Shigeru Miyamoto يتحدث عن المستقبل: “أتمنى البقاء حتى الذكرى الخمسين لماريو”

Shigeru Miyamoto يتحدث عن المستقبل: “أتمنى البقاء حتى الذكرى الخمسين لماريو”

في حديثٍ صادق ومليء بالروح المرحة، عبّر Shigeru Miyamoto، العقل الإبداعي الأسطوري وراء سلسلة Super Mario، عن أمله في أن يظل بصحة جيدة حتى الذكرى الخمسين لماريو، حين سيبلغ من العمر 82 عاماً. ورغم مرور ما يقارب أربعة عقود على ظهور السلسلة، فإن شغف Miyamoto بها لم يخفت، بل ما يزال يتعامل مع شخصيته الأشهر كأنها ابنه الذي كبر أمام عينيه. إلا أن ما يثير الإعجاب حقاً هو طريقته المتواضعة في الحديث عن مستقبل Mario، وكأنه يسلّم المشعل تدريجياً إلى الجيل الجديد من المبدعين داخل Nintendo.

يقول Miyamoto مازحاً إنه قد يكون “أكثر بعداً” عن إدارة السلسلة في المستقبل، في إشارة واضحة إلى رغبته في ترك مساحة أوسع للمطورين الجدد ليضعوا بصمتهم الخاصة. ويضيف بابتسامة معروفة لدى كل من تابعه في مقابلاته عبر السنين: “بفضل الكثير من الأشخاص الشغوفين خارج شركتنا، توسع عالم Mario ليشمل المنتزهات الترفيهية والأفلام، وأنا متحمس حقاً لرؤية كيف ستتطور الأمور من هنا.” هذا الاقتباس يلخص فلسفة Miyamoto بدقة؛ فهو لا يرى Mario مجرد لعبة أو منتج، بل رمزاً ثقافياً يتجاوز الحدود الرقمية إلى عالم الواقع والترفيه الجماهيري.

بعد نجاح Super Mario Odyssey الذي صدر على جهاز Nintendo Switch، يرى Miyamoto أن الفريق قد استنفد تقريباً كل الإمكانيات الإبداعية الممكنة على هذه المنصة، وكأنه يلمّح إلى أن الوقت قد حان للتفكير في المرحلة التالية. تاريخياً، كانت كل منصة جديدة من Nintendo تمثل بداية مغامرة جديدة لماريو، من Super Mario 64 إلى Super Mario Galaxy، وكل مرة كان Miyamoto وفريقه يعيدون تعريف ما يمكن أن تكون عليه لعبة ثلاثية الأبعاد. لكن هذه المرة، يبدو وكأنه يترك المجال مفتوحاً لخيال الفريق الحالي دون أن يتدخل كثيراً في التوجيه أو الإشراف المباشر، وهو أمر نادر الحدوث بالنسبة لمبدع بحجمه.

في حديثه عن المستقبل، عبّر Miyamoto عن فضوله لمعرفة كيف سيتعامل الفريق الحالي مع التحدي القادم قائلاً: “في الماضي، كلما أطلقنا منصة جديدة، كنا نحرص على إصدار لعبة Mario جديدة معها. لذلك، أتساءل كيف سيتعامل الفريق الحالي مع هذا التحدي.” ثم أضاف ضاحكاً: “ربما سأقول: لن أنظر بعد الآن!” هذه العفوية ليست جديدة عليه؛ فهو لطالما عرف بروح الدعابة والهدوء في التعامل مع الضغوط. ومع ذلك، فإن جملته الأخيرة كانت تحمل بُعداً إنسانياً مؤثراً حين قال: “كل ما أتمناه الآن هو أن أبقى بصحة جيدة حتى الذكرى الخمسين لماريو.”

ورغم أن Miyamoto يُعرف بعشقه الدائم للعمل وبتدخله الدقيق في أدق تفاصيل الألعاب، إلا أنه اليوم يبدو أكثر ميلاً للوقوف من بعيد، مراقباً تطور السلسلة التي شكلت جزءاً من طفولة ملايين اللاعبين حول العالم. هذا الموقف يعكس مرحلة جديدة في مسيرته؛ مرحلة الحكمة والهدوء، بعد أن قضى سنوات طويلة في قلب المعركة الإبداعية داخل Nintendo. ومع توسع العلامة التجارية لـ Mario لتشمل الأفلام ومنتزهات Super Nintendo World الترفيهية، أصبح واضحاً أن الشخصية تجاوزت إطار الألعاب لتصبح ظاهرة ثقافية عالمية بحق.

ويمكن القول إن كلمات Miyamoto تحمل أكثر من مجرد نكتة لطيفة أو رغبة شخصية. فهي في جوهرها رسالة موجهة إلى الجيل الجديد من مطوري الألعاب، تدعوهم إلى التفكير في الإرث الذي تركه، دون أن يخشوا التجديد أو المخاطرة. لقد منحهم Miyamoto شيئاً أغلى من النصيحة: منحهم الثقة في قدرتهم على مواصلة الحلم الذي بدأه في أوائل الثمانينيات. وهذا بحد ذاته إرث لا يقل قيمة عن أي لعبة من ألعاب Mario.

مع اقتراب الذكرى الأربعين للسلسلة، يستعد العالم للاحتفال بمسيرة أحد أهم رموز الثقافة الشعبية في التاريخ الحديث. وبينما يواصل Miyamoto النظر إلى الأمام بابتسامة هادئة، يظل الجمهور يتساءل: ما الخطوة التالية لماريو؟ هل سنرى ثورة جديدة في طريقة اللعب على منصة Nintendo القادمة؟ أم سيواصل الفريق الحالي تطوير الأفكار التي أسسها Miyamoto بطريقة مختلفة كلياً؟ ما هو مؤكد أن الرجل الذي منحنا The Legend of Zelda وSuper Mario Bros. وPikmin لا يزال يرى في الإبداع متعة لا تنتهي، حتى بعد كل هذه السنوات.

وربما يكون أجمل ما في حديث Miyamoto أنه لم يتحدث عن الأرقام أو المبيعات، بل عن الشغف والمتعة والاستمرارية. فبالنسبة له، النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد النسخ المباعة، بل بمدى سعادة الناس الذين يلعبون. وهنا يكمن سر بقائه في قمة صناعة الألعاب لأكثر من أربعة عقود؛ إنه لا يتعامل مع الألعاب كمنتجات تجارية، بل كأعمال فنية حية تنبض بالروح.

سواء بقي Miyamoto في دائرة الضوء أو اختار التراجع قليلاً، فإن إرثه سيبقى خالداً في ذاكرة اللاعبين. فماريو لم يعد مجرد شخصية تركض وتقفز داخل شاشة، بل أصبح رمزاً للأمل والخيال والإبداع الذي يجمع بين الأجيال. وإذا تحقق حلمه واستمر حتى الذكرى الخمسين، فسيكون ذلك احتفالاً ليس بمسيرته فقط، بل بتاريخ كامل من السحر الذي صنعه هذا الرجل بابتسامته البسيطة ومخيلته اللامحدودة.

Related posts

تعريب Guns of Fury من قبل فريق Gaming Republic

توسع غير مسبوق في Moroccan Game Jam: أكثر من مدينة مغربية تستقبل النسخة الثانية

المغرب يستعد لإطلاق النسخة الثانية من Video Game Creator سنة 2026