ظهر Shigeru Miyamoto، مبتكر شخصية Super Mario وأحد أعمدة Nintendo، في مقابلة حديثة ضمن عدد خاص من مجلة Casa Brutus اليابانية، وهي مجلة معروفة بتركيزها على التصميم والعمارة، لكنها خصصت غلاف عددها الأخير بالكامل لرمز Nintendo الأشهر. تناولت المجلة رحلة Mario الطويلة منذ بداياته في لعبة Super Mario Bros. وصولاً إلى المشاريع الضخمة التي تحمل اسمه اليوم، مثل متحف Nintendo ومدينة Super Nintendo World الترفيهية، وأخيراً الفيلم السينمائي الذي حقق نجاحاً عالمياً مذهلاً.
خلال المقابلة، تحدث Miyamoto عن الجزء القادم من فيلم Super Mario، الذي سيحمل عنوان Super Mario Galaxy Movie، مشيراً إلى أن العمل في مراحله النهائية، وأنه يثق تماماً في أن التعاون بين Nintendo وIllumination سيؤدي إلى إنتاج فيلم مميز يرقى لتوقعات الجمهور. ويبدو أن المبدع الياباني الشهير ما زال يحتفظ بالحماس نفسه الذي عُرف به منذ عقود، حيث قال مبتسماً إن الفريق بأكمله يشعر بالحماس للعمل مجدداً على هذا المشروع بعد النجاح المذهل الذي حققه الفيلم الأول الذي تجاوزت إيراداته 1.3 مليار دولار حول العالم. وأضاف: “الفيلم الأول كان ممكناً لأن الكثير من الأشخاص تعاونوا بصدق وإخلاص لتحقيقه. كمنتج، حاولت فقط أن أضمن أن كل شيء يسير بسلاسة. من الرائع أن أسمع أن العديد من أعضاء الفريق يريدون مواصلة العمل على الجزء القادم، أظن أن هذا يعني أننا نجحنا بالفعل إلى حد ما.”
وعند سؤاله عن موقع أحداث الفيلم الجديد، اكتفى Miyamoto بابتسامة غامضة قائلاً: “المكان، كما يوحي العنوان، هو المجرة… هذا كل ما يمكنني قوله حالياً.” ثم أضاف أنه يعمل على المشروع حتى يشعر فعلاً بأن التجربة ممتعة، معلقاً بطريقته المعهودة: “عادةً أقول دائماً، سأواصل العمل عليه حتى يصبح ممتعاً، وأعتقد أن هذا وحده كافٍ لتفهم مدى ثقتي بما نقوم به.”
لم تقتصر المقابلة على الحديث عن الفيلم فحسب، بل تطرقت أيضاً إلى الذكرى الأربعين لسلسلة Super Mario التي شكلت تاريخ Nintendo وعالم الألعاب ككل. استعاد Miyamoto ذكرياته مع بدايات السلسلة قائلاً إنه يحتفظ بمشاعر عميقة تجاه كل لعبة شارك في تطويرها، مشيراً إلى أن Super Mario World كانت بالنسبة له نقطة ختام طبيعية لعصر الألعاب الثنائية الأبعاد، إذ شعر حينها أن الفريق استكشف كل الإمكانات الممكنة داخل هذا النمط. ومع انتقالهم إلى البعد الثالث من خلال Super Mario 64، شعر وكأنه يعيش طفولته من جديد وهو يرى شخصيته الأيقونية تتحرك بحرية داخل عالم ثلاثي الأبعاد.
ومع أن Miyamoto لم يعد يشارك في عملية التطوير بنفس الدرجة التي كان عليها في الماضي، فإنه لا يزال يحرص على الحفاظ على ما يسميه “روح ماريو” أو ما يطلق عليه بالإنجليزية Mario-ness. هذه الروح، بحسب وصفه، تتمثل في سهولة الوصول، والمرح الفطري، والقدرة على مفاجأة اللاعب في كل لحظة. وأوضح أنه رغم تفويضه للجيل الجديد من المصممين في Nintendo، إلا أنه يصر على تجربة أول ثلاثين دقيقة من كل إصدار جديد بنفسه، ليتأكد من أن الإحساس المألوف الذي يربط اللاعبين بعالم Mario لا يزال موجوداً.
هذه اللمسة الشخصية التي يحتفظ بها Miyamoto جعلت الكثيرين يعتبرونه أكثر من مجرد مصمم ألعاب، فهو بالنسبة لمحبي Nintendo رمز للابتكار المستمر والاتساق في الجودة عبر عقود من الزمن. ويبدو أن الرجل الذي رسم ملامح طفولة الملايين حول العالم لا يزال يرى نفسه جزءاً من رحلة Mario، حتى وإن كان اليوم يراقبها من مقعد المشاهد أكثر من مقعد المبدع. في هذا الصدد، صرح قائلاً إنه يتطلع لمستقبل السلسلة كمتابع متحمس، مضيفاً أنه يشعر بالاطمئنان وهو يرى زملاءه الجدد يواصلون إرث Mario بثقة وحب كبيرين.
من الواضح أن Nintendo تستعد لمرحلة جديدة في عالم Mario، تجمع بين الحنين إلى الماضي والابتكار في الحاضر. فنجاح الفيلم الأول فتح الباب أمام توسيع عالم Mario إلى شاشات السينما، بينما يواصل الفريق تطوير تجارب جديدة على أجهزة Switch وأجهزتها اللاحقة. وتكشف تصريحات Miyamoto عن رؤية متوازنة بين احترام الجذور واستكشاف المجهول، وهي السمة التي لطالما ميزت Nintendo عن منافسيها.
ومع كل هذا الحماس المحيط بفيلم Super Mario Galaxy Movie، يبدو أن الجمهور ينتظر عملاً سينمائياً لا يقل روعة عن الألعاب نفسها. نجاح الفيلم الأول وضع معايير عالية جداً، لكن الثقة التي يظهرها Miyamoto تمنح محبي السلسلة سبباً كافياً للتفاؤل. فعندما يقول مبتكر Mario إنه سيواصل العمل حتى تصبح التجربة “ممتعة”، فهذا في حد ذاته وعد غير معلن بأننا على وشك مشاهدة عمل يحمل توقيعه الفريد، الذي جمع دائماً بين روح الطفولة والإتقان الفني.
وفي النهاية، يبدو أن Super Mario يعيش مرحلة جديدة من تاريخه الطويل، تجمع بين الفن، السينما، والتكنولوجيا في مزيج واحد يعكس فلسفة Nintendo القائمة على البساطة والإبداع والمتعة الصافية. وبينما يستعد العالم لمشاهدة مغامرات Mario القادمة عبر المجرة، يبقى Shigeru Miyamoto كما كان دائماً: الرجل الذي لا يتوقف عن البحث عن المتعة في كل مشروع يلمسه، وكأن اللعب بالنسبة له ليس مهنة، بل أسلوب حياة.