في خطوة أثارت الجدل داخل أوساط مجتمع اللاعبين الأميركيين، أعلنت شركة Nintendo عن رفع رسمي لأسعار أجهزة Nintendo Switch ابتداءً من 3 غشت، مؤكدة أن هذا القرار يأتي استجابة لما وصفته بـ”الظروف السوقية المتغيرة”. هذه الخطوة المفاجئة جاءت في وقت كانت فيه التوقعات تشير إلى تخفيض محتمل للأسعار، خاصة مع اقتراب الكشف عن Switch 2 الذي يُتوقع أن يُعلن عنه بشكل رسمي في بداية سنة 2026. ومع ذلك، اختارت Nintendo الاتجاه المعاكس عبر تعديل أسعار جميع طرازات المنصة، في خطوة وُصفت بأنها استباق لتقلبات السوق العالمية.
ووفقًا للتفاصيل التي كشفتها الشركة، فإن سعر Switch OLED ارتفع من 350 دولارًا إلى 399 دولارًا، بينما ارتفع سعر النسخة العادية من الجهاز من 300 إلى 339 دولارًا. أما Switch Lite، الذي كان يعتبر الخيار الاقتصادي ضمن عائلة الأجهزة، فقد شهد هو الآخر زيادة من 200 إلى 229 دولارًا. ولم تسلم وحدات التحكم Joy-Con من الزيادة، حيث بات سعرها الرسمي 100 دولارًا بدلًا من 95 دولارًا، رغم بقاء المواصفات دون أي تحديث تقني يُذكر، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول منطقية التوقيت والهدف الحقيقي من القرار.
التداعيات الفعلية لهذا القرار بدأت تلوح في الأفق مع موجة من ردود الفعل المتباينة بين المستهلكين. فبينما عبّر بعض اللاعبين عن تفهّمهم للظروف التجارية التي قد تبرر هذا التعديل، انتقد آخرون ما وصفوه بسياسة “استنزاف السوق” في نهاية دورة حياة الجهاز. ففي وقت تتجه فيه أنظار اللاعبين نحو الجيل التالي من المنصة، تصر Nintendo على تعظيم أرباحها من الجيل الحالي، مستفيدة من الزخم الذي لا تزال تحققه ألعاب ضخمة مثل The Legend of Zelda: Tears of the Kingdom وMario Kart 8 Deluxe، التي تحافظ على مبيعات قوية رغم قدمها النسبي.
وقد ربطت Nintendo الزيادة الجديدة بارتفاع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية على الواردات القادمة من دول مثل الصين وفيتنام، وهي الأسواق التي تعتمد عليها الشركة بشكل كبير في عمليات التصنيع. هذا العامل، إضافة إلى تقلبات سعر الصرف وارتفاع كلفة المواد الخام، يدفع بالشركة إلى مراجعة خططها التسعيرية عالميًا. ورغم تأكيد الشركة أن أسعار جهاز Switch 2 القادم، إلى جانب الألعاب والاشتراكات الرقمية، لن تشهد أي تغييرات في الوقت الراهن، إلا أنها لم تستبعد تمامًا إمكانية تعديل الأسعار مستقبلًا، وهو ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام سيناريوهات مختلفة.
ويُنتظر أن تؤثر هذه الزيادات على مبيعات موسم العطلات القادم داخل الولايات المتحدة، حيث تمثل فئة العائلات والمستهلكين ذوي الميزانيات المحدودة النسبة الأكبر من قاعدة مستخدمي Switch. فقد أثبتت السنوات الماضية أن Nintendo تعتمد على قوة الألعاب الحصرية وسهولة استخدام المنصة أكثر من اعتمادها على المواصفات التقنية، لكن ارتفاع الأسعار دون تقديم تحسينات ملموسة قد يُحدث خللًا في هذه المعادلة. التحدي الآن هو الحفاظ على التوازن بين الربحية والرضا العام للجمهور، خاصة في سوق تنافسية تتغير فيها ديناميكيات الشراء بسرعة.
ورغم ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لتصفية المخزون استعدادًا لإطلاق Switch 2، مع تعزيز الإيرادات القصيرة الأمد لتعويض التكاليف المتزايدة. ومن المعروف أن Nintendo تتبع إستراتيجية فريدة في إدارة دورتها الإنتاجية، حيث تحافظ على الطلب من خلال إصدارات محدودة، وتوازن بين الإنتاج والسوق بطريقة دقيقة. لكن السؤال المطروح الآن هو: هل ستنجح هذه السياسة في الحفاظ على الزخم في مرحلة ما قبل الجيل الجديد، أم أنها ستفتح الباب أمام المنافسين مثل Sony وMicrosoft للضغط على السوق بأسعار أكثر تنافسية؟
حتى الآن، لا توجد أي مؤشرات على أن هذه الزيادات ستنتقل إلى الأسواق الأخرى مثل أوروبا أو اليابان أو الشرق الأوسط، لكن المتابعين لا يستبعدون حدوث تحركات مشابهة في الشهور المقبلة، خاصة إذا استمرت تكاليف التصنيع العالمية في الارتفاع. فالمشهد الاقتصادي والتجاري الحالي يفرض على الشركات الكبرى مراجعة خططها التسويقية والتسعيرية بشكل متواصل، وNintendo ليست استثناء.
ويبقى الأكيد أن الأيام والأسابيع القادمة ستشهد الكثير من النقاشات داخل المنتديات والمواقع المتخصصة مثل ResetEra وReddit، حيث سيحاول اللاعبون والمحللون سبر أغوار هذا القرار وتأثيراته المحتملة على مستقبل Nintendo Switch، خصوصًا وأن هذا الجهاز الأسطوري بات يشرف على نهاية دورة حياته، مع ترقب شديد لكل تسريب أو إعلان رسمي من الشركة بخصوص الجيل التالي. والسؤال الأكبر الذي يُطرح الآن هو: هل نعيش بداية نهاية Switch أم أن Nintendo ما زالت تملك أوراقًا لم تُلعب بعد؟