نجاح ساحق لـ Donkey Kong Bananza بعد بيع 3.49 ملايين نسخة عالميًا

جاح ساحق لـ Donkey Kong Bananza بعد بيع 3.49 ملايين نسخة عالميًا

تواصل Nintendo تحقيق نجاحات قوية مع أحدث إصداراتها، وهذه المرة جاء الدور على لعبة Donkey Kong Bananza، التي أثبتت أن ملك الغابة ما زال يتمتع بشعبية جارفة بعد مرور عقود على ظهوره الأول. فوفقًا للتقرير المالي للربع الثاني من السنة المالية الحالية – والذي يغطي الفترة حتى شتنبر – أعلنت الشركة اليابانية أن اللعبة باعت 3.49 ملايين نسخة حول العالم منذ صدورها يوم 17 يوليوز الماضي، أي خلال فترة لا تتجاوز شهرين ونصف فقط. رقم مذهل بكل المقاييس، خصوصًا إذا علمنا أنها ليست لعبة “ماريو” جديدة، بل مغامرة ثلاثية الأبعاد لبطل عاش أجيالًا طويلة في ذاكرة اللاعبين.

هذا الإنجاز يجعل Donkey Kong Bananza ثاني أنجح عناوين جهاز Switch 2 حتى الآن، متقدمة على معظم الألعاب الأخرى، ولا يسبقها سوى Mario Kart World الذي يواصل تحطيم الأرقام كعادته. ومع أن المقارنة بين اللعبتين قد تبدو غير عادلة نظرًا لشعبية Mario Kart الأسطورية، فإن أرقام Donkey Kong لا تقل إثارة للإعجاب. فمن الواضح أن اللعبة تجاوزت بسهولة مبيعات العديد من أجزاء السلسلة السابقة، بل وتفوقت على مجمل مبيعات بعض عناوينها القديمة في مدى عمرها بالكامل، وهو ما يدل على الحفاوة التي استقبلها بها اللاعبون منذ لحظة إطلاقها.

أما Mario Kart World، فقد بيع منه أكثر من 9.57 ملايين نسخة منذ طرحه يوم 5 يونيو، معظمها كنسخ مرفقة مع الجهاز أو في يوم الإطلاق. ومع وجود أكثر من 10 ملايين مستخدم لجهاز Switch 2 حتى الآن، يبدو أن تقريبًا كل مالك للجهاز حصل على نسخة من لعبة السباقات الشهيرة. هذا التفوق مفهوم بالنظر إلى مكانة Mario Kart كواحدة من أنجح سلاسل Nintendo على الإطلاق، حيث ما زال Mario Kart 8 Deluxe على الجهاز الأصلي يحقق مبيعات ضخمة بعد سنوات طويلة من صدوره. ومع ذلك، يبقى إنجاز Donkey Kong لافتًا لأنه جاء من عنوان مختلف تمامًا في الأسلوب والجمهور المستهدف.

اللافت أن Bananza لا تُعد مجرد إصدار جديد فحسب، بل هي بمثابة ولادة جديدة للسلسلة. فالمبيعات التي حققتها خلال أسابيع قليلة تعادل أكثر من نصف ما حققته لعبة Donkey Kong Country Returns الصادرة سنة 2010 على جهاز Wii، والتي باعت 6.53 ملايين نسخة على مدار سنوات. كما تفوقت بفارق شاسع على Donkey Kong Jungle Beat التي صدرت على GameCube بين 2004 و2005 وحققت فقط 1.34 مليون نسخة. وإذا عدنا إلى الماضي أكثر، سنجد أن Bananza تخطت مبيعات Donkey Kong Country 3: Dixie Kong’s Double Trouble! الصادرة سنة 1996 والتي توقفت عند 3.51 ملايين نسخة، رغم كونها من كلاسيكيات حقبة Super Nintendo. هذه المقارنة وحدها تبرز حجم الإقبال الجماهيري على الإصدار الجديد، وكأن السلسلة استعادت مكانتها الذهبية من تسعينيات القرن الماضي.

