في خطوة مثيرة لمحبي ألعاب البقاء والمغامرات المصغرة، أزاحت Obsidian Entertainment الستار عن فيديو دعائي جديد للجزء الثاني من لعبتها Grounded، والذي يسلّط الضوء على عناصر القصة المنتظرة بكل ما تحمله من غموض وتفاصيل غنية بعوالم غريبة مصغرة. تأتي هذه الخطوة الترويجية قبيل إطلاق نسخة الدخول المبكر من اللعبة هذا الأسبوع، والمخصصة لمنصات Xbox Series وأجهزة الحاسب الشخصي. الفيديو الجديد لا يكتفي باستعراض مشاهد سينمائية فقط، بل يمنح اللاعبين لمحات مشوقة حول مسار الحبكة التي توسّعت بشكل واضح عن الجزء الأول، مع تعزيز عنصر التعاون بين اللاعبين بأسلوب يعتمد على الاستكشاف، التصنيع، والصمود أمام تهديدات غير متوقعة في حديقة منزلية أصبحت بمثابة عالم مفتوح مليء بالمخاطر.
ما يثير الاهتمام في هذه النسخة هو مشاركة فريق Eidos-Montréal الشهير، الذي عُرف سابقًا بعمله على عناوين ضخمة مثل Deus Ex: Human Revolution وMarvel’s Guardians of the Galaxy. مساهمتهم في Grounded 2 تُعد إشارة واضحة إلى رغبة Obsidian في رفع جودة السرد القصصي وتقديم تجربة أكثر نضجًا وتفرّدًا. هذا التعاون قد يكون أحد أبرز عوامل جذب جمهور جديد للسلسلة، لا سيما عشاق القصص المتشابكة والشخصيات المعقدة التي باتت جزءًا لا يتجزأ من ألعاب هذا الجيل. المزيج بين رؤية Obsidian الإبداعية وخبرة Eidos-Montréal في تصميم الحبكات المعمقة يفتح الباب أمام احتمالات سردية أوسع، مع الحفاظ على الطابع الفكاهي الذي ميّز الجزء الأول.
اللعبة لم تعد مجرد مغامرة أطفال تقلصوا في الحجم، بل تحوّلت إلى عالم متكامل يُعتمد فيه على العمل الجماعي، الإدارة الذكية للموارد، والتخطيط الاستراتيجي للبقاء. في الفيديو الدعائي الأخير، نرى تلميحات إلى صراعات داخلية بين الشخصيات، ماضٍ غامض يلوّح في الأفق، وتجارب علمية خرجت عن السيطرة. كل هذا يعطي Grounded 2 بعدًا روائيًا قد يجعلها تتفوّق على سابقتها، خاصة مع الاعتماد على مشاهد سينمائية أكثر إتقانًا، ومقاطع حوارية أكثر نضجًا، مما يضمن انخراط اللاعب في عالم اللعبة نفسيًا وعاطفيًا، وليس فقط على مستوى اللعب.
من حيث أسلوب اللعب، تستمر Grounded 2 في الاعتماد على نظام “البقاء المصغر” الذي دمج بشكل فريد بين صراع الإنسان والحشرة، داخل بيئة بيولوجية صُممت بتفاصيل دقيقة تشبه المجهر. اللعبة تسعى لتوسيع نطاق الاستكشاف، مع إدخال أنواع جديدة من الأعداء، أدوات مبتكرة، ومهام جانبية ترتبط بالقصة الرئيسية. كل ذلك يُقدّم ضمن أسلوب لعب تعاوني يسمح لغاية أربعة لاعبين بالاندماج في المغامرة بشكل تفاعلي. العالم مليء بالأسرار، بالمفاجآت، وبتهديدات بيئية غير متوقعة، مما يجعل كل جلسة لعب تجربة مغايرة بالكامل.
تاريخ إصدار نسخة الدخول المبكر خلال شهر يوليوز يشير إلى أن المطورين يريدون إتاحة الوقت للاعبين لاختبار الأنظمة الجديدة وإرسال الملاحظات قبل الإطلاق الكامل المنتظر لاحقًا خلال هذا العام أو بداية السنة المقبلة. هذا التوجه يبرز التزام Obsidian بالاستماع إلى مجتمع اللاعبين، وهو ما ساهم سابقًا في نجاح الجزء الأول من Grounded، الذي خرج من مرحلة “Game Preview” بعد تحسينات عديدة جعلته من أكثر ألعاب البقاء المحبوبة في السنوات الأخيرة. ومن غير المستبعد أن نرى Grounded 2 تتبع نفس المسار التصاعدي، خاصة مع الاهتمام المتزايد بتوسيع عالم اللعبة وصقل كل تفصيلة فيه.
في النهاية، Grounded 2 ليست مجرد تكملة تقليدية، بل هي مشروع يُعول عليه لرفع مستوى الألعاب التعاونية السردية. التعاون بين Obsidian Entertainment وEidos-Montréal يمنح اللعبة فرصة حقيقية للتألق وسط زخم الإصدارات المقبلة. الجمهور الآن ينتظر فرصة الدخول إلى عالمها المذهل، حيث المغامرة لا تقتصر على صراع البقاء، بل تتعمق في مستويات نفسية وروائية غير مسبوقة ضمن هذا النوع من الألعاب. يوليوز الجاري قد يكون بداية فصل جديد للعبة تحوّلت من تجربة غريبة إلى مشروع واعد مرشّح ليكون أحد أهم إصدارات السنة على Xbox Series والحاسب الشخصي.