في لحظة نادرة تمتلئ بالعاطفة والحنين، وجهت شركة Rare رسالة شكر مؤثرة إلى جمهورها، لم تكن مجرد كلمات امتنان عابرة، بل كانت صدى لمسيرة طويلة امتدت عبر عوالم متنوعة صنعتها استوديوهات Rare بعبقرية لا تتكرر. من اللاعبين المخلصين الذين غاصوا في كل لعبة من مكتبة Rare المتقنة، إلى أولئك الذين اكتفوا بتجربة عالم واحد فقط، الجميع كان جزءًا من هذه الأسطورة الرقمية التي بدأت من قلب المملكة المتحدة، وتوسعت حتى احتضنتها قلوب الملايين حول العالم. هذه اللحظة لم تكن فقط تذكيرًا بتاريخ الألعاب، بل كانت بوابة جديدة لقراءة ماضٍ سحري يعانق مستقبلًا لا يقل سحرًا.
منذ تأسيسها، لم تكن Rare مجرد استوديو لتطوير الألعاب، بل كانت منصة لصناعة الخيال. عوالمها لم تُبنَ على رموز برمجية فحسب، بل على قصص وشخصيات ارتبط بها الجمهور عاطفيًا بشكل لا يوصف. من “Banjo-Kazooie” إلى “Perfect Dark”، ومن “Conker’s Bad Fur Day” إلى “Sea of Thieves”، كل تجربة كانت عبارة عن لوحة فنية تنبض بالحياة، مرسومة بريشة مبرمجين وفنانين ومصممين تحدوا قوانين السوق، وكتبوا عناوينهم الخاصة في تاريخ الصناعة. هذا التنوع المذهل في المشاريع كان دائمًا مبنيًا على حب نادر للإبداع وجرأة في اتخاذ قرارات غير تقليدية.
الرسالة الأخيرة التي نشرتها Rare لا تأتي من فراغ، بل تعبّر عن الامتنان الحقيقي لجمهور حافظ على استمرارية استوديو يتواجد الآن ضمن منظومة Xbox Game Studios. لقد ساهم هذا الدعم الجماهيري في إبقاء عجلة الإبداع تدور وسط منافسة شرسة وسوق يتحول كل سنة. Rare لم تكن فقط رمزًا لجيل Nintendo 64 الذهبي، بل تجاوزت ذلك إلى تقديم محتوى عصري يواكب التغيّرات ويقترح مفاهيم جديدة مثل التجربة الجماعية في “Sea of Thieves” التي أصبحت واحدة من أبرز ألعاب العالم المفتوح المتصلة بالسيرفرات، وبقيت حاضرة في قوائم الأفضل منذ إطلاقها.
لكن الأهم من كل ذلك هو أن Rare لم تفقد هويتها الأصلية. الاستوديو، رغم تعاقب الإدارات والتوجهات، ظل يحتفظ بنبضه الأول، ذلك الحنين الطفولي إلى عوالم غريبة، كوميديا داخلية، شخصيات كرتونية بروح ناضجة، وأسلوب فني فريد لا يشبه أحدًا. هذه الهوية هي ما يجعل كل عودة إلى أحد ألعاب Rare بمثابة رحلة زمنية، تعيدك إلى لحظات كنت تظن أنك تجاوزتها، لكنها تعيش داخلك منذ البداية.
هذا الشكر لا يُقرأ فقط كمجرد تصريح. إنه بمثابة عهد جديد، ربما يمهد الطريق لإعلانات ضخمة مستقبلًا أو عودة لعناوين قديمة طال انتظارها مثل “Jet Force Gemini” أو “Blast Corps”، أو حتى عودة حقيقية إلى عالم “Banjo-Kazooie” الذي ما زال يشعل المنتديات والنقاشات رغم مرور أكثر من عقدين على ظهوره الأول. Rare تعرف تمامًا قيمة تراثها، ويبدو أنها تدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن الجماهير ليست مستعدة لتوديع تلك العوالم بعد.
بين صراعات السوق، وتغيّر أذواق اللاعبين، وظهور أجيال جديدة من المطورين، تظل Rare ثابتة كصخرة في نهر الألعاب الجارف. هي الاستثناء الذي يثبت أن الإبداع لا يموت، بل يعيد اختراع نفسه كلما منح فرصة. ومع هذا الشكر الذي لا يشبه أي شكر، يعيد الاستوديو تأكيد التزامه بمهمته الأصلية: صناعة السحر، بأيدي بريطانية، بروح عالمية، وبقلب نابض بالحب لكل لاعب وطأت قدماه أحد عوالم Rare يومًا ما.
https://x.com/RareLtd/status/1952327433010491560