يبدو أن Todd Howard، المخرج الشهير في Bethesda Game Studios، ما زال يفضل سياسة الغموض عندما يتعلق الأمر بمشروعه المنتظر The Elder Scrolls 6. ففي مقابلة حديثة، أوضح Howard أن اللعبة لا تزال في مرحلة بعيدة عن الإطلاق، ودعا محبي السلسلة إلى التحلي بالصبر وعدم التسرع في توقع موعد محدد لصدورها. هذا التصريح أعاد إلى الأذهان أسلوب Bethesda المعروف في التعامل مع مشاريعها الكبرى، حيث تفضل الشركة غالباً إبقاء الأمور طي الكتمان حتى اللحظة المناسبة.
اللافت في حديث Howard أنه ألمح إلى احتمال أن تتبنى The Elder Scrolls 6 أسلوب الإطلاق المفاجئ، على غرار ما حدث مع Oblivion Remastered التي تم الكشف عنها رسمياً قبل يوم واحد فقط من صدورها في أبريل الماضي. وقال Howard بالحرف الواحد: “أنا أحب أن أعلن عن اللعبة وأصدرها مباشرة. نسختي المثالية من الإطلاق هي أن تمر فترة طويلة، ثم في يوم ما، تظهر اللعبة فجأة.” هذا التصريح فتح باباً واسعاً للتكهنات حول ما إذا كانت Bethesda تخطط فعلاً لتكرار تلك المفاجأة، خصوصاً وأن الشركة أصبحت أكثر ميلاً في السنوات الأخيرة إلى تحركات تسويقية غير تقليدية.
من المعروف أن The Elder Scrolls 6 هي واحدة من أكثر الألعاب المنتظرة منذ إعلانها الأول في 2018، والذي جاء عبر عرض قصير لم يُظهر سوى مشهد طبيعي غامض. ومنذ ذلك الحين، لم تشارك Bethesda سوى القليل من التفاصيل، مكتفية بتأكيد أن اللعبة قيد التطوير وأنها ستصدر بعد إطلاق Starfield، المشروع الضخم الذي استحوذ على أغلب موارد الاستوديو في السنوات الأخيرة. هذه الوتيرة البطيئة في الكشف جعلت الجماهير تعيش بين الأمل والتخمين، متسائلين عن متى سنتمكن من العودة أخيراً إلى عالم Tamriel الشاسع.
لكن على الرغم من ندرة المعلومات الرسمية، فإن العديد من التقارير تشير إلى أن Bethesda تركز بشكل كبير على بناء محرك اللعبة الجديد Creation Engine 2، وهو نفس المحرك الذي استُخدم في Starfield. ويرى البعض أن نجاح هذا المحرك في تقديم عوالم واسعة وغنية بالتفاصيل سيمهد الطريق أمام The Elder Scrolls 6 لتقديم تجربة عالم مفتوح هي الأضخم في تاريخ السلسلة. وهناك توقعات بأن الاستوديو يسعى إلى تجاوز ما قدمته ألعاب مثل Skyrim، التي لا تزال حتى اليوم من أكثر الألعاب تأثيراً وشعبية في تاريخ الصناعة.
من جهة أخرى، يتوقع بعض المحللين أن Bethesda قد تعتمد استراتيجية “الإطلاق الصامت” ليس فقط من أجل المفاجأة، بل أيضاً كوسيلة لتجنب الضغوط الإعلامية الكبيرة التي قد تصاحب عملية التسويق المطولة. فبدلاً من إثارة التوقعات لسنوات، قد تختار الشركة الكشف عن اللعبة بشكل مفاجئ عندما تكون جاهزة بالكامل، ما يمنحها ميزة السيطرة الكاملة على الانطباعات الأولى. هذا الأسلوب بات أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة، خاصة بين الشركات التي تمتلك أسماء ضخمة قادرة على خلق الزخم الإعلامي دون حملات دعائية طويلة.
ويبقى السؤال المطروح: هل يمكن أن تتجرأ Bethesda فعلاً على إطلاق The Elder Scrolls 6 دون أي إعلان مسبق؟ الجواب ليس مستبعداً تماماً. فالشركة سبق أن فاجأت اللاعبين بإطلاق Fallout Shelter فجأة خلال مؤتمر E3 2015، وحققت اللعبة نجاحاً فورياً بفضل بساطتها وتوفرها الفوري بعد الإعلان عنها مباشرة. هذا التاريخ في اتخاذ قرارات جريئة يجعل فكرة الإطلاق المفاجئ أقل جنوناً مما قد تبدو عليه للوهلة الأولى.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن لعبة بحجم The Elder Scrolls 6، والتي من المتوقع أن تكون واحدة من أهم عناوين الجيل الجديد، تحتاج إلى حملة تسويقية ضخمة تواكب حجمها، خصوصاً وأنها تمثل امتداداً لإرث سلسلة عمرها أكثر من عقدين. لذلك، من غير المرجح أن تُطلق اللعبة دون حملة دعائية مدروسة تسبقها بفترة معقولة، حتى لو كان الإعلان النهائي مفاجئاً نوعاً ما.
ورغم التكتم الشديد، لا يمكن إنكار أن Todd Howard يعرف تماماً كيف يثير فضول الجمهور. تصريحاته الأخيرة لا تبدو عشوائية، بل قد تكون جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إبقاء اسم اللعبة حاضراً في الوعي الجماعي للاعبين دون الحاجة إلى الكشف عن تفاصيل فعلية. كما أن الغموض المحيط بالعنوان يضيف له هالة من الترقب، وهو ما يخدم Bethesda من الناحية التسويقية.
الجماهير، من جانبها، تواصل الانتظار بلهفة، ولا تخلو المنتديات والمواقع من سيلٍ لا ينتهي من النظريات والتكهنات حول موقع الأحداث القادمة أو عودة بعض الفصائل الكلاسيكية مثل Thieves Guild أو Dark Brotherhood. البعض يتوقع أن تدور اللعبة في إقليم Hammerfell الصحراوي، بينما يعتقد آخرون أنها ستأخذنا إلى أراضٍ لم تُستكشف من قبل في عالم السلسلة. وفي غياب أي تأكيد رسمي، يظل كل شيء ممكناً.
في النهاية، سواء اختارت Bethesda أن تكشف عن اللعبة عبر حملة ضخمة تمتد لأشهر، أو قررت اتباع أسلوب المفاجأة الذي ألمح إليه Todd Howard، فإن المؤكد هو أن The Elder Scrolls 6 تظل أحد أكثر المشاريع المنتظرة في صناعة الألعاب. وإذا ما نجحت Bethesda في تقديم تجربة ترتقي لتوقعات اللاعبين، فقد نكون على موعد مع فصل جديد يُعيد تعريف معنى ألعاب العالم المفتوح من جديد.
إنها لعبة ليست فقط مشروعاً جديداً، بل هي وعد باستمرار إرث Skyrim الذي غيّر الصناعة عام 2011. وحتى ذلك الحين، يبدو أن الانتظار سيكون طويلاً، لكن ربما، كما قال Howard، “في يوم ما، ستظهر اللعبة فجأة.”