لم يكن أحد يتوقع أن تعود لعبة Splatter World إلى الواجهة بعد أكثر من ثلاثة عقود على إلغائها، لكن ما حدث أخيرا أعاد إشعال فضول محبي سلسلة Splatterhouse في كل مكان. هذه اللعبة التي ظلت مجرد اسم يتردد بين وثائق نادرة وصور منسية أصبحت الآن قابلة للعب باللغة الإنجليزية بفضل جهود مجتمع الترجمة الذي لم يتخل عن شغفه. والغريب في الأمر أن الكشف عن النسخة لم يأت من شركة Namco ولا من أرشيف رسمي، بل وصلت إلى الجمهور فجأة ليلة الهالوين هذه السنة، وكأنها هدية غير متوقعة لمحبي ألعاب الرعب الكلاسيكية. كثيرون ممن يعرفون سلسلة Splatterhouse يدركون أن جزءها Splatterhouse Wanpaku Graffiti على Famicom كان حالة خاصة في تاريخ السلسلة بسبب طابعه اللطيف مقارنة بالأجزاء الأخرى، وكان من المفترض أن يحصل على تكملة بنمط RPG تحمل اسم Splatter World في مارس 1993، لكنه اختفى قبل طرحه في الأسواق لأسباب لم يكشف عنها حتى اليوم. بعد طول الانتظار، أصبحت النسخة المسربة حديثا أشبه بفرصة لاستعادة قطعة مفقودة من ذاكرة الجيمينج، ولقاء لعبة كان قدرها أن تبقى مجهولة لولا الجهد الجماعي للمهتمين بحفظ تاريخ الألعاب.
مع ظهور النسخة على الإنترنت، بدأ الفضول يتزايد، خصوصا مع إعلان فريق Aeon Genesis دعمه الكامل للمشروع، إذ تولى استخراج النصوص وتعريبها إلى الإنجليزية بشكل كامل. وأشار الفريق إلى أن Splatter World ليست مجرد RPG بسيطة، بل محاولة فريدة من Namco لصنع لعبة لطيفة بأسلوب كرتوني لكن بروح ساخرة تستلهم أفكارها من أفلام الرعب الشهيرة. وكما قال فريق الترجمة في تعليقهم: “Splatterworld is several things” وكان هذا الاقتباس الوحيد اللافت الذي اختاروا أن يوضحوا من خلاله تعدد طبقات اللعبة التي تجمع بين السخرية، والروح اللطيفة، والإرث الأصلي للسلسلة. الفريق أوضح كذلك أن اللعبة ظلت مجرد بروتوتايب غير مكتمل، لكنها رغم ذلك كانت قريبة جدا من خط الإنتاج، والدليل أن مواد ترويجية تخصها وصلت بالفعل إلى المتاجر اليابانية في دجنبر من سنة 1992. ورغم أن المشروع توقف فجأة، فإن النسخة المسربة توضح أن Namco كانت تخطط لتجربة مختلفة تماما عما قدمته السلسلة في بداياتها. وجود هذا القدر من المحتوى كان كافيا ليجعل اللاعبين يشعرون أن اللعبة كانت قاب قوسين من الإعلان الرسمي لولا أن قرار الإلغاء جاء في اللحظة الأخيرة.
