في خطوة طال انتظارها من عشاق Nintendo حول العالم، كشفت تقارير صادرة عن موقع ProductionList المتخصص في تتبع المشاريع السينمائية قيد التطوير، أنّ فيلم The Legend of Zelda قد دخل رسميًا مرحلة الإنتاج، ما يعني أن عجلة التصوير بدأت بالفعل. الخبر أشعل حماس جمهور السلسلة الذي انتظر لسنوات رؤية عالم Hyrule يتحول إلى تجربة سينمائية حقيقية، تجمع بين روح المغامرة وسحر الخيال الذي ميّز الألعاب منذ بدايتها على أجهزة Nintendo.
بحسب المعلومات الأولية، يُتوقع أن يُعرض الفيلم في قاعات السينما خلال شهر ماي من سنة 2027، وهو موعد يبدو بعيدًا، لكنه منطقي بالنظر إلى ضخامة المشروع وطموح الفريق القائم عليه. فالشراكة التي تجمع بين Nintendo وSony Pictures تمنح العمل بعدًا غير مسبوق، إذ تُعد هذه المرة الأولى التي تتعاون فيها الشركتان في إنتاج فيلم ضخم يستند إلى علامة ألعاب الفيديو الأسطورية. ومن الواضح أن الهدف هو الوصول إلى تجربة بصرية وسردية تليق باسم Zelda، وتُرضي أجيالًا من اللاعبين الذين نشأوا على قصص Link والأميرة Zelda والمعارك الملحمية ضد الشرير Ganon.
لم يُكشف بعد عن الممثلين الذين سيؤدون الأدوار الرئيسية، كما لا توجد تفاصيل مؤكدة حول المخرج أو فريق الكتابة، لكن المصادر المقربة تشير إلى أن المشروع يُدار بسرية تامة داخل استوديوهات Sony، مع مشاركة مباشرة من منتجي Nintendo لضمان الحفاظ على هوية السلسلة وروحها الأصلية. وقد علّق أحد المطلعين قائلاً: “هذا ليس مجرد اقتباس، بل محاولة لنقل أسطورة Zelda إلى الشاشة الفضية بروح تحترم اللعبة وتوسع عالمها بطريقة لم نشهدها من قبل.” هذه الجملة وحدها كفيلة بإثارة فضول محبي السلسلة الذين يترقبون أي تفصيل جديد بشغف.
ومن المثير للاهتمام أن Nintendo أصبحت أكثر انفتاحًا على عالم السينما في السنوات الأخيرة، خاصة بعد النجاح الساحق لفيلم The Super Mario Bros الذي تجاوز مليار دولار من الإيرادات في شباك التذاكر العالمي. ذلك النجاح شجّع الشركة على تحويل مزيد من عناوينها الشهيرة إلى أفلام، ضمن خطة مدروسة تهدف إلى توسيع حضورها خارج سوق الألعاب. وبالنظر إلى الشعبية الأسطورية التي تحظى بها سلسلة The Legend of Zelda منذ إصدارها الأول سنة 1986، يبدو أن الفيلم القادم مرشح لأن يكون الحدث السينمائي الأكبر في تاريخ ألعاب الفيديو.
حتى الآن، لم تُعلن Nintendo رسميًا عن تفاصيل الإنتاج أو الملصق الترويجي الأول، لكن تزامن هذه الأخبار مع تحركات داخل مواقع التوظيف السينمائي يوحي بأن عجلة العمل تسير بخطى ثابتة. بعض المتابعين يعتقدون أن الفيلم سيعتمد على مزيج من التصوير الحي والمؤثرات البصرية المتقدمة، على غرار أفلام مثل The Lord of the Rings أو Avatar، بينما يراهن آخرون على أن الأسلوب سيكون أقرب إلى الطابع الواقعي الذي قدمته اللعبة في إصدارات مثل Breath of the Wild وTears of the Kingdom. وفي كلتا الحالتين، يبدو أن المشروع يسعى إلى تقديم تجربة فنية ضخمة تُعيد تعريف اقتباسات ألعاب الفيديو في السينما.
