منذ بداياته في عالم تطوير ألعاب الفيديو، استطاع Hideki Kamiya أن يضع اسمه بين أساطير الصناعة بفضل بصمته الفريدة في إخراج عناوين أيقونية لا تُنسى، بدءًا من Resident Evil 2 التي رسخت مكانته كمخرج عبقري في صنف الرعب والبقاء، مرورًا بالتحفة الأكشنية Devil May Cry التي أعادت تعريف أسلوب القتال السريع في الألعاب، وصولًا إلى Okami التي تعد واحدة من أكثر التجارب الفنية إبداعًا في تاريخ الصناعة، وBayonetta التي أبهرت اللاعبين بأسلوبها البصري المميز وأسلوب اللعب الديناميكي. وعلى الرغم من النجاح التجاري والنقدي لتلك العناوين، ظل Kamiya ملتزمًا بقاعدة شخصية غريبة في مسيرته: عدم العودة لإخراج أجزاء ثانية لأي من ألعابه السابقة، تاركًا مهمة مواصلة السلاسل لفرق أخرى، حتى عندما حظيت جميع تلك العناوين بتكملات لاحقة حققت نجاحات متفاوتة.
لكن هذا العام، يبدو أن Kamiya قرر كسر القاعدة التي التزم بها طوال عقود، إذ أكّد في مقابلة حديثة أنه يعمل حاليًا على مشروع الجزء الثاني من Okami بنفسه، في خطوة تعد سابقة في مسيرته. الجزء الأول من اللعبة، الذي صدر عام 2006 على منصة PlayStation 2 من خلال فريق Clover Studio، ما زال حتى اليوم يُعتبر تحفة فنية جمعت بين الإبداع البصري المستوحى من الفنون اليابانية التقليدية، وعالم مفتوح غني بالتفاصيل، وقصة أسطورية تتبع رحلة الإلهة Amaterasu في هيئة ذئب أبيض، لإنقاذ عالمها من قوى الظلام. الآن، ومع توليه مسؤولية إخراج الجزء الجديد، يفتح Kamiya الباب أمام عودة واحدة من أكثر التجارب المحبوبة في ذاكرة اللاعبين.
هذه العودة ليست مجرد مشروع عابر، بل لحظة تاريخية في مسيرة Kamiya الذي لطالما فضّل الانتقال من فكرة جديدة إلى أخرى دون العودة إلى الوراء. الجماهير التي انتظرت لسنوات طويلة رؤية مغامرة جديدة في عالم Okami تجد نفسها اليوم أمام فرصة لرؤية كيف يمكن لـ Kamiya أن يطور أسلوب اللعب المميز في الجزء الأول، ويأخذ التجربة إلى آفاق جديدة بدعم التقنيات الحديثة وقدرات الأجهزة الحالية مثل PlayStation 5 وXbox Series X|S. البعض يتوقع أن يوظف المخرج عناصر بصرية أكثر تطورًا مع الاحتفاظ بجوهر الأسلوب الفني التقليدي الذي ميّز اللعبة، فيما يتوقع آخرون أن يحمل الجزء الجديد تغييرات جذرية على مستوى السرد، والموسيقى، وحتى أسلوب التفاعل مع العالم.
المثير للاهتمام أيضًا هو السياق الذي تأتي فيه هذه العودة، إذ يعمل Kamiya الآن مع فريقه الجديد بعد مغادرته Clover Studio، مما يطرح تساؤلات عن مدى التغييرات التي ستطرأ على أسلوب التطوير. هل سيستطيع إعادة تقديم عالم Okami بنفس الروح التي أحبها اللاعبون؟ أم أن بصمته الحالية ستخلق تجربة مختلفة كليًا؟ وعلى الرغم من غياب تفاصيل دقيقة عن أسلوب اللعب أو موعد الإصدار، فإن مجرد تأكيد مشاركة Kamiya في الإخراج للمرة الأولى في جزء ثانٍ يجعل هذا المشروع محط أنظار وسائل الإعلام وعشاق الألعاب حول العالم.
وبينما تترقب الجماهير أول عرض رسمي للعبة، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بشكل جديد: Kamiya يعود إلى عالم صنعه بنفسه منذ ما يقارب عقدين، لكن هذه المرة مسلحًا بخبرة أكبر، ورؤية أوسع، وجرأة أكبر على كسر القواعد التي صاغها بيده. ومع الشعبية الكبيرة التي ما زالت تحظى بها Okami، فإن هذا المشروع قد يكون واحدًا من أبرز أحداث صناعة الألعاب في السنوات المقبلة، وربما يشكل بداية عهد جديد في مسيرة أحد أعظم المخرجين في تاريخ هذا المجال.