Google تقترب من توحيد التحكم في ألعاب الهواتف داخل Android 17

Google تقترب من توحيد التحكم في ألعاب الهواتف داخل Android 17

تشهد بيئة ألعاب الهواتف تحركات ملحوظة تشير إلى أن Google تستعد لتغيير قواعد اللعبة من الأساس مع التحسينات القادمة في Android 17. وقد يكون أبرز ما تعمل عليه الشركة خلال هذه الفترة ميزة بات اللاعبون يطالبون بها منذ سنوات؛ إعادة تعيين أزرار التحكم على مستوى النظام بالكامل. لطالما كانت مشكلة توافق وحدات التحكم مع الألعاب نقطة إزعاج لمن يعتمد على ذراع اللعب بدل اللمس، خصوصًا مع الفوارق الكبيرة بين لعبة وأخرى في طريقة دعم الأزرار أو في غياب الدعم أصلًا. ومع ذلك، يبدو أن الوضع يتجه نحو حل جذري طال انتظاره، بحيث يتحول الهاتف نفسه إلى منصة لعب قريبة من مستوى الاستقرار الذي تقدمه أجهزة الكونسول. الفكرة ليست مجرد إضافة تقنية، وإنما خطوة تحمل ملامح رؤية جديدة لطريقة تعامل النظام مع أدوات اللعب ومع توقعات المستخدمين الذين أصبحوا يعتمدون على الهاتف للترفيه بقدر اعتمادهم عليه في العمل والتواصل. من السهل ملاحظة أن جوجل باتت تنظر إلى مجال الألعاب باعتباره قطاعًا استراتيجيًا لمستقبل Android، خصوصًا بعد توسع خدمات البث السحابي ومبادرات مثل Google Play Games على الحاسوب، مما جعل الحاجة إلى توحيد التجربة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وخلال الأسابيع الأخيرة ظهرت مؤشرات مهمة عبر النسخة التجريبية من نظام “Android Canary”، حيث كشف تقرير نشره موقع Android Authority أن النظام يحتوي على طبقة جديدة تتوسط بين الهاتف ووحدة التحكم، وتشكل نوعًا من “لوحة ألعاب افتراضية” يمكنها إعادة توجيه الإشارات حسب التعيينات التي يحددها المستخدم. الأمر يشبه وجود مترجم داخلي يقوم باستقبال الأوامر من الذراع وإرسالها إلى النظام بعد إعادة صياغتها، مما يسمح بتجاوز مشكلة التوافق التي عانى منها اللاعبون لسنوات. وبذلك لم يعد المستخدم بحاجة للدخول إلى إعدادات كل لعبة على حدة أو تنزيل تطبيقات خارجية تستهلك الذاكرة والطاقة وقد لا تعمل دائمًا بالشكل المطلوب. وإذا أخذنا في الاعتبار أن بعض اللاعبين كانوا يضطرون للبحث عن حلول غريبة أو استخدام تطبيقات طرف ثالث، يمكن القول إن هذه الميزة ستكون أحد أكثر التغييرات تأثيرًا في تاريخ الألعاب على الهواتف، بحيث تضفي انسجامًا طال غيابه وتفتح الباب أمام تجربة لعب أكثر ثباتًا. ولعل أهم ما في الأمر أن التغيير يتم على مستوى النظام نفسه، مما يجعله صالحًا للعمل مع أي لعبة تدعم الإدخال القياسي دون الحاجة لاعتماد مطوري الألعاب على خيارات إضافية. وهنا تظهر أهمية تصريحات فريق أندرويد التي ركزت على أن الهدف هو جعل تحكم اللاعب جزءًا أصيلًا من بنية النظام، وليس مجرد إضافة اختيارية أو ميزة جانبية يمكن تجاهلها.

الفكرة المحورية التي تقف خلف هذه التقنية تعتمد على إضافة طبقة برمجية مخصصة داخل Android، تعمل كوسيط يستقبل أي ضغط يظهر على وحدة التحكم ثم يمرره إلى النظام بصيغة جديدة بناء على اختيار المستخدم. ويمكن تشبيه هذه العملية بطريقة تعمل فيها الكاميرات الموصولة عبر Wi-Fi على هواتف Pixel، حيث تدير طبقة برمجية خاصة الإشارات وتحوّلها بين الجهازين. ومع أن التفاصيل التقنية لا تزال في مرحلة التطوير، فإن المفهوم واضح بما يكفي لفهم حجم التغيير المتوقع. فبدل أن تحاول الألعاب التعرف مباشرة على وحدة التحكم، يتولى النظام هذا الدور بالكامل، مما يسمح بتجاوز الفروقات التي لطالما أعاقت دعم بعض الأجهزة أو منعت استجابة الأزرار بطريقة صحيحة. واللافت أن النظام قد يصبح قادرًا على التعامل مع وحدات التحكم الرسمية الخاصة بمنصات Xbox وPlayStation، إلى جانب النسخ المقلدة التي أصبحت شائعة في الأسواق والتي غالبًا ما تحمل معرفات مختلفة تسبب مشكلات للتطبيقات والألعاب. وبذلك يمكن وصف هذه الخطوة بأنها طريقة ذكية “لخداع” الألعاب كي تتعامل مع الأزرار كما لو كانت قياسية، مما يجعل اللاعب في النهاية يحصل على تجربة أكثر مرونة. وإذا نجحت هذه الآلية في صيغتها النهائية، فمن المحتمل أن تُحدث نقلة كبيرة في ألعاب القتال والسباقات والألعاب التنافسية التي تعتمد على الاستجابة السريعة للأوامر. وقد يصل تأثيرها حتى للألعاب التي لم تُصمم أصلًا لدعم وحدات التحكم، خصوصًا إذا تم تمديد النظام لاحقًا لربط عناصر اللمس داخل الألعاب بالأزرار الفعلية بطريقة مدمجة.

