في مشهد يعكس شغف الجماهير اليابانية بأجهزة شركة Nintendo، شهد الإصدار الجديد Nintendo Switch 2 انطلاقة قوية للغاية منذ طرحه في الأسواق، حيث نفدت الشحنات الأولى من الجهاز فور صدورها تقريباً، وبلغت وتيرة الطلب مستويات غير مسبوقة حتى بالمقارنة مع الجيل السابق Nintendo Switch، الذي لا يزال يحتفظ بلقب الجهاز الأكثر مبيعًا في تاريخ اليابان.
النجاح السريع والضخم الذي حققه Switch 2 خلال أيامه الأولى لم يكن مفاجئاً للمتابعين، إذ أن القاعدة الجماهيرية التي بنتها Nintendo على مدار السنوات الماضية كانت بمثابة أرضية مثالية لاستقبال الجيل الجديد. وحسب التقارير الصادرة عن محللي السوق المحليين في اليابان، فإن شركة Nintendo تعاني حالياً من عجز في تلبية الطلب المحلي، حيث تُباع جميع الشحنات الأسبوعية بمجرد وصولها إلى المتاجر دون أن تبقى منها أي وحدات في المخازن.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الأزمة في التوزيع لن تنتهي قريباً، بل ستستمر حتى ربيع سنة 2026 وفقاً للتقويم المغربي، حيث تسعى الشركة إلى رفع وتيرة الإنتاج تدريجياً وتوسيع نطاق خطوط التوريد. وفي ظل هذا الوضع، يعيش السوق الياباني حالة من الندرة التي تذكّر ببدايات إطلاق أجهزة ناجحة تاريخيًا مثل PlayStation 2 وWii، وهو ما يُعطي مؤشرات واضحة على قوة الزخم الذي يرافق الجيل الجديد من Nintendo.
من جهة أخرى، فإن هذه الانطلاقة القوية لم تقتصر على السوق الياباني فقط، بل امتدت إلى الأسواق العالمية، مع تسجيل حالات نفاد شحنات مشابهة في مناطق مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، إلا أن الوضع في اليابان يُعد الأكثر حدة نظراً للطبيعة الثقافية لسوق الألعاب هناك، حيث تحظى أجهزة Nintendo دوماً بمكانة خاصة في قلوب اللاعبين اليابانيين من مختلف الأعمار.
وما يزيد من حدة الوضع، هو استمرار الطلب المتزايد في ظل توفر ألعاب حصرية مبهرة أُطلقت بالتزامن مع الجهاز، وهو ما يعكس الاستراتيجية المحكمة التي اعتمدتها Nintendo في هذه المرحلة. ويبدو أن الشركة كانت تدرك مسبقاً أن الإقبال سيكون واسع النطاق، لكنها على ما يبدو لم تكن تتوقع أن يتجاوز الطلب الطاقة القصوى للإنتاج بالشكل الذي يحدث حالياً، ما أدى إلى تأجيل عمليات الشحن لبعض المتاجر وطلبات الحجز المسبق.
وحول هذه الأزمة، أشار أحد المحللين اليابانيين في تصريح نشرته صحيفة Nikkei Asia: “ما يحدث مع Nintendo Switch 2 يُظهر بوضوح أن نجاح الجيل الأول لم يكن مجرد حظ، بل نتيجة قاعدة جماهيرية مترسخة ومواصلة للاستثمار الذكي في الألعاب والخدمات”. هذه الكلمات تلخص حقيقة أن Nintendo لم تُضيّع وقتها بين الأجيال، بل عملت على تعزيز مكانتها بشكل مدروس ساعدها على الإقلاع بقوة في زمن يتسم بالمنافسة الشديدة من عمالقة الصناعة مثل Sony وMicrosoft.
ومع استمرار التحديات في سلاسل التوريد العالمية، يبقى الرهان الأكبر على قدرة Nintendo في التكيّف السريع ورفع طاقتها الإنتاجية دون التأثير على جودة الجهاز أو مواصفاته. وإذا ما تمكنت الشركة من تلبية الطلب المتزايد في الأشهر المقبلة، فإن Nintendo Switch 2 مرشح ليُسجل أرقاماً قياسية جديدة، وربما يتجاوز مبيعات الجيل السابق الذي تخطى حاجز الـ130 مليون وحدة على مستوى العالم.
الحديث عن ندرة الأجهزة في السوق لا يقلل من قيمة النجاح الذي حققته Nintendo في مرحلة الإطلاق، بل يُبرز مدى التعلق العاطفي الذي يكنّه اللاعبون للعلامة التجارية، ومدى ثقتهم في جودة ما تقدمه. ومع اقتراب ربيع 2026، تبقى الأنظار موجهة صوب قدرة الشركة على تجاوز أزمة الشحنات وضمان توفير الجهاز للجميع، دون الوقوع في فخ النقص الذي يمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات، كما حدث سابقاً مع أجهزة شهيرة في تاريخ الصناعة.