في مفاجأة لم يتوقعها أحد، كشف تسريب جديد من شركة Pillsbury عن التصميم الأول لشخصية Yoshi في فيلم Super Mario Galaxy القادم، إلى جانب لمحة سريعة عن Comet Observatory، وهي أحد أبرز المواقع المعروفة لعشاق اللعبة الأصلية. ورغم أن Nintendo وIllumination لم تصدّرا أي تعليق رسمي بعد، إلا أن هذا التسريب انتشر بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرًا موجة من الحماس والتكهنات حول تفاصيل الفيلم المنتظر بشغف من الجمهور.
القصة بدأت عندما ظهرت صورة دعائية تحمل شعار Super Mario Galaxy Movie على موقع مرتبط بحملة تسويقية لمنتجات Pillsbury. الصورة، التي كان يُفترض أن تُنشر لاحقًا بالتنسيق مع Universal Pictures، تضمنت عن غير قصد ظهور Yoshi بتصميم جديد لم يسبق أن شاهدناه من قبل. وعلى الرغم من أن جودة الصورة لم تكن مثالية، إلا أن ملامح الشخصية كانت واضحة بما يكفي لتثير موجة من التحليل بين عشاق السلسلة. مظهر Yoshi بدا أكثر واقعية من نسخته في الفيلم الأول، مع تفاصيل ناعمة في الجلد وألوان أكثر إشراقًا تمنحه طابعًا سينمائيًا أقرب إلى روح الرسوم المتحركة الحديثة.
أما المفاجأة الثانية فكانت ظهور Comet Observatory في الخلفية، المكان الأسطوري الذي يعرفه كل من لعب Super Mario Galaxy على جهاز Wii. هذا المكان كان بمثابة قاعدة البطلة Rosalina، ومنه تبدأ مغامرات Mario عبر المجرات. الصورة أوحت بأن الفيلم سيعود إلى أجواء اللعبة الأصلية، وربما يستكشف العلاقة بين Mario وRosalina، وهي شخصية لم تظهر في الجزء الأول من الفيلم، رغم كونها من أكثر الشخصيات شعبية بين المعجبين. ما جعل المشهد أكثر إثارة هو الإضاءة المذهلة التي تبرز النجوم والمجرات المحيطة، في تلميح واضح إلى أن Illumination تسعى لتقديم تجربة بصرية تفوق ما قدمته في The Super Mario Bros. Movie.
تفاعل الجمهور مع التسريب كان أشبه بانفجار على الإنترنت. في أقل من 24 ساعة، تصدر اسم Yoshi وSuper Mario Galaxy Movie قوائم الترند في تويتر وReddit، مع آلاف التغريدات التي تناقش تفاصيل التصميم الجديد. البعض أشاد بالأسلوب البصري الذي يبدو أكثر دقة وواقعية، معتبرين أن Illumination تعلمت من أخطائها السابقة في التوازن بين روح الألعاب وأسلوب السينما. بينما عبّر آخرون عن تحفظهم، معتبرين أن المظهر الجديد قد يبتعد قليلاً عن الطابع الطفولي البريء الذي يميز Yoshi منذ ظهوره الأول في Super Mario World على SNES سنة 1990. البعض حتى شبّه التصميم الجديد بشخصيات Pixar، معتبرين أن الفيلم يسير في اتجاه أكثر نضجًا من المتوقع.
بعيدًا عن الجدل البصري، يرى مراقبون أن هذا التسريب ربما كان جزءًا من حملة تسويقية ذكية أكثر مما هو خطأ تقني. فشركة Pillsbury كانت من الشركاء التجاريين في الترويج للفيلم الأول سنة 2023، حيث أطلقت آنذاك منتجات محدودة مستوحاة من Super Mario Bros. Movie. لذلك من المحتمل أن التسريب تم عمداً لإشعال الحماس مبكرًا، خاصة مع اقتراب موعد الكشف الرسمي الذي يُتوقع أن يتم في يناير المقبل. ومعروف عن Nintendo أنها تتعامل مع تسريبات كهذه بحذر شديد، لكنها في الوقت ذاته تدرك تماماً كيف تستخدم الضجة لصالحها، خصوصًا في مشاريع الأفلام التي تشهد منافسة كبيرة مع عناوين ضخمة مثل Sonic the Hedgehog 3 وInside Out 2.