المتابعون يرون أن هذا الأداء التجاري المبكر ليس مجرد صدفة، بل نتيجة استراتيجية واضحة من Nintendo لإعادة إحياء عناوينها الكلاسيكية بطريقة تلائم الأجيال الجديدة. فاللعبة تمثل أول مغامرة ثلاثية الأبعاد كاملة لـ Donkey Kong منذ سنوات طويلة، وقد استفادت من قدرات Switch 2 التقنية لتقديم عالم نابض بالحياة، مليء بالتفاصيل والغابات والألوان التي تجذب الصغار والكبار على حد سواء. إلى جانب ذلك، أضافت Nintendo لمسات حديثة في أسلوب اللعب، مثل التنقل الحر بين المستويات، والتعاون الجماعي، والتنوع الكبير في البيئات، ما جعل التجربة أكثر انفتاحًا وثراءً من أي وقت مضى.

خلال موسم العطلات المقبل، يُتوقع أن تستمر مبيعات اللعبة في الارتفاع بشكل كبير، خاصة مع الإقبال المعتاد على شراء الألعاب الجديدة كهدايا. ويُرجح أن تصل Donkey Kong Bananza إلى أرقام مضاعفة بنهاية السنة المالية في مارس المقبل. هذا النوع من الإصدارات عادة ما يحقق أداء طويل الأمد، خصوصًا عندما يُطرح في بداية دورة حياة جهاز جديد، مما يمنحه ميزة الوجود الدائم في قوائم المبيعات لسنوات. وقد عبّر بعض المحللين عن ثقتهم بأن اللعبة ستتجاوز بسهولة حاجز الخمسة ملايين نسخة قبل حلول الصيف القادم، لتصبح واحدة من أنجح عناوين Nintendo في الجيل الجديد.

من الناحية الرمزية، يمثل نجاح Bananza نهاية فترات الركود الطويلة التي عرفتها السلسلة. فمنذ التسعينيات، مرّت Donkey Kong بمراحل غياب متكررة، حيث لم تكن تصدر سوى ألعاب متباعدة تفصل بينها سنوات عديدة. لكن يبدو أن هذه الحقبة انتهت، فالإقبال الكبير على اللعبة الجديدة يعيد التأكيد على مكانة الشخصية كرمز أساسي في عالم Nintendo إلى جانب Mario وZelda وKirby. وقد أشار أحد المحللين في تقريره إلى أن «أيام الجفاف الطويلة لسلسلة Donkey Kong قد ولّت، والمستقبل يبدو أكثر ازدهارًا من أي وقت مضى».

هذا النجاح يعكس أيضًا نضج فريق التطوير داخل Nintendo EPD الذي أشرف على العمل. فبعد سنوات من التركيز على سلاسل Mario وZelda، استطاعت الشركة منح Donkey Kong الاهتمام الكامل الذي يستحقه. اللعبة ليست فقط تجربة ترفيهية، بل أيضًا استعراض لقدرات Switch 2 على تقديم عوالم ثلاثية الأبعاد غامرة وسلسة الأداء. ومن الواضح أن هذا الإصدار سيشكل مرجعًا لمشاريع الشركة المستقبلية في كيفية إعادة إحياء علامات كلاسيكية بطريقة تحافظ على روحها الأصلية وتواكب في الوقت نفسه متطلبات السوق الحديثة.

في النهاية، تبدو Nintendo واثقة من أن Bananza لن تكون مغامرة عابرة. فكل المؤشرات تشير إلى أن الشركة تخطط لجعلها بداية حقبة جديدة للسلسلة، ربما تتبعها أجزاء إضافية أو حتى توسعات مستقبلية. واللاعبون من جانبهم متحمسون لمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه مغامرات Donkey Kong القادمة، خاصة بعد أن استعادت الشخصية مكانتها كواحدة من أعمدة الشركة التاريخية. وبين الحنين إلى الماضي والطموح للمستقبل، يتضح أن Nintendo نجحت مرة أخرى في تحقيق المعادلة الصعبة: الجمع بين الأصالة والتجديد.

Related posts

نسخة RollerCoaster Tycoon 3 الفيزيائية تصل إلى Switch وPS5 في مارس 2026

تعريب Guns of Fury من قبل فريق Gaming Republic

توسع غير مسبوق في Moroccan Game Jam: أكثر من مدينة مغربية تستقبل النسخة الثانية