الاهتمام الإعلامي بالفيلم ليس مفاجئًا، فاسم Zelda وحده يكفي لجذب الأنظار. اللعبة نفسها ليست مجرد مغامرة تقليدية، بل هي تجربة متكاملة تمزج بين الألغاز والاستكشاف والموسيقى الساحرة التي رسّختها في ذاكرة اللاعبين لعقود. لذا من الطبيعي أن يتعامل الفريق مع الفيلم كملحمة أسطورية أكثر من كونه مشروعًا تجاريًا. وقد أكدت Nintendo في أكثر من مناسبة أنها تسعى إلى الحفاظ على “روح الابتكار والدهشة” التي تميز كل إصدار من السلسلة، ومن المرجح أن تمتد هذه الفلسفة إلى الفيلم أيضًا.
إذا نظرنا إلى جدول الإنتاج المعلن، فمن المحتمل أن يمتد التصوير على مدى أكثر من عام، يليه العمل الطويل على المؤثرات البصرية والمونتاج والموسيقى التصويرية، ما يفسر تحديد موعد بعيد للإصدار. ويُقال إن جزءًا من التصوير سيتم في مواقع طبيعية مستوحاة من المناظر الجبلية والغابات، لمحاكاة أجواء مملكة Hyrule. هذا التوجه الواقعي قد يمنح الفيلم بعدًا بصريًا مدهشًا، خصوصًا إذا تم توظيف تقنيات التصوير الحديثة مثل الكاميرات الرقمية عالية الديناميكية وتقنيات الـCGI المتطورة المستخدمة في إنتاج أفلام Marvel وAvatar.
من جهة أخرى، يرى بعض النقاد أن هذا التعاون بين Nintendo وSony قد يحمل أبعادًا مثيرة من الناحية التجارية أيضًا، إذ يجمع بين اثنتين من أكبر القوى الإبداعية في عالم الترفيه، رغم أنهما منافستان في سوق الألعاب. لكن حين يتعلق الأمر بالسينما، يبدو أن المصالح المشتركة تتغلب على المنافسة، فنجاح الفيلم يعني توسع سوق اقتباسات الألعاب وتعزيز ثقة الجمهور والمستثمرين في هذا النوع من المشاريع. ومن غير المستبعد أن يفتح هذا التعاون الباب أمام مزيد من الأعمال المشتركة في المستقبل، خاصة إذا لقي الفيلم النجاح المتوقع.
الجمهور من جهته بدأ فعلاً بتبادل التوقعات على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تزايدت النقاشات حول من الأنسب لتجسيد شخصية Link، وما إذا كان الفيلم سيعتمد قصة أصلية أم يقتبس مباشرة من إحدى الألعاب الشهيرة مثل Ocarina of Time أو Twilight Princess. وآراء الجماهير منقسمة؛ فالبعض يريد قصة وفية تمامًا للعبة، بينما يفضل آخرون رؤية سرد جديد يحتفظ بالروح دون التقيد بالتفاصيل. في كل الأحوال، الحماس واضح، والتفاعل الهائل مع الخبر يعكس مكانة Zelda في وجدان اللاعبين على اختلاف أجيالهم.
وفي انتظار الكشف الرسمي عن فريق العمل والإعلان التشويقي الأول، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة. لكن المؤكد أن Nintendo دخلت مرحلة جديدة من التوسع الإبداعي، والفيلم القادم سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على تحويل واحدة من أعظم أساطير ألعاب الفيديو إلى عمل سينمائي يليق بتاريخها العريق. وإذا نجح المشروع كما هو متوقع، فقد نشهد خلال السنوات المقبلة موجة جديدة من الأفلام المستوحاة من عناوين الشركة، ما سيجعل Nintendo لاعبًا رئيسيًا في صناعة الترفيه البصري، إلى جانب مكانتها الراسخة في عالم الألعاب.
الوقت وحده سيكشف ما إذا كان فيلم The Legend of Zelda سيحافظ على سحر السلسلة الأصلية أم سيحاول رسم طريق جديد، لكن لا شك أنه من أكثر المشاريع المنتظرة في السنوات القادمة. وبين ترقب الجماهير وهدوء Nintendo المعتاد، يبدو أن المغامرة السينمائية الكبرى قد بدأت بالفعل.