في خضم هذه الضجة، بدأ الجمهور يتساءل عن الدور الذي سيلعبه Yoshi في الفيلم. فظهوره في نهاية The Super Mario Bros. Movie كان تلميحًا واضحًا لعودته، لكنه لم يتجاوز بضع ثوانٍ فقط. إذا كان التسريب صحيحًا، فهذا يعني أن الشخصية ستحصل على دور أكبر بكثير هذه المرة، وربما تكون محورًا رئيسيًا في القصة. البعض يتوقع أن الفيلم سيركز على رحلة Mario وYoshi في المجرات لإنقاذ Princess Peach أو ربما لمساعدة Rosalina في حماية Lumas من خطر جديد. أما Comet Observatory فقد يشكّل قاعدة الأحداث المركزية، مما يجعل الفيلم أقرب في أجوائه إلى لعبة Super Mario Galaxy الأصلية التي صدرت سنة 2007.
من جهة أخرى، يُتوقع أن يعود كل من Chris Pratt وAnya Taylor-Joy وCharlie Day لأداء أصوات Mario وPeach وLuigi، في حين لم يتم تأكيد بعد من سيؤدي صوت Yoshi. هناك شائعات تتحدث عن مشاركة الممثل Keegan-Michael Key مرة أخرى، لكن حتى الآن لا توجد أي تفاصيل رسمية. ومع أن Illumination لم تعلن عن موعد العرض النهائي، إلا أن تقارير متعددة أشارت إلى أن الفيلم في مراحله النهائية من الإنتاج، مع تحديد موعد مبدئي للإطلاق في صيف 2026، تزامناً مع الذكرى الأربعين لسلسلة Super Mario.
اللافت أن توقيت التسريب يتزامن مع مقابلة حديثة لـ Shigeru Miyamoto، مبتكر شخصية Mario، والذي عبّر فيها عن سعادته بما وصلت إليه السلسلة من توسّع نحو السينما والمنتزهات. وقال في تصريح سابق إنه يتطلع لأن يشاهد كيف سيواصل الفريق تطوير عالم Mario دون تدخله المباشر، مضيفاً بابتسامة: “ربما سأقول هذه المرة: لن أنظر بعد الآن! أريد فقط أن أبقى بصحة جيدة حتى الذكرى الخمسين لـMario.” هذه الجملة وحدها كانت كافية لتشعل مشاعر الحنين بين المعجبين، وتربط بين روح الألعاب الكلاسيكية ومستقبل السلسلة السينمائي الواعد.
في النهاية، سواء كان التسريب حقيقياً أو مدبّراً، فقد نجح في إعادة إشعال الحماس حول فيلم Super Mario Galaxy. الصورة الصغيرة التي ظهر فيها Yoshi وComet Observatory كانت كافية لتعيد للجمهور شعور الدهشة الأولى عندما انطلقت اللعبة الأصلية قبل أكثر من عقد ونصف. ومع أن Nintendo لم تؤكد شيئاً بعد، إلا أن المؤكد هو أن الفيلم القادم سيكون واحداً من أكثر العناوين ترقباً في عالم أفلام الألعاب، خصوصاً بعد النجاح التجاري الساحق للفيلم الأول الذي تجاوز حاجز 1.3 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. يبدو أن Nintendo وIllumination تستعدان لرحلة جديدة عبر المجرات، والأمل الوحيد لعشاق السلسلة الآن هو أن يكون الانتظار قصيراً.