في واقعة غير معتادة تهز مجتمع اللاعبين وتطرح العديد من التساؤلات حول صرامة اختبارات الجودة داخل أروقة Electronic Arts، تفاجأ اللاعبون المشاركون في البيتا التجريبية للعبة EA Sports FC 26 بإمكانية الوصول الكامل إلى محتوى اللعبة الذي من المفترض أن يظل محجوبًا حتى موعد الإصدار الرسمي المرتقب في 26 شتنبر على الحاسب الشخصي وجميع أجهزة الألعاب المنزلية. هذا الاختراق غير المقصود جاء نتيجة ثغرة تقنية داخل بنية اللعبة سمحت للبعض بتجاوز القيود المفروضة على النسخة التجريبية، ما أطلق موجة من الجدل على مختلف المنصات الاجتماعية، وأعاد فتح النقاش حول مدى فعالية حماية المحتوى في النسخ المسبقة.
المصدر الأول لهذا الكشف الخطير كان حساب FUT Latest على منصة X (Twitter سابقًا)، حيث تم نشر تفاصيل تقنية تشرح كيفية الوصول إلى أطوار اللعب الكاملة، بما في ذلك المميزات غير المفترض تجربتها في هذه المرحلة. وبينما اعتاد مجتمع FIFA والآن FC على نسخ بيتا محدودة المحتوى تتيح فقط تجريب أطوار محددة مثل Kick-Off أو Ultimate Team Trials، فإن ما حدث في هذه النسخة يمثل خرقًا غير مسبوق للحدود التي ترسمها EA في اختبارات ما قبل الإطلاق، ويضع الشركة في موقف حرج أمام موجة من التسريبات.
اللافت في الأمر أن Electronic Arts لم تصدر حتى لحظة كتابة هذه السطور أي بيان رسمي توضيحي أو محاولة لمعالجة الثغرة، وهو ما دفع العديد من اللاعبين والمختصين إلى طرح تساؤلات جدية حول طبيعة الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية نسخة البيتا، خصوصًا وأن الشركة أعلنت سابقًا عن تدابير صارمة لمنع اختراق أنظمة الاختبار، أبرزها الربط بخوادم سحابية ذكية ومراقبة النشاطات الغير طبيعية عبر EA Anti-Cheat System. إلا أن هذه الثغرة على ما يبدو تسللت عبر آلية محلية في كود اللعبة، ما يعيد إلى الأذهان أزمات سابقة في ألعاب مثل FIFA 22 وBattlefield 2042، حيث تسببت اختراقات بيتا في تسريبات كبيرة.
ما يزيد من خطورة هذه الواقعة أن الوصول المبكر غير المقصود لمحتوى اللعبة الكامل قد يفسد عنصر المفاجأة الذي تعتمد عليه EA في ترويجها السنوي لسلسلة EA Sports FC، لا سيما في ظل المنافسة المحتدمة مع عناوين رياضية أخرى مثل eFootball من Konami. كما أن بعض اللاعبين بدأوا بالفعل بنشر صور ومقاطع من القوائم الداخلية وأسماء الفرق الجديدة وتشكيلات المنتخبات، بل وحتى تعديلات واجهة Ultimate Team، وهي أمور غالبًا ما تكون محور الحملات الترويجية خلال الشهر السابق للإطلاق الرسمي.
هذا النوع من الثغرات لا يمس فقط تجربة اللعب أو سياسة الحظر، بل قد تكون له تداعيات قانونية في حال تم إثبات أن بعض اللاعبين استفادوا منها لأغراض تجارية أو لجني مشاهدات على منصات مثل YouTube وTwitch وKick. وقد بدأت بالفعل بعض الحسابات في تقديم محتوى غير مصرح به، مع تعليقات ساخرة حول بطء استجابة EA وعدم تدخلها السريع لمنع المزيد من التسريبات. ويبقى السؤال الحقيقي: هل ستحاول الشركة إصدار تحديث فوري لغلق هذه الثغرة، أم ستكتفي بمراقبة الوضع في صمت حتى موعد الإصدار الرسمي؟
بعيدًا عن الجدل التقني، يرى بعض المتابعين أن هذه الحادثة، رغم سلبياتها، قد تؤدي إلى ترويج غير مباشر للعبة، خاصة وأن الفضول الجماعي حول ما تم كشفه سيدفع العديد من اللاعبين لتجربة النسخة النهائية فور صدورها. غير أن هذا النوع من التسويق القائم على أخطاء غير مقصودة يبقى سيفًا ذا حدين، قد يُكسب اللعبة شهرة في المدى القريب، لكنه في الوقت نفسه يزعزع ثقة الجمهور في جودة الإعداد والتحصين الذي يفترض أن تحظى به أي لعبة تحمل اسم EA Sports.
https://x.com/futlatestinfo/