محسن زاوية “ميجامانزد”
كغيرها من دول العالم دخلت ألعاب الفيديو المنزلية والمحمولة والأركيد إلى المغرب عن طريق الاستيراد، أغلبها من دول شرق آسيا أهمها الصين واليابان وبعضها من دول أوروبا وأمريكا سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات إلى يومنا هذا، ولطالما عشق المغاربة ذلك العالم المسمى ألعاب الفيديو لدرجة أن الناس كانت تقضي ساعات طوال وأيام وليالي خلف تلك الألعاب
نخص حديثنا هذا بالأركيد حيث كان رائجا أن يذهب المولعون بألعاب الفيديو لصالات الأركيد سنوات الثمانينات والتسعينات خصوصا التسعينات حيث عاش الأركيد عصره الذهبي من خلال الإصدارات التي خرجت من أوكار إنتاج الألعاب في اليابان وأمريكا، كانت تصل خرطوشات الأركيد إلى المغرب آنذاك من الصين لذلك كنا نرى بعض الألعاب معدل عليها أو مايصطلح عليه bootleg، كان رائجا أن نسمع أسماء ألعاب بالدارجة المغربية ك “مصطفى” و “هاجار” و “السعودي” وغيرها من الألعاب التي كانت معروفة آنذاك، لكن الرائج آنذاك ولازال للآن في صالات الأركيد هو ألعاب القتال، فمنذ صدور “وحش ألعاب القتال” street fighter 2، عاش الأركيد أو “البيار” أو “الفلبير” سنواته الذهبية في المغرب بحيث كانت صفوف عشاق تلك الألعاب يتصافون حاملين دراهمهم أملا في الحصول على لحظات من المتعة التي لن يفهمها إلا من عاش تلك الحقبة طبعا
بعد صدور street fighter 2، توالت إبداعات شركات الألعاب في مجال ألعاب القتال بحيث صدرت العديد من الإنتاجات الخالدة ك fatal fury و art of fighting وsamurai shodown و tekken دون أن ننسى “غول” ألعاب القتال آنذاك the king of fighters، هذا الأخير ومنذ صدور أول جزء له سنة 1994 كان نقلة نوعية في عالم ألعاب القتال بحيث ولأول مرة أدخل إمكانية اللعب ب 3 لاعبين عوض لاعب واحد مع العديد من الميزات الأخرى مما جعل اللعبة تتربع على عرش ألعاب القتال في المغرب خصوصا بعد صدور الجزء الخارق والاستثنائي the king of fighters 95 والذي كان سابقا لوقته آنذاك
يوسف الركراكي أو “elgado” ابن الحي المحمدي بالدارالبيضاء، واحد ممن عاصرو الجيل الذهبي لألعاب القتال إلى جانب العديد من الأساطير والتي لم يسلط عليهم الضوء آنذاك ولم تمنح لهم الفرصة للأسف، كان صديقنا يوسف يأتي بدراهمه منذ صغره لصالات الأركيد خاصة المتواجدة بالحي يقارع الأسماء المعروفة آنذاك، كان صعبا أن يأتي أي شخص آنذاك ويقول أني محترف للعبة ك kof في الحي المحمدي أمام الأساطير التي كانت متواجدة آنذاك، كأنه مثلا يأتي عند مارادونا وزيكو وبيلي ويقول لهم أني أحسن منكم فيما تلعبون، أكيد الوقوف أمامهم أو حتى جعلهم ينظرون إليك آنذاك كان من سابع المستحيلات طبعا
رغم ذلك فصديقنا تمكن من بصم اسمه وسط هؤلاء رغم أنه لم يكن بنفس مستواهم طبعا لأن المستوى كان “خرافيا” آنذاك، بدأ صديقنا يلعب ب street fighter 2 وكان لاعبه المفضل هو ken، كان يهزم الخصوم تباعا دون كلل أو ملل، إلى أن صدر جزء kof 94 حينها قرر صديقنا ترك street fighter والاتجاه صوب الكوف لكن هيهات، فإثبات اسمك في الحي المحمدي كمثل أن يأتي أي لاعب من أي دولة في العالم ويثبت نفسه في “البرازيل بالنسبة لكرة القدم” لأن مستوى أبناء الحي كان عاليا جدا ولازالوا للآن، وهم كانو معروفين في صالات الأركيد في الأرجاء آنذاك، الأمر كان صعبا فعلا لكن تمكن صديقنا من أن يثبت نفسه عن جدارة واستحقاق وسط هؤلاء الأبطال الذين لم يسلط عليهم الضوء ولم تعطهم الفرصة للأسف
