شهد السوق الياباني في شهر يوليوز من سنة 2025 انطلاقة غير مسبوقة لجهاز Nintendo Switch 2، الذي سجل رقماً تاريخياً خلال أول أسابيعه في المتاجر، حسب ما كشفته وكالة Enterbrain اليابانية المختصة في تتبع مبيعات أجهزة الألعاب. الجهاز الذي طال انتظاره من جمهور Nintendo حول العالم، لم يكتف فقط بتلبية التوقعات، بل حطمها بشكل مدوٍ، محققاً أسرع مبيعات شهر إصدار في تاريخ اليابان، متجاوزًا كل الأجهزة السابقة سواء المحمولة أو المنزلية.
وفقاً للإحصائيات الرسمية، تمكن Nintendo Switch 2 من بيع 1.5 مليون وحدة في السوق الياباني خلال شهره الأول، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ صناعة الألعاب بالمنطقة. للمقارنة، كان الرقم القياسي السابق مسجلاً باسم Game Boy Advance، والذي باع حوالي 1.36 مليون وحدة خلال أول خمسة أسابيع له في الأسواق سنة 2001، أي أن Switch 2 تمكن من تخطي هذا الإنجاز في وقت أقصر وبهامش مريح.
وعلى مستوى الأجهزة المنزلية، كان الرقم الأعلى يعود لجهاز PlayStation 2 من Sony، والذي باع 1.13 مليون وحدة خلال أول خمسة أسابيع من صدوره في اليابان سنة 2000. لكن Nintendo Switch 2، الذي يصنف ضمن فئة الأجهزة الهجينة، تجاوز ذلك الرقم بسهولة، مؤكداً مرة أخرى أن قوة علامة Nintendo لا تزال في أوجها داخل السوق المحلي رغم المنافسة المتزايدة من كل من Sony وMicrosoft.
الأمر اللافت أكثر هو أن مبيعات Nintendo Switch 2 تجاوزت حتى أداء النسخة الأصلية من الجهاز الأول بثلاثة أضعاف في نفس الفترة، ما يعكس رغبة المستهلكين الواضحة في اقتناء الجيل الجديد من المنصة. ويبدو أن إستراتيجية Nintendo في المزج بين دعم الألعاب السابقة وتقديم تقنيات محسنة قد أثمرت، خاصة مع الوعود بدعم مجموعة من العناوين القوية في الأشهر القادمة مثل The Legend of Zelda, Mario Kart 9, وMetroid Prime 4، إلى جانب شراكات تقنية جديدة مع شركات خارجية.
نجاح Switch 2 لا يعود فقط إلى سمعة Nintendo أو حب الجمهور الياباني لمنتجاتها، بل أيضاً إلى الظروف السوقية المحيطة. فالطلب على أجهزة الألعاب شهد ارتفاعاً متواصلاً منذ الجائحة، ومع ندرة بعض مكونات الأجهزة خلال السنين الماضية، أصبح الجمهور يترقب الأجهزة الجديدة بشغف. وتأتي مواصفات Switch 2 التقنية – التي تشمل شاشة OLED محسّنة، أداء أقوى، ومعالج رسوميات أكثر كفاءة – لتكمل هذا الترقب وتعززه.
هذا الإنجاز التاريخي في اليابان يفتح الباب أمام الجهاز لتحقيق نجاحات مماثلة على المستوى العالمي، خصوصًا مع التوجه القوي نحو إصدار عالمي متزامن يشمل أوروبا، أمريكا الشمالية، وأسواق آسيا الأخرى في أواخر صيف هذه السنة. وإذا ما استمرت الوتيرة على هذا النحو، فإن Nintendo Switch 2 قد يكرس مكانته كأكثر أجهزة الشركة نجاحاً في تاريخها، وربما يتجاوز حتى الأسطوري Nintendo DS من حيث المبيعات العالمية.
من الواضح أن Nintendo تمكنت مرة أخرى من قراءة السوق بشكل دقيق وتقديم منتج يلامس توقعات المستخدمين، مع الحفاظ على فلسفة الشركة التي تمزج بين الابتكار والبساطة. التحدي المقبل سيكون الحفاظ على الزخم، وتوفير كميات كافية من الأجهزة لمواكبة الطلب، إضافة إلى ضمان تدفق مستمر للعناوين الحصرية التي تميز المنصة وتدفع اللاعبين للبقاء ضمن منظومة Nintendo.