيروا بعيدًا”… ونحن معكم.

Related posts

نسخة RollerCoaster Tycoon 3 الفيزيائية تصل إلى Switch وPS5 في مارس 2026

تعريب Guns of Fury من قبل فريق Gaming Republic

توسع غير مسبوق في Moroccan Game Jam: أكثر من مدينة مغربية تستقبل النسخة الثانية