![]()
ورغم جاذبية الاكتشاف، لم يتردد فريق الترجمة في توضيح نقطة حساسة داخل Splatter World، حيث تحتوي اللعبة على استدعاءات لثلاث شخصيات ديكتاتورية سيئة السمعة من التاريخ، تظهر ضمن نظام الاستدعاء داخل اللعبة. ورغم أن هذه العناصر ليست جزءا من القصة، فإنها موجودة داخل نظام اللعب نفسه. الفريق أكد أنه لم يغير هذه التفاصيل حفاظا على الدقة التاريخية وعلى أمانة التوثيق، لكنه شدد على ضرورة تنبيه اللاعبين حتى يكونوا على علم مسبق بما قد يصادفونه، موضحين أن الهدف هو الحفاظ على المحتوى كما صمم أصلا، وأن كل لاعب حر في اتخاذ قراره. وجود هذه الإشارات جعل بعض اللاعبين يتوقفون للتفكير في غرابة المزج بين الطابع اللطيف للعبة ومحتوى يستند إلى شخصيات تاريخية مثيرة للجدل، وهو ما يعكس طبيعة Splatter World غير المعتادة مقارنة بالألعاب الأخرى التي صدرت في الفترة نفسها. ومع ذلك، فإن الاهتمام المتجدد بها جعلها تتصدر النقاشات داخل مجتمع محبي الألعاب الكلاسيكية، ليس فقط بسبب محتواها، بل أيضا لأنها تمثل جانبا من التطور غير المكتمل لجيل كامل من ألعاب Namco.
[/embedpress]
انتشار النسخة المسربة تم عبر موقع 4chan وفق ما أكده موقع West Manison المتخصص في سلسلة Splatterhouse، وقد ظهرت النسخة بشكل مفاجئ لتنتقل بسرعة بين اللاعبين والمبرمجين. والمثير أنها لا تعمل حاليا إلا على محاكي FCEUX وذلك بسبب اعتمادها على Mapper خاص من Namco لم يعد مستخدما اليوم. هذه التفاصيل التقنية أثارت اهتمام المهتمين بحفظ الألعاب، خصوصا أن العمل على دعم اللعبة في محاكيات أخرى يبدو مسألة وقت فقط، فالمطورون والهواة الذين يهتمون بإحياء الألعاب المنسية غالبا ما يجدون طرقا لتجاوز العقبات التقنية حتى تصبح اللعبة قابلة للعب على نطاق أوسع. ومع ازدياد الإقبال عليها، من المتوقع أن نشهد تحديثات جديدة في الأسابيع القادمة تتيح تشغيلها على محاكيات متعددة وربما على أجهزة Retro Handhelds التي أصبحت شائعة بين محبي الألعاب الكلاسيكية. محبو سلسلة Splatterhouse يرون في هذه الخطوة فرصة ذهبية للتعرف على مرحلة تجريبية من مشروع لم يرَ النور، وهي فرصة لا تتكرر كثيرا في عالم الألعاب حيث تضيع عشرات المشاريع خلف جدران الشركات دون أي أثر.
عودة الاهتمام بلعبة Splatter World أعادت النقاش حول أهمية حفظ تاريخ الألعاب، فهذه اللعبة التي كان من الممكن أن تختفي إلى الأبد أصبحت اليوم حديث مجتمع الجيمينج، وتحوّلت من مشروع مهمل إلى تجربة لعب حقيقية يمكن للجميع الوصول إليها. مجرد ظهورها ذكر الكثيرين بمدى قيمة جهود المجتمعات التطوعية التي تعمل في الخفاء، حيث تمكن هؤلاء من إحياء لعبة لم تُصدر أبدا بشكل رسمي لكنها تروي قصة مرحلة مهمة من مراحل Namco وتطور أسلوبها الساخر واللطيف في ألعاب الرعب. التفاعل الكبير مع Splatter World يؤكد أن اللاعبين لا يبحثون دائما عن الألعاب الضخمة فقط، بل ينجذبون أيضا إلى الاكتشافات الغريبة والتجارب التي بقيت عالقة بين الماضي والحاضر. والجميل أن هذه العودة لم تأت من شركة أو حملة دعائية، بل من شغف جماعي أعاد إلى الضوء لعبة كانت مجرد ذكرى ضائعة. ومع استمرار الاهتمام بها، قد نرى في المستقبل خطوات أخرى لإحياء ألعاب مشابهة ظلت حبيسة الأرشيف، ما يجعل Splatter World رمزا لمرحلة كاملة من الألعاب التي تستحق فرصة ثانية.