شهدت Microsoft خلال الأيام الماضية موجة جديدة من التسريحات التي طالت حوالي 9,000 موظف، وهو ما يعادل نحو 4٪ من إجمالي عدد العاملين بالشركة حول العالم. هذا الإعلان يأتي مباشرةً بعد إغلاق السنة المالية الأخيرة، وقد باتت التسريحات المتكررة جزءًا من تقليد الصيف لدى الشركة، التي تعمل على إعادة توجيه جهودها لمواجهة تحديات عالم ما بعد الجائحة والمملوء بتوجهات الذكاء الاصطناعي.
في تصريحات لوسائل الإعلام المتخصصة مثل Windows Central، وصف متحدث باسم Microsoft هذه الخطوة بأنها “جزء لا يتجزأ من إعادة الهيكلة الضرورية للتركيز على أداء الفرق في ظل سوق ديناميكي”. وتخضع هذه الخطوة لتقليصات في مستويات ووحدات جغرافية وإدارية متنوعة، دون تفاصيل دقيقة عن الأقسام الأكثر تأثرًا.
من الجدير بالذكر أن هذه الموجة تأتي بعد جولات تسريح سابقة هذا العام؛ ففي يناير قُرِّرت تخفيضات، ولاحقًا في مايو تم تسريح نحو 6,000 موظف ضمن خطة إعادة هيكلة إضافية. بذلك يصل إجمالي عدد الذين غادروا Microsoft خلال 2025 إلى حوالي 15,300 موظف، ما يعادل نحو 6.7٪ من القوة العاملة للشركة.
نجاة قطاع Xbox من التخفيضات الكبرى
رغم الانتشار الكبير لتخفيضات القوى العاملة، يبدو أن القسم الخاص بـ Xbox لم يكن حاضراً في قلب هذه الموجة، رغم تأثر عمليات الشركة في أوروبا— إذ شملت التخفيضات شركات مثل King (منتجة Candy Crush) وZeniMax (سلسلة Fallout). ويبدو أن فرق المبيعات والتسويق في قطاعات أخرى كانت الأشد تأثرًا، مع احتمال أن هندسة البرمجيات كانت ضمن الفئات المتضررة أيضاً، خاصة في ظل التوجه المتزايد لتعزيز الذكاء الاصطناعي.
لا تُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها؛ فقد اعتمدت Microsoft في سنوات سابقة على تسريحات ضخمة: ففي 2014 تخلى العملاق التقني عن 18,000 موظف إثر إغلاق مشروع Nokia وWindows Phone. وبعد كورونا، وتحديدًا في 2023، تم تسريح 10,000 موظف في موجة إعادة ترتيب ما بعد الجائحة. وفي عام 2024، بدأت Microsoft بالتخلص من أكثر من 6,000 موظف في مسعى لإعادة تركيز مواردها من Metaverse نحو الذكاء الاصطناعي.
أداء مالي قوي رغم التخفيضات
على الرغم من موجات التسريح، فإن النتائج المالية للربع الماضي تعكس أداءً صلبًا؛ فقد سجلت الشركة إيرادات تفوق الـ 64.7 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي يقدر بـ15٪، بينما دخلات العام المالي الكامل بلغت نحو 245.1 مليار دولار بنمو 16٪ YoY. وقد أكدت Microsoft في تقاريرها أن جميع وحداتها التشغيلية شهدت نموًا، في وقت لا يزال فيه قسم Surface يعاني من تبعات الأداء تحت إدارة CEO Satya Nadella.
من جانب آخر، عرفت Microsoft نموًا كبيرًا في قسم الألعاب بعد استحواذها على Activision‑Blizzard، غير أن مبيعات أجهزة Xbox ما زالت تواجه تراجعًا كبيرًا. وفي مجال الذكاء الاصطناعي، تحاول الشركة تعويض الفارق بين خدماتها الاستهلاكية مثل Copilot وبين المتنافسين الأقوياء OpenAI وChatGPT، خصوصًا بعد المفاوضات المعقدة التي شهدت ضغوطًا لتخفيف النفوذ الكبير الذي تمارسه Microsoft على OpenAI.
الذكاء الاصطناعي يسرّع من إلغاء الوظائف
ويبدو أن استخدام Microsoft للذكاء الاصطناعي بات يشكل ضغطًا إضافيًا على عمليات التوظيف؛ فقد صرّح Bill Gates، المؤسس المشارك للشركة، مؤخرًا أن AI سيُجرد البشر من معظم المهام. هذا الاعتقاد ربما كان وراء تسريع تسريح المهندسين والمطورين، كجزء من استراتيجية أكبر لتحويل بعض الأعمال من العنصر البشري إلى الذكاء الاصطناعي.