في خبر حزين هزّ أوساط عشاق المصارعة الترفيهية والسينما، توفي النجم الأمريكي الأسطوري Hulk Hogan عن عمر ناهز 71 سنة، وذلك في منزله الكائن بولاية Florida الأمريكية، حسب ما أفادت به عدة وسائل إعلام أمريكية يوم الخميس 24 يوليوز 2025، نقلاً عن مدير أعماله Chris Volo. يعتبر Hulk Hogan أيقونة بارزة في عالم المصارعة الاحترافية خلال فترة الثمانينات، وقد ساهم حضوره الطاغي، بجسده العملاق، وشاربه الأشقر المميز، وربطة الرأس الشهيرة، في تشكيل هوية WWE آنذاك، ليصبح لاحقًا رمزًا عالميًا في الثقافة الشعبية الأمريكية والعالمية.
ولد Terry Eugene Bollea، المعروف عالميًا باسم Hulk Hogan، سنة 1953، واشتهر بكونه أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في الانتشار الواسع للمصارعة الترفيهية خارج حدود الولايات المتحدة. تألقه داخل الحلبة لم يكن مجرد استعراض للعضلات، بل كان يقدم أداءً مسرحيًا دراميًا بقدرات جسدية مذهلة وجاذبية كاريزمية قلّ نظيرها. شخصيته التي تمزج بين القوة والروح الرياضية سرعان ما تخطت حدود الحلبة، فاقتحم عالم السينما والتلفزيون في التسعينيات بأعمال سينمائية وتلفزيونية، أبرزها “Suburban Commando” و”Thunder in Paradise”، حيث استطاع أن يعزز صورته كبطل خارق في خيال الجماهير، خصوصًا فئة الأطفال والمراهقين آنذاك.
مسيرة Hulk Hogan داخل WWE، وخصوصًا في أيام المجد التي عرفتها المؤسسة خلال فترة WrestleMania III، كانت استثنائية بكل المقاييس، إذ ساهمت في تحويل المصارعة الترفيهية من رياضة شعبية محدودة إلى ظاهرة ثقافية ذات جمهور عالمي. مواجهته التاريخية مع André the Giant، والتي حطمت الأرقام القياسية من حيث نسب المشاهدة، لازالت محفورة في ذاكرة جماهير المصارعة كمحطة مفصلية أعادت تشكيل قواعد اللعبة. بعد اعتزاله الحلبة، لم يتوقف Hogan عن الظهور في المناسبات الكبرى، سواء كمقدم عروض، أو ضيف شرف في بعض العروض الخاصة، أو حتى كوجه دعائي لعدة شركات ومنتجات.
لكن حياة Hogan لم تخلُ من الجدل، فقد مرّ بفترات عصيبة في حياته الشخصية والمهنية، سواء بسبب تصريحاته المثيرة أو المشاكل القضائية التي طاردته خلال فترة الألفينات، خصوصًا ما تعلق بتسريبات إعلامية أثرت بشكل كبير على سمعته، وانتهت بحكم قضائي لصالحه ضد موقع Gawker الذي تسبب في تسريب فيديو خاص له. إلا أن شعبيته لم تتأثر كثيرًا، حيث استمرت الجماهير في دعمه، واعتبره الكثيرون ضحية لآلة الإعلام الجائعة. كما نجح في استعادة جزء من احترامه الجماهيري بعد سلسلة من الاعتذارات العلنية وظهوره في مناسبات تذكارية داخل WWE.
وفاته تشكل خسارة حقيقية لعالم الترفيه والمصارعة، ليس فقط لأنه أسطورة رياضية بل لأنه كان رمزًا لأجيال تربت على صوته، صراخه الشهير “Whatcha gonna do, brother!”, وشخصيته الملهمة التي تعلم منها الملايين معنى التحدي. تفاعل الجماهير حول العالم على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتأخر، حيث انهالت رسائل التعزية والتأبين من كل مكان، من نجوم المصارعة السابقين والحاليين، من الممثلين والرياضيين، وحتى من السياسيين الذين اعتبروا Hogan رمزًا للثقافة الأمريكية خلال العقود الماضية.
رحيل Hulk Hogan يفتح صفحة من الحنين في قلوب الملايين الذين تابعوه وقلدوه وتعلموا منه معاني الكفاح والانتصار. ومن المرجح أن تنظم WWE تكريمًا خاصًا له خلال أحد عروض SmackDown أو RAW القادمة، وربما يتم إنتاج وثائقي جديد يُخلد إرثه الفني والرياضي. فقدان شخصية مثل Hogan لا يعوض، لكنه يترك إرثًا خالدًا سيبقى حيًا في ذاكرة الجيل الذي كبر على هتاف الجماهير “Hogan! Hogan! Hogan!”