وتاريخيًا، كان انتشار Android الواسع سببًا رئيسيًا في تعدد الأجهزة واختلاف مستوى دعم الألعاب لكل منها، مما جعل بيئة اللعب مجزأة وغير مستقرة في العديد من الحالات. فمنصة تمتلك مئات الشركات المصنعة بطبيعتها تواجه صعوبة في تقديم جودة موحدة تشبه ما نراه في أجهزة الكونسول. لكن تلك الصورة قد تتغير مع Android 17، خصوصًا مع توجه جوجل لتجميع وظائف الألعاب داخل نظام واحد يوفر أدوات متقدمة للمطورين لإدارة الإدخال وتحسين الأداء. هذه الخطوة قد تنعكس حتى على خدمات الألعاب السحابية، إذ إن منصات البث تحتاج إلى استجابة مستقرة للأزرار، وأي اختلاف بين اللعبة والنظام يمكن أن يسبب تأخرًا أو خللًا في التحكم. كما أن وجود طبقة قياسية موحدة يسمح للمستخدم بالانتقال بسلاسة بين الهاتف والكمبيوتر الذي يشغّل Google Play Games دون مواجهة تغييرات في التخطيط أو في أسماء الأزرار، مما يعزز الانسجام بين الأجهزة المختلفة ويجعل التجربة أكثر سلاسة. وقد يكون الأمر مجرد البداية، إذ تُشير تقارير مختلفة إلى أن جوجل قد توسّع مستقبلاً خيارات هذه الطبقة لتشمل وظائف جديدة، مثل تعيين مناطق اللمس وربطها بأزرار حقيقية في الألعاب التي لم تضف هذا الدعم من البداية. ومن الممكن أن يتحول هذا النظام إلى أداة قوية للمطورين أيضًا، خصوصًا أن بيئة Android تشهد ازديادًا في انتشار ألعاب AAA المحمولة وتنامي الاهتمام بألعاب الخدمات المستمرة التي تحتاج إلى مرونة أكبر في التحكم لتناسب جمهورًا واسعًا.

ومع أن الطريق لا يزال طويلًا قبل الإطلاق الرسمي لـ Android 17، فإن المؤشرات الحالية توضح أن جوجل تتعامل مع المشروع بعناية شديدة، إذ تسعى إلى تقديم تجربة لعب ترتقي إلى مستوى توقعات المستخدمين الذين أصبحوا يعتبرون الهاتف منصة أساسية للترفيه وليس مجرد جهاز ثانوي. وإذا اكتمل تطوير هذه الميزة في الوقت المحدد، فقد تشهد سنة الإطلاق تحولًا في طريقة تقييم اللاعبين لأهمية التحكم في ألعاب الهواتف. قد يبدو الأمر في نظر البعض تفصيلًا تقنيًا صغيرًا، لكنه في الحقيقة يمثل خطوة نحو تأسيس بيئة لعب أكثر احترافية. من السهل تخيل تأثير هذه الميزة على فرق التطوير التي قد تستفيد من إزالة العقبات التقنية المتعلقة بالتوافق، مما يتيح لهم التركيز على تحسين التجربة البصرية والميكانيكية بدل القلق بشأن دعم وحدات التحكم. وربما يصبح Android خلال السنوات المقبلة منصة معتمدة من مطوري الألعاب الكبرى الذين كانوا يترددون في الاستثمار الكامل فيها بسبب محدودية خيارات التحكم. وفي النهاية، تبقى التجربة العملية هي الفيصل، لكن المؤكد أن جوجل بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات واضحة تقرّب نظام الهواتف من عالم منصات الألعاب التقليدية، وهو توجه يعكس فهمًا أعمق لطبيعة السوق واحتياجات جمهور اللاعبين. وكما يقول أحد المطورين في عبارة أصبحت متداولة بين المهتمين بهذا المجال: “التجربة الموحدة ليست رفاهية، بل أساس نجاح أي منصة ألعاب حديثة”. وإذا أخذنا هذه الرؤية بعين الاعتبار، فمن المتوقع أن يشهد عالم ألعاب الهواتف خلال المرحلة المقبلة موجة جديدة من التطور الذي يرفع سقف التوقعات ويعيد تعريف الحدود بين الهاتف والكونسول.

Related posts

رحلة عبر الزمن لإحياء ذكرى Super Nintendo الذي أعاد تعريف ألعاب الفيديو

تراجع مفاجئ في مبيعات ألعاب Sega خلال نهاية 2025 وتوقعات بانتعاش قريب

ثغرة قانونية تسمح لشركة صينية بالحصول على أكثر من 2300 بطاقة Blackwell