Google تتحرك بقوة ضد التطبيقات التي تستنزف طاقة البطارية على أجهزة Android

Google تتحرك بقوة ضد التطبيقات التي تستنزف طاقة البطارية على أجهزة Android

بدأ الحديث يزداد خلال الأسابيع الماضية حول مستقبل أداء الهواتف الذكية، خاصة بعد الإعلان الذي أصدرته Google بخصوص خطوتها الجديدة الهادفة إلى الحد من الاستهلاك المفرط لطاقة البطارية. فقد لاحظ كثير من المستخدمين خلال السنوات الأخيرة أن عددا من التطبيقات أصبح يشكل عبئا ثقيلا على بطاريات الأجهزة، سواء بسبب العمل المستمر في الخلفية أو بسبب تصميم ضعيف لا يراعي إدارة الطاقة بشكل فعال. ومع أن الشركات المصنعة للهواتف حاولت من جهتها التحكم في المشكلة عبر حلول داخلية، يبدو أن Google قررت التدخل بشكل رسمي وجذري، عبر سياسة مشتركة مع Samsung ستبدأ في فاتح مارس 2026، لترصد كل التطبيقات التي قد تتحايل أو تعمل بطريقة غير منضبطة. الفكرة ليست مجرد تحذير بسيط، بل تغيير شامل في كيفية تقييم التطبيقات على متجر Google Play، بحيث يصبح المستخدم واعيا بما يجري على جهازه حتى لو لم يفتح التطبيق منذ ساعات. هذه الخطوة جاءت بعد تجارب واقعية كثيرة أدت إلى شكاوى واسعة، خصوصا حين يتفاجأ المستخدِم بأن بطاريته هبطت إلى النصف بدون سبب واضح. لذلك، فإن الدخول في مرحلة تنظيم حقيقي لسلوك التطبيقات يعد تحولا مهما في علاقة Google مع مطوري Android.

وتأتي هذه السياسة الجديدة استجابة لمشكلة قديمة تتكرر باستمرار؛ فبعض التطبيقات تعتمد على عمليات في الخلفية تبقي الهاتف في حالة يقظة حتى وإن كان المستخدم قد أطفأ الشاشة. هذا السلوك، الذي كان يُعتبر خللا تقنيا أو خيارا تصميميا سيئا، أصبح اليوم تحت مجهر Google عبر نظام فحص جديد يعتمد على تقنية تدعى Excessive partial wake locks. هذا المؤشر يقيس ببساطة عدد المرات التي يمنع فيها التطبيق الهاتف من الدخول في وضع السكون الكامل، وهو ما يفسر لماذا تشهد بعض الأجهزة انخفاضا كبيرا في عمر البطارية. فالمشكلة ليست دائما من الجهاز نفسه ولا من البطارية، بل من التطبيقات التي تتصرف كما لو أنها العنصر الوحيد الذي يستحق أن تبقى موارد النظام موجهة إليه طوال الوقت. الفكرة التي دفعت Google إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة هي أن العديد من المستخدمين لم يكن لديهم أي طريقة لمعرفة التطبيق الذي تسبب في هذا الاستنزاف المستمر. وحين كانت التطبيقات تحصل على الضوء الأخضر للعمل بحرية، كان مطوروها قادرين على تجاوز القيود بسهولة. ومع ذلك، فإن دخول Samsung على الخط جعل الأمر أكثر جدية، لأنها واحدة من أكبر مصنعي Android وتملك خبرة طويلة في إدارة الطاقة عبر واجهة One UI.

