خلال حفل The Game Awards 2025، خطفت Capcom الأضواء مجددًا بعدما كشفت رسميًا عن عرض جديد للعبة Resident Evil Requiem، وهو العرض الذي أنهى شهورًا طويلة من الشائعات والتسريبات وأكد بشكل لا لبس فيه عودة الشخصية المحبوبة Leon S Kennedy إلى الواجهة. الإعلان جاء في توقيت مثالي، إذ بدا واضحًا أن Capcom أرادت استثمار الزخم العالمي للحفل من أجل إعادة إشعال الحماس لسلسلة Resident Evil، خصوصًا بعد النجاحات الأخيرة التي حققتها الشركة مع الأجزاء السابقة. العرض لم يكن مجرد تأكيد لوجود Leon S Kennedy فحسب، بل قدّم لمحات مدروسة من القصة، وأجواء الرعب، واتجاه أسلوب اللعب، في محاولة لطمأنة اللاعبين القدامى وإغراء الجيل الجديد في الوقت نفسه. منذ اللحظات الأولى، شعر المتابع بأن Capcom تدرك تمامًا قيمة هذه الشخصية داخل تاريخ السلسلة، وأن ظهور Leon S Kennedy هنا ليس مجرد خدمة جماهيرية، بل جزء أساسي من رؤية أوسع للعبة Resident Evil Requiem.
اللافت في العرض أن Capcom اختارت نبرة هادئة ومتوترة بدل الاعتماد على الاستعراض الصاخب، وهو ما منح المشاهد إحساسًا قريبًا من أجواء Resident Evil الكلاسيكية، لكن بروح حديثة تتماشى مع تطور السلسلة. ظهور Leon S Kennedy جاء محسوبًا، دون مبالغة، وكأن الشركة تقول للاعبين إن الشخصية عادت، نعم، لكن ضمن سياق قصصي أعمق وأكثر نضجًا. بعض اللقطات أوحت بأن Leon لم يعد ذلك الشاب المندفع الذي عرفناه في Resident Evil 2 أو Resident Evil 4، بل شخصية تحمل ثقل التجارب والقرارات السابقة، وهو ما يفتح الباب أمام قصة أكثر سوداوية وتعقيدًا. كثير من المتابعين لاحظوا أن طريقة الإخراج والحوارات القصيرة في العرض توحي بأن Resident Evil Requiem ستحاول الموازنة بين الرعب النفسي والبقاء الكلاسيكي، مع الحفاظ على لحظات توتر مفاجئة تشبه ما عشناه سابقًا. هنا بالضبط تكمن قوة الإعلان، فهو لم يكشف كل الأوراق، بل ترك مساحة واسعة للتأويل والنقاش.
من ناحية أسلوب اللعب، لم تدخل Capcom في تفاصيل تقنية دقيقة، لكنها قدّمت إشارات ذكية. زوايا الكاميرا، حركة Leon S Kennedy، وطريقة التفاعل مع البيئة توحي بأن اللعبة ستستفيد من الأساس الذي بُني في الأجزاء الحديثة، مع تحسينات واضحة على مستوى الإضاءة، تصميم المراحل، وتفاعل الشخصيات مع العالم المحيط. بعض المشاهد أظهرت بيئات شبه مفتوحة، ما أعاد للأذهان نقاشًا قديمًا حول إمكانية مزج الاستكشاف الحر مع البناء الخطي الذي اشتهرت به السلسلة. وكأن Capcom تختبر فكرة جديدة دون التخلي عن هوية Resident Evil. هذه المقاربة تهم شريحة واسعة من اللاعبين، خصوصًا أولئك الذين يرغبون في تجربة متوازنة، لا تميل كليًا نحو الأكشن ولا تغرق بالكامل في الرعب البطيء. وجود Leon S Kennedy هنا يمنح اللعبة عنصر أمان، لأن الشخصية بحد ذاتها قادرة على حمل هذا التوازن بفضل تاريخها الطويل وتنوع الأدوار التي لعبتها عبر السنين.
على مستوى السرد، يبدو أن Resident Evil Requiem ستسعى لتقديم قصة تحمل طابع الختام أو المراجعة، وهو ما ينسجم مع عنوان اللعبة نفسه. كلمة Requiem تحمل دلالات ثقيلة، توحي بالوداع، أو على الأقل بالتأمل في الماضي، وهذا ما انعكس جزئيًا في نبرة العرض. بعض اللقطات السريعة أظهرت رموزًا وأماكن تثير فضول المتابعين، وتجعلهم يتساءلون عن الروابط المحتملة مع أحداث سابقة في السلسلة. هل نحن أمام قصة تعيد ربط الخيوط القديمة؟ أم أنها تمهّد لمرحلة جديدة كليًا؟ Capcom لم تجب بشكل مباشر، لكنها