في تسريبات جديدة نقلها حساب DetectiveSeeds الموثوق، يبدو أن Sony تستعد لإعادة كتابة قواعد لعبة الأجهزة المنزلية مرة أخرى، حيث يُنتظر أن ترى منصة PlayStation 6 النور في أواخر سنة 2029، على أن يتم الكشف عنها بشكل رسمي في سنة 2028. وتشير التفاصيل الأولية إلى أن شركات تطوير الألعاب ستحصل على dev kits الخاصة بالجهاز بدءًا من سنة 2026، في خطوة متزامنة مع الإطلاق المرتقب لإصدار PS5 Pro الذي سيستفيد من دعم FSR 4.0، مما يشير إلى نوايا Sony الواضحة في تمديد عمر الجيل الحالي بأقصى شكل ممكن.
الأمر المثير هنا ليس فقط الجدول الزمني الطويل، بل ما يعنيه ذلك في سجل PlayStation نفسه. فعبر منح PlayStation 5 دورة دعم تمتد لتسع سنوات، تسجل Sony أطول فترة حياة لجهاز منزلي في تاريخ علامتها، متجاوزة بذلك ما شهده PlayStation 2 وPlayStation 4. هذا القرار يبدو استراتيجياً، خاصةً أن التقارير تُشير إلى أن PlayStation 6 سيُبنى على معمارية جديدة من AMD ولكن دون أن يُحدث قفزات تقنية راديكالية، بل سيعتمد على تطور تدريجي يضمن استقرارًا أكبر واستفادة أطول من التكنولوجيا الحالية.
تُظهر هذه الخطوة تحولًا واضحًا في فلسفة Sony تجاه أجيال PlayStation. ففي الوقت الذي كانت فيه الإصدارات السابقة تُركّز على تقديم تطورات سريعة ومذهلة في العتاد، يبدو أن الشركة اليابانية قررت التريث، متأثرة بسقف الإمكانيات الحالي للتكنولوجيا المتوفرة واحتياجات السوق التي تغيّرت بعد الجائحة، ووسط تحول متزايد نحو الخدمات السحابية والتكامل مع الذكاء الاصطناعي. ولهذا، فإن Sony تراهن على PS5 Pro كجسرٍ حيوي قبل الانتقال النهائي نحو PS6.
رغم ذلك، فإن التساؤلات تظل قائمة حول ما إذا كان السوق سيكون مستعدًا فعلاً لاستقبال جهاز جديد في أفق 2029. فبين صعود منصات cloud gaming مثل GeForce Now وxCloud، وانتشار handheld devices مثل Steam Deck وROG Ally، بدأت ملامح المنافسة تتغير بشكل واضح. وإذا لم تقدم Sony ما يُقنع الجماهير بإعادة الاستثمار في جهاز منزلي تقليدي من جديد، فقد تواجه صعوبة في تكرار النجاحات الضخمة التي حققتها مع أجيالها السابقة.
في كل الأحوال، الاستعدادات انطلقت، والسباق نحو الجيل الجديد بدأ بالفعل من خلف الكواليس. سنشهد خلال السنوات الثلاث القادمة تحركات مكثفة من Sony تجاه الشركاء والمطورين، فيما من المتوقع أن يكون تركيز الشركة في البداية على تحسينات الأداء، استقرار البرمجيات، وزيادة تكامل PlayStation Network مع خدمات الذكاء الاصطناعي والألعاب السحابية. كل هذا من أجل ضمان انتقال سلس نحو PlayStation 6 دون إرباك الجمهور أو التضحية بالمكتسبات الضخمة التي راكمها PS5 منذ إطلاقه في نونبر 2020.
المعركة لن تكون سهلة، ولكن ما يبدو واضحاً هو أن Sony لا تنوي المغامرة هذه المرة بتكرار نفس أخطاء الماضي، بل تعمل على تمديد عمر الجيل الحالي إلى أقصى مدى ممكن، وهي تستعد في الوقت نفسه لإطلاق جهاز جديد يُراهن عليه أن يكون أكثر نضجًا، وأكثر استعدادًا لحقبة الألعاب القادمة، بكل ما تحمله من تحديات تقنية ومتطلبات سوقية غير مسبوقة.