في خطوة أسعدت محبي ألعاب المغامرات الفنية، أعلنت شركة Playdigious بالتعاون مع فريق التطوير السويدي Wishfully عن قدوم اللعبة المذهلة Planet of Lana إلى الهواتف الذكية بنظامي Android و iOS يوم التاسع من دجنبر المقبل، بسعر يبلغ 8.99 دولارًا. هذا الإصدار الجديد يفتح الباب أمام جمهور أوسع لاكتشاف واحدة من أكثر الألعاب المستقلة تميزًا من حيث الأجواء البصرية والتجربة العاطفية التي تقدمها.
اللعبة، التي نالت استحسان النقاد فور صدورها على الحاسب الشخصي وأجهزة Xbox و PlayStation، تأخذ اللاعبين في رحلة مؤثرة عبر كوكب غامض تزخر مناظره الطبيعية بالألوان المائية الدافئة، والمخلوقات الغريبة التي تجمع بين الجمال والرهبة. تدور أحداث Planet of Lana حول فتاة شجاعة تُدعى Lana، تنطلق في مغامرة لإنقاذ أختها المختطفة وسط عالم يختلط فيه السكون بجمال الطبيعة مع خطر الكائنات الآلية الغازية.
اللافت في التجربة ليس القصة وحدها، بل الطريقة التي تُروى بها؛ فبدلًا من الاعتماد على الحوارات أو النصوص الطويلة، تبني اللعبة سردها من خلال المشاهد الصامتة، وتفاصيل البيئة، وحركات الشخصيات. هذه المقاربة الفنية جعلت منها أقرب إلى فيلم رسوم متحركة تفاعلي، حيث تُنقل المشاعر عبر الألوان، والإضاءة، والموسيقى التصويرية التي وضعها المؤلف السويدي المعروف Takeshi Furukawa، الذي سبق له العمل على موسيقى The Last Guardian.
الإصدار القادم على الهواتف يعدّ نقلة نوعية لتجربة Planet of Lana، خاصة مع الواجهة التي صُممت بعناية لتناسب اللمس، دون الإخلال بجوهر اللعبة الأصلي أو إحساسها السينمائي. شركة Playdigious، المعروفة بتقديم نسخ متنقلة عالية الجودة لألعاب شهيرة مثل Dead Cells و Spiritfarer، أكدت أن هذا الإصدار لن يكون مجرد “نقل تقني”، بل تجربة مصقولة بالكامل لتناسب الشاشات الصغيرة مع الحفاظ على الأداء والسلاسة البصرية.
من الجدير بالذكر أن الإعلان تزامن مع تأكيد Wishfully على أن العمل جارٍ على جزء ثانٍ من السلسلة، من المقرر أن يصدر خلال العام المقبل. هذا الجزء المنتظر سيواصل القصة في عالم اللعبة الساحر، ما يوحي بأن استوديو التطوير يخطط لتحويل هذه التجربة المستقلة إلى سلسلة متكاملة، تجمع بين الفن البصري العميق والرسائل الإنسانية الهادئة.
أحد المصممين داخل الفريق وصف اللعبة بأنها “رحلة عن الأمل، والانسجام بين الإنسان والطبيعة، حتى في أحلك الظروف”. هذا التوجه الفني يظهر بوضوح في كل لحظة داخل اللعبة؛ من تسلق الجبال المزهرة إلى الهروب من المخلوقات العملاقة وسط مناظر غامرة تشبه لوحات زيتية متحركة. لا تقدم Planet of Lana التحديات المعتادة في ألعاب الأكشن، بل تختار بدلاً من ذلك الاعتماد على الألغاز الذكية والتفاعل البيئي، ما يجعلها تجربة مريحة وملهمة في الوقت نفسه.
من المتوقع أن تحافظ اللعبة على معدل أداء مستقر على الأجهزة الحديثة بفضل التحسينات التقنية التي أُجريت على نظام الإضاءة والمؤثرات الفيزيائية. أما على صعيد القصة، فيبدو أن الجزء القادم سيكشف المزيد من الأسرار حول الكوكب الغامض وأصل الكائنات التي تهدد سكانه، ما يثير حماس اللاعبين الذين تعلقوا بالعالم الفريد الذي ابتكره الاستوديو.
المثير أن Planet of Lana استطاعت منذ إصدارها الأول أن تترك بصمتها بين ألعاب الإندي بفضل رؤيتها الفنية الخاصة، التي تمزج بين روح المغامرة الكلاسيكية والرسائل الإنسانية المعاصرة. وبينما ننتظر انطلاقتها على الهواتف هذا دجنبر، يبدو أن عالمها الهادئ والمفعم بالأمل سيجد موطئ قدم جديدًا بين عشاق الألعاب المحمولة، الذين يبحثون عن تجربة تتجاوز حدود الترفيه إلى التأمل.
“رحلة عن الأمل، والانسجام بين الإنسان والطبيعة، حتى في أحلك الظروف.” — أحد مطوري Wishfully
مع النجاح الذي تحققه الإصدارات المحمولة للألعاب المستقلة مؤخرًا، يبدو أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لتوسع أكبر في عالم Planet of Lana. وإذا ما حافظت اللعبة على جمالها البصري وسلاسة تحكمها كما في النسخ السابقة، فقد تكون واحدة من أبرز إصدارات نهاية عام 2025 على الهواتف الذكية.