ضل صاحبنا يواصل تألقه إلى أن ظهر الأنترنيت وصار الحاسب الشخصي متوفرا للجميع مما عجل بظهور برمجيات اللعب أونلاين التي أتاحت التقاء اللاعبين من أرجاء العالم فيما بينهم كما أن ظهور يوتيوب ساهم بشكل كبير في إشعاع العديد من النجوم نذكر منهم freezer و oubah و frionel وغيرهم من جمعية moroccan fighters وباقي الجمعيات المهتمة بالمجال والذين نحييهم من هذا المنبر لأنهم “تقاتلوا” من أجل أن يبرز اسم المغرب بين العالمين وضحو بالغالي والنفيس وجابو العالم من أجل إشعاع esport في بلدنا العزيز، لكن للأسف صادف ذلك توقف أو “اعتزال” العديد من الأساطير التي ظلت في الظل دون أن يدري عنهم أحد غير قلة من صالات الأركيد التي لازالت تقاوم المنافسة الغير متكافئة من قبل الأنترنيت و pc
لتأتي سنة 2020 وتشهد ولأول مرة تنظيم بطولة casablanca world fighters المنظمة من قبل snk نفسها والمغربية للألعاب والرياضة mdjs في الدارالبيضاء في العاصمة الاقتصادية للمغرب بعد “قتال” عنيف من قبل أبناء وطننا العزيز لتنظيم هذا الحدث العالمي في بلدنا لالشيء إلا من أجل بروز علم وطنهم العزيز العزيز المغرب بين الأمم فتحية لهم
أغتنم هذه الفرصة لأشكر mdjs وجمعية maroc fighters وكل من “تقاتلوا” من أجل أن يصبح اسم المغرب مسموعا عالميا
ليتوافد الأبطال العالميون من كل حدب وصوب من أقطار الأرض ويأتي الأبطال المغاربة من كل ربوع الوطن ليأخذوا فرصتهم في مقارعة الأبطال العالمين ويحصلون على فرصة ليلاقو أحسن اللاعبين اليابانيين في kof m’ أو koukou، لذا كان على أبطالنا المغاربة الاستعداد مبكرا لذا كثقوا من تربصاتهم الإعدادية شهرا قبل اليوم الموعود، لكن “ابن الحي المحمدي” لم يستعد ولم يقم بأي تربص إعدادي ولا أي شيء، بل اصطحبه أصدقائه فقط إلى مكان المنافسة هكذا دون سابق إنذار، ليجد نفسه مشاركا “بالصدفة” مكان أحد المنسحبين من المنافسة في لعبة the king of fighters 2002 um، ليبدأ في إقصاء المنافسين تباعا المغاربة والعالميين منهم “ولا يهمو”، لم يقصه إلا “ميسي” الكوف m’ بصعوبة بالغة بعدما قهره “ابن الحي” باللاعبة vice لدرجة أنه جعله يعترف بأنه التقى بأفضل شخص يلعب ب vice في العالم، ليحتل ابن الحي المركز الثالث في البطولة العالمية عن جدارة واستحقاق
مافعله يوسف elgado أشبه بما كان يفعله عادة اللاعب المغربي الأسطورة “الظولمي” الذي كان يأتي قبل كل مباراة بربع ساعة على دراجة نارية ويلبس بعد نزوله منها ملابسه الرياضية ويدخل ليلعب مباشرة ليرقص خصومه “على وحدة ونص”، والعجيب أنه هزم خصوما حضروا من أجل ذاك اليوم أياما وأسابيع وشهورا قبلا من تربصات إعدادية ولعب online وماإلى ذلك من أمور الاستعدادات بمن فيهم العالميون منهم، وهذا ليس بغريب على “خريج” مدرسة الحي المحمدي ل esport، تخيلوا لو elgado مثلا قام بتربص إعدادي “حقيقي” كما فعل منافسوه، كان سيتأهل ل evo بطريق معبدة تعبيد الطريق السيار وبالسرعة القصوى، ثم ماذا لو شارك أبطال الحي الذين لم يذهبو إلى هناك من أساسو، كانوا سيكتسحون البوديومات ويعودون بالميداليات الملونة والجوائز كلها من هناك دون أدنى عناء يذكر، ومن يدري، قد يعودون بعقود احتضان معهم ل “صالة عزيز”، لكن للأسف لم يشاركوا
لطالما أخرج لنا الحي المحمدي المبدعين والمثقفين والأبطال الرياضيين، لذا أتمنى أن يتم تسليط الضوء على لاعبي الحي المحمدي لأنهم يستحقون ولأنهم ليسو أقل قيمة من غيرهم، تأكدو بأنه لو أعطيت لهم الفرصة، كونوا على يقين بأنه سيكون هناك أبطال على الدوام دونما انقطاع ومن يدري ممكن يصيروا مستقبلا ينافسون على الأحزمة العالمية ل esport، لذا أرجع وأقول بأن يوسف elgado قد شرف حيه وسلط الضوء بفوزه لغيره من الأبطال لأنه ببساطة “خريج” صالات الحي المحمدي
Views: 1