في أحدث تقاريرها المالية، كشفت شركة Nintendo عن أداء مبهر لسلسلة ألعابها على جهازها الجديد Nintendo Switch 2، مؤكدة أن الزخم التجاري الذي يرافق الجهاز منذ إطلاقه لا يزال في تصاعد مستمر. فقد حققت لعبة Mario Kart World إنجازًا جديدًا بوصولها إلى 9.57 مليون نسخة مباعة، وهي أرقام تضعها بسهولة ضمن قائمة أكثر الألعاب نجاحًا على الجهاز. المثير أن نحو 80% من هذه المبيعات جاءت ضمن حزمة مدمجة مع الجهاز، ما يعكس ذكاء ننتندو التسويقي في الجمع بين العناوين المحبوبة وأجهزة الكونسول الحديثة لتسريع وتيرة التبني من قبل المستخدمين الجدد.
من جهة أخرى، وضمن الأداء اللافت لألعاب الشركة، استطاعت Donkey Kong Bananza أن تسجل 3.49 مليون نسخة مباعة خلال ثلاثة أشهر فقط من إطلاقها، وهو رقم يُعد رائعًا بالنظر إلى أن اللعبة صدرت في منتصف موسم مزدحم بالإصدارات الضخمة. وبحسب التحليل الداخلي لشركة ننتندو، فإن اللعبة تجاوزت التوقعات الأولية التي كانت تقدر بمبيعات في حدود المليونين فقط خلال الربع الأول من عمرها. هذا الأداء القوي يعيد شخصية Donkey Kong إلى دائرة الضوء بعد سنوات من الغياب النسبي، ويؤكد أن السلسلة ما تزال تملك سحرها الخاص وقدرتها على جذب اللاعبين القدامى والجدد على حد سواء.
مع اقتراب موسم الأعياد الغربي، تشير التوقعات إلى أن كلتا اللعبتين ستشهدان ارتفاعًا إضافيًا في المبيعات، خاصة بفضل العروض الترويجية القوية التي اعتادت ننتندو إطلاقها في هذا الوقت من السنة. تجارب السنوات الماضية تثبت أن نهاية السنة تمثل دائمًا فترة ذهبية لمبيعات الشركة، إذ يميل الكثير من المستهلكين لشراء أجهزة الألعاب كهدايا، خصوصًا عندما تترافق مع عناوين ضخمة مثل Mario Kart وDonkey Kong. ولا يبدو أن Nintendo ستفوت الفرصة هذه المرة، خاصة مع ازدياد الطلب العالمي على Switch 2 بعد النجاحات التي حققها منذ صدوره في يونيو الماضي.
ويبدو أن النجاح لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يواصل جهاز Nintendo Switch 2 تعزيز موقعه كأحد أنجح أجهزة الشركة في التاريخ الحديث. فمع الأداء القوي لعناوينها الأولى، تستعد ننتندو لإطلاق موجة جديدة من الألعاب الحصرية خلال الأشهر القادمة، يتصدرها الإصدار المنتظر Pokémon Legends الذي تمكن من بيع 6 ملايين نسخة في أسبوعه الأول فقط، ما يشير إلى أن عام 2025 سيكون عامًا مليئًا بالنجاحات التجارية الضخمة للشركة. هذه الأرقام تدل بوضوح على أن ننتندو نجحت في إعادة صياغة استراتيجيتها الترفيهية بشكل يجعل من كل منتج تطلقه تجربة متكاملة بين الجهاز والمحتوى.
في الواقع، لا يُمكن الحديث عن هذه الأرقام دون الإشارة إلى الذكاء في أسلوب التسويق الذي تتبعه الشركة، والذي لا يقتصر على الحملات الإعلانية أو المقاطع الترويجية فحسب، بل يمتد إلى كيفية توزيع الألعاب ضمن حزم ذكية تشجع المستهلك على اقتناء الجهاز من البداية. فدمج لعبة مثل Mario Kart World في باقة البيع الأساسية يجعل اللاعب يشعر أنه حصل على قيمة إضافية، وفي الوقت نفسه يضمن لننتندو مبيعات ضخمة لعنوانها المحبوب دون الاعتماد على المبيعات المنفصلة فقط. وهو نهج تبنته الشركة منذ حقبة Wii، وأثبت نجاحه مرة أخرى مع Switch 2.
كما أن ننتندو تستفيد من عنصر الحنين الذي لا يزال قويًا لدى جمهورها. فـDonkey Kong Bananza لم تبنِ نجاحها على الجرافيك أو التقنية وحدهما، بل على تلك اللمسة الكلاسيكية التي تثير مشاعر اللاعبين الذين كبروا مع شخصيات ننتندو. اللعبة تمزج بين أسلوب المنصات التقليدي وروح المغامرة الحديثة، مقدمة تجربة تناسب جميع الأعمار، وهو ما جعلها من أكثر الألعاب تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة.
في خضم هذا الزخم، تبدو الشركة في وضع يسمح لها برفع سقف توقعاتها للسنة المالية الحالية، خصوصًا بعد الأداء المميز للربع الماضي. المحللون الاقتصاديون يشيرون إلى أن ننتندو قد تتجاوز بسهولة عتبة 25 مليون وحدة مباعة من جهاز Switch 2 مع نهاية السنة المالية في مارس 2026، وهو رقم لم يسبق لأي جهاز ألعاب تحقيقه في عامه الأول. هذه الأرقام الضخمة ليست وليدة الحظ، بل نتيجة لاستراتيجية متقنة تجمع بين الإبداع في تصميم الأجهزة، والجاذبية المستمرة لعناوينها الحصرية، وولاء جمهورها الممتد عبر الأجيال.
وفي ختام المشهد، يبدو أن ننتندو تدخل مرحلة جديدة من التألق، مرحلة تستند فيها إلى إرثها الغني وقدرتها على التجديد في الوقت ذاته. نجاح Mario Kart World وDonkey Kong Bananza ليس مجرد مؤشر على قوة علامتها التجارية، بل هو تذكير بأن ألعاب ننتندو ما زالت تحمل روح البهجة التي تجمع الناس حول الشاشة، سواء كانوا أطفالًا يلعبون للمرة الأولى، أو بالغين يستعيدون ذكرياتهم القديمة. وكأن ننتندو تهمس لمحبيها: “المرح لا يشيخ أبداً”.