وحين ننظر إلى خلفية الشراكة بين Google وSamsung، نجد أنها لم تأت من فراغ. فالشركتان حاولتا خلال السنوات الأخيرة تحسين تجربة استخدام أجهزة Android بشكل عام، سواء عبر نظام الحماية Knox الذي طورته Samsung أو عبر تحسين مستوى تفاعل النظام مع التطبيقات الثقيلة. ولذلك، يمكن القول إن التطبيق العملي لهذه السياسة سيبدأ بتأثير واسع نظرا لانتشار أجهزة Samsung حول العالم. وما يجعل الخطوة أكثر إثارة للاهتمام هو أن Google قررت أن تعرض تحذيرا واضحا داخل Google Play لكل تطبيق يستهلك الطاقة بشكل مفرط، بحيث يصبح التحذير جزءا من صفحة التطبيق إلى جانب التقييمات والصور والمعلومات الأساسية. التحذير سيظهر بنص صريح يفيد بأن التطبيق يستعمل البطارية بشكل أعلى من المتوقع بسبب نشاط مرتفع في الخلفية. وبالرغم من أن النص يبدو بسيطا، إلا أنه قد يكون نقطة تحول في كيفية اختيار المستخدمين للتطبيقات مستقبلا. من المحتمل أن يتجنب كثيرون تثبيت تطبيقات تظهر عليها هذه الملاحظة، تماما كما يتجنبون التطبيقات ذات التقييمات المتدنية. ومن جهة أخرى، قد يصبح هذا التحذير ضغطا إضافيا على المطورين لضبط سلوك تطبيقاتهم.

وترتبط أهمية هذا القرار أيضا بتجربة المستخدم اليومية، فالعديد من الأشخاص يعتمدون على هواتفهم في مختلف جوانب حياتهم، من العمل إلى الترفيه، ولذلك فإن نفاد البطارية خلال فترة قصيرة يمكن أن يسبب إزعاجا حقيقيا. وقد ضرب بعض المستخدمين أمثلة كثيرة على هذا الأمر، مثل شخص خرج من منزله في الصباح وبطاريته ممتلئة، لكنه لاحظ قبل منتصف النهار أنها أصبحت على وشك النفاد رغم عدم تشغيل أي تطبيق ثقيل. هذا النوع من التجارب جعل الناس يتساءلون عن السلوك الخفي لبعض التطبيقات. وجاءت خطوة Google لتجيب عن هذا التساؤل، فهي لا تقول للمستخدم فقط إن البطارية تنفد، بل تشرح له السبب بلغة واضحة. وفي هذا السياق، يرى بعض الخبراء أن الخطوة قد تكون بداية لمرحلة جديدة يعيش فيها المستخدمون تجربة أكثر استقرارا، خصوصا إذا التزم مطورو التطبيقات بالتعليمات. ومع زيادة الاهتمام العالمي بتحسين عمر البطارية، قد ينتقل الأمر في المستقبل إلى مستوى أوسع يشمل تقييمات إضافية أو فحوصات آلية داخل النظام نفسه.

وفي الفقرة الأخيرة تتضح الصورة بشكل شامل، لأن المسألة لا تتعلق بتقنية واحدة ولا بميزة بسيطة. ما يحدث اليوم هو تحرك استراتيجي يرمي إلى خلق بيئة أكثر انضباطا داخل نظام Android. التوقعات تشير إلى أن السياسة الجديدة قد تدفع المطورين إلى إعادة تصميم جزء كبير من شيفرة تطبيقاتهم، وربما الاستعانة بأنظمة تتبع داخلية لضمان عدم تجاوز حدود استهلاك الطاقة. وفي المقابل، يتوقع البعض أن تواجه Google انتقادات من بعض المطورين الذين قد يعتبرون الخطوة تدخلا في طريقة عمل تطبيقاتهم، لكن من الواضح أن الشركة تسعى إلى التوازن بين متطلبات الأداء والراحة اليومية للمستخدم. وفي حال نجحت هذه الخطوة، فمن المحتمل أن ننظر بعد سنوات إلى هذه السياسة باعتبارها واحدة من أهم القرارات التي أثرت على مستقبل Android. وبما أن السوق يشهد تنافسا كبيرا مع أنظمة أخرى مثل iOS، فإن تحسين عمر البطارية قد يكون عامل جذب قويا لملايين المستخدمين. وبين هذه التحولات السريعة، تظل جملة واحدة تختصر الأمر كله حين قال أحد المهندسين في حديث غير رسمي إن التكنولوجيا تصبح أفضل حين يشعر المستخدم بأنها تعمل معه لا ضده، ويمكن استخدام هذه العبارة كاقتباس يوضح جوهر رؤية Google في هذه الخطوة.

Related posts

المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء والديبلوماسية الثقافية والفنية الواقعية والافتراضية

Nintendo تكشف أول صورة لفيلم The Legend of Zelda وتعلن بدء التصوير

المغرب يستقبل أول مصنع رقائق إلكترونية في أفريقيا باستثمار صيني ضخم يفتح الباب أمام صناعة جديدة