في عالم ألعاب الفيديو، تحدث القصص غير المتوقعة في أكثر اللحظات عادية. لكن ما جرى مع اللاعب الأمريكي Emilio من مدينة Seattle تجاوز حدود المصادفة ليصبح واحدة من أكثر القصص تداولًا في مجتمع هواة الجمع والمهتمين بتاريخ أجهزة الألعاب. قصة بدأت بزيارة سريعة إلى بيعٍ منزلي بسيط، وانتهت بصفقة قيمتها 15 ألف دولار، وجهاز نادر لا يوجد منه سوى ثلاث وحدات فقط في العالم.
في صباحٍ عادي من شهر مايو، كان Emilio يتجول في أحد الأحياء الهادئة في Seattle بحثًا عن أي شيء مثير يمكن أن يضيفه إلى مجموعته الصغيرة من الأجهزة القديمة. لم يكن يتوقع أن يجد شيئًا مميزًا، خاصة وأن معظم الطاولات كانت مليئة بأجهزة DVD قديمة، وكابلات مهترئة، وهواتف لا تعمل. لكن وسط هذا الفوضى التقنية، لفت انتباهه جهاز غريب المظهر — Xbox بلونٍ برتقالي شفاف لا يشبه أي إصدار رآه من قبل. كان الجهاز يحمل شعار Halo محفورًا على سطحه، ويُعرض بسعر لا يتجاوز 50 دولارًا فقط.
تردد Emilio قليلًا. بدا الجهاز كأنه قطعة معدلة يدويًا، أو ما يُعرف بين هواة الأجهزة بـ custom mod. لم يكن متأكدًا إن كان يستحق الشراء أو إن كان مجرد تجربة فنية لأحد الهواة. لكن شيئًا ما في تصميم الجهاز لفت انتباهه، ذلك اللون البرتقالي الصافي الذي بدا احترافيًا أكثر مما يمكن أن يصنعه أي شخص في المنزل. قرر في النهاية أن يغامر، ودفع المبلغ الصغير وهو لا يعلم أن هذه الخطوة العفوية ستغيّر نظرته لعالم الجمع إلى الأبد.
بعد عودته إلى المنزل، بدأ Emilio رحلة البحث. كتب في محركات البحث كلمات مثل orange halo xbox و transparent limited edition xbox، ليُفاجأ بنتائج محدودة جدًا، تكاد لا تُذكر. وبعد ساعات من البحث في المنتديات القديمة ومجموعات Reddit لهواة الأجهزة النادرة، اكتشف المفاجأة: الجهاز الذي بين يديه هو واحد من ثلاث نسخ فقط من إصدار Halo Orange Xbox Edition الذي لم يُطرح إطلاقًا في الأسواق. والأغرب من ذلك أن النسخة التي يمتلكها هي الوحيدة التي تحمل شعار Halo الرسمي محفورًا على الهيكل الخارجي، ما يجعلها فريدة على مستوى العالم.
بحسب المعلومات التي جمعها من محبي السلسلة ومن وثائق قديمة داخل مجتمع OG Xbox Collectors، تبيّن أن هذه الأجهزة الثلاثة صُنعت خصيصًا داخل شركة Microsoft كهدية شخصية لأحد الموظفين الكبار الذين شاركوا في تطوير أول لعبة Halo: Combat Evolved. لم يكن المقصود منها البيع أو العرض التجاري، بل كانت تذكارية تمامًا — وهذا ما يفسر عدم وجود أي إعلان رسمي عنها أو صور ترويجية في أرشيف Microsoft أو مجلات الألعاب القديمة.
وللتأكد من صحة ما توصل إليه، تواصل Emilio مع أحد أبرز جامعي الأجهزة القديمة على منصة YouTube، وهو صاحب قناة MetalJesusRocks الشهيرة. وافق الأخير على لقاء Emilio لتصوير مراجعة خاصة للجهاز والتحقق من أصالته. وعندما ظهر الفيديو لأول مرة، انتشر بسرعة مذهلة في مجتمع اللاعبين، وحصد آلاف المشاهدات خلال أيام قليلة. لم يكن الناس مصدقين أن هناك جهاز Xbox برتقالي رسمي من Microsoft، حتى ظهرت العلامات المميزة على الجهاز وأكد الخبراء أصالته بنسبة شبه كاملة.
يقول Emilio في الفيديو، وهو يعرض الجهاز أمام الكاميرا بابتسامة لا تخلو من الدهشة:
“لم أكن أتوقع أن أجد شيئًا كهذا في بيعٍ منزلي. ظننت أنه مجرد تعديل محلي، لكن اتضح أنه قطعة من تاريخ Xbox نفسه.”
الضجة التي أثارها هذا الاكتشاف كانت كبيرة جدًا، خصوصًا بين من يُعرفون باسم Retro Hardware Collectors، أي أولئك الذين يجمعون أجهزة الألعاب النادرة والإصدارات المحدودة. بدأ Emilio يتلقى عروض شراء من جميع أنحاء العالم — من اليابان، ألمانيا، كندا، وحتى الإمارات — وكل منهم يعرض مبلغًا أعلى من الآخر. في البداية، لم يكن راغبًا في البيع، لكن مع مرور الوقت، ومع إدراكه لحجم الطلب على هذه النسخة، قرر في النهاية أن يستفيد من الفرصة النادرة.
بعد حوالي عام من الاكتشاف، في أبريل 2025، أبرم Emilio صفقة مع أحد جامعي الأجهزة الخاصة في الولايات المتحدة مقابل 15,000 دولار أمريكي. كانت الصفقة تتم بشكل سري عبر وسيط مختص بجمعيات المزادات الخاصة، وتم التحقق من الجهاز وتوثيقه قبل التسليم. وهكذا، تحوّل جهاز اشتراه بخمسين دولارًا فقط إلى كنز قيمته آلاف الدولارات، لتصبح قصته من أشهر حكايات الصدفة في عالم الألعاب.
لكن القصة لا تنتهي هنا. بعد مرور أشهر على انتشار القصة، بدأت الأسعار العامة لإصدار Halo Orange Xbox ترتفع تدريجيًا على مواقع المزادات والمتاجر الرقمية. فوفقًا لتحديثات موقع PriceCharting في أكتوبر 2025، يبلغ متوسط سعر النسخة المستعملة من هذا الجهاز حوالي 233.47 دولارًا بدون الصندوق الأصلي، بينما تُقدّر النسخة الكاملة مع الصندوق بحوالي 326.86 دولارًا. أما النسخ الجديدة أو المختومة من المصنع — إن وُجدت — فقد تصل قيمتها إلى 784 دولارًا بحسب التقديرات الأخيرة.
وفي متاجر متخصصة مثل Anubis Game Hobby، تُعرض نسخ شبه كاملة من الجهاز بأسعار تقترب من 460 دولارًا، وهو مبلغ يُظهر أن السوق لم يعد ينظر إلى الجهاز كمجرد قطعة تذكارية، بل كاستثمار محتمل طويل الأمد.
اللافت في القصة هو كيف جمعت بين عنصر الحظ والفضول والشغف. Emilio لم يكن تاجرًا أو جامعًا محترفًا، بل لاعبًا عاديًا يحب الأجهزة القديمة ويستمتع بالبحث عنها في الأسواق المحلية. هذا النوع من القصص يُعيد للأذهان فكرة أن عالم الألعاب ليس مجرد صناعة رقمية، بل ذاكرة حية مليئة بالمفاجآت. في كل زاوية من متجرٍ صغير أو بيعٍ منزلي قد تختبئ قطعة من تاريخ التكنولوجيا تنتظر من يكتشفها.
وبينما يُسلّط الإعلام الضوء عادة على صفقات البيع الضخمة في المزادات الكبرى، مثل بيع نسخة Nintendo World Championships مقابل مئات الآلاف من الدولارات، فإن قصة Emilio تذكّرنا بأن بعض الاكتشافات لا تحتاج إلى قاعات فخمة أو مستثمرين كبار — بل إلى عيونٍ مفتوحة، وقلبٍ يعشق الماضي.
اليوم، لا يزال اسم Halo Orange Xbox يتردد في المنتديات والمجتمعات المهتمة بالألعاب القديمة، كرمز للندرة والحظ الجميل. وقد أصبح Emilio نفسه رمزًا لهواة الجمع الجدد، الذين يحلمون بأن يجدوا يومًا ما شيئًا مشابهًا، ربما في ركنٍ منسي من متجر ألعاب قديم، أو في صندوق غبارٍ داخل مرآب بيتٍ ناءٍ. فالعبرة في النهاية ليست في القيمة المادية فقط، بل في القصة التي يحملها كل جهاز، وفي الذكريات التي تعود بنا إلى زمنٍ أبسط، حين كانت الألعاب تُقاس بالدهشة لا بالرسوميات.
وهكذا تبقى قصة Emilio تذكيرًا دائمًا بأن عالم ألعاب الفيديو ما يزال مليئًا بالمفاجآت، وأن الماضي يخبئ كنوزه لمن يعرف كيف ينظر إليه — بهدوء، وبشغف، وبشيء من الحظ.