في خطوة أثارت حماس جمهور سلسلة Avatar حول العالم، أعلنت شركة Gameplay Group عن استعدادها لإطلاق اختبارات الألفا المغلقة للعبة القتال المرتقبة Avatar Legends: The Fighting Game. الإعلان قد يبدو بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه يحمل في طياته الكثير من الإشارات المهمة حول المشروع الذي يسعى لإحياء عالم Avatar بأسلوب قتال تنافسي، في محاولة لتقديم تجربة مستوحاة من روح الأنمي، ولكن برؤية تفاعلية حديثة قد تجعل عشاق الألعاب القتالية يضعون هذا العنوان ضمن قائمة الانتظار. فبعد سنوات من الغياب عن ساحة ألعاب القتال الحقيقية، يبدو أن هذا المشروع يريد أن يقدّم شيئًا مختلفًا، بعيدًا عمّا عودتنا عليه الألعاب السينمائية التقليدية المبنية على أعمال كرتونية شهيرة. هنا نحن أمام لعبة تسعى لتكون لعبة قتال “حقيقية” بمعنى الكلمة، حيث التركيز على المهارات، الاستراتيجية اللحظية، وردّة الفعل الذكية، وليس مجرد سرد قصة ومشاهدة شخصيات تتحرك تلقائيًا دون عمق.
ما يزيد الإثارة هو أن النسخة الألفا المغلقة ستشمل 4 شخصيات أساسية يمكنك اللعب بها: Aang، و Korra، و Katara، و Zuko. اختيار هذه الشخصيات الأربعة ليس صدفة — كل واحد منهم يمثل مدرسة مختلفة وأساليب قتال متنوّعة تعتمد على قدرات “التحكم بالعناصر” أو الـBending، وهي الميزة الأساسية التي صنعت تفرّد عالم Avatar. فلدينا Aang بشخصيته المرحة ولكن قوّته الهائلة كـAirbender، و Korra التي تمزج بين القوة الجسدية والبراعة الروحية كـAvatar جديد قادم من عالم The Legend of Korra، ثم Katara بقتالها الرشيق القائم على الـWaterbending وتوازنها بين الهجوم والدفاع، وأخيرًا Zuko، الشخصية المحبوبة ذات القصة الدرامية العميقة، والذي سيجلب معه قوة الـFirebending وخصائصه الهجومية السريعة. وجود هذه الشخصيات في أول اختبار عملي للعبة يوحي بأن اللعبة تُبنى على أساس التنوع التكتيكي، وليس مجرد تجميع شخصيات بهدف التسويق. وكأن الفريق يخبرنا: “نحن نبدأ بالأساسيات… وما سيأتي لاحقًا قد يكون أوسع وأغنى.”
اللافت في الإعلان أن الشركة لم تكشف بعد عن موعد انطلاق هذه الاختبارات، تاركة الأمر ضمن عبارة غامضة جذبت الأنظار: سيتم الإعلان قريبًا. هذه الطريقة المعتادة للتشويق في الصناعة لم تعد تزعج اللاعبين كما السابق، بل صارت جزءًا من اللعبة الإعلامية المعتادة. فبكل صراحة، من في عالم ألعاب الفيديو اليوم لا يحب انتظار “التفاصيل القادمة”؟ خصوصًا حين يتعلق الأمر بعالم له هذا الكم من الشعبية، وشخصيات تربى عليها جيل كامل وعاد إليها الجيل الجديد عبر البث الرقمي. ومع ذلك، فإن غياب التفاصيل الدقيقة يجعلنا نتساءل: هل اللعبة ما تزال في مراحل مبكرة جدًا؟ أم أن الفريق يحضّر لحملة ترويج قوية مصحوبة بعروض وتجارب تدريجية، ربما شبيهة بما فعلته ألعاب قتالية حديثة مثل Project L من Riot Games؟ مهما يكن، فإن مجرد ذكر أن اللعبة دخلت مرحلة اختبار فعلي يعني أن المشروع يتحرك بخطوات ثابتة، وأن اللاعبين لن ينتظروا سنوات طويلة لتجربته. والأهم أن إطلاق ألفا مغلقة يعني أن الفريق يريد الاستماع للمجتمع قبل بناء الأساس النهائي لطريقة اللعب، وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي على النضج في التعامل مع مشروع يعتمد على دقة التوازن والقتال المنافس.
وبعيدًا عن الجانب التقني، هناك جانب عاطفي مهم لا يمكن تجاهله؛ عالم Avatar ليس مجرد قصة عادية، بل عالم ثقافي وروحي وجمالي يحمل مزيجًا بين الفلسفة الشرقية والتوازن بين الطبيعة والإنسان، وبين الصراعات الداخلية والخارجية. لذلك فإن رؤية هذا العالم يُترجم إلى لعبة قتال ليست مهمة سهلة. اللعبة لا يجب أن تكون مجرد ضربات سريعة وتأثيرات بصرية، بل عليها أن تنقل روح الانضباط، التدرّب، التحكم بالعناصر، والعلاقة بين اللاعب وقدرته على قراءة الخصم وتوقع تحركاته. ولو عرف الفريق كيف يمزج بين متعة الـFighting Game التقليدية وروح Avatar الأصيلة، قد نكون أمام مشروع مميز يحفظ مكانًا خاصًا في ذاكرة اللاعبين. تَخيّل للحظة أن اللعبة تتطور مع مرور الوقت وتضيف شخصيات مثل Toph، Azula، أو حتى أبطال وأشرار من عصور مختلفة داخل تاريخ الـAvatar Universe… عندها سنشهد حالة hype حقيقية تتوسع تدريجيًا بدل ضجة لحظية تختفي بسرعة. وكأن اللاعبين سيقولون لأنفسهم: “أخيرًا لعبة Avatar لا تعتمد فقط على المشاهد السينمائية، بل لعبة نقاتل فيها حقًا، نتحسن، ونتعلم كما يفعل الـbenders في القصة.”
في الختام، قد يكون هذا الإعلان مجرد بداية صغيرة في مشروع طموح، لكنه كفيل بإعادة إشعال حماس محبي هذا العالم الأسطوري. ومع غياب موعد محدد حاليًا لبدء اختبار الألفا، يبقى الفضول هو سيّد الموقف بانتظار التفاصيل في الأسابيع المقبلة. وبين الحماس والتساؤلات، تبرز جملة رمزية تعبّر عن ما ينتظره اللاعبون: التوازن هو أساس كل شيء، وحتى في الألعاب… التوازن يصنع الجودة. وإذا استطاعت Avatar Legends: The Fighting Game تحقيق هذا التوازن بين العمق والمتعة، وبين الأصالة والابتكار، فقد نجد أنفسنا أمام عنوان يحمل روح العمل الأصلي ويعيد إحياء الحماس القديم بلمسة حديثة تليق بجمهور الجيلين معًا. حتى ذلك الحين، سنبقى نراقب بصبر ونستعد لطي صفحة جديدة في تاريخ ألعاب Avatar، لعله يكون هذه المرة فصلًا مشرقًا مليئًا بالمهارات، الانفعالات، والدقات القتالية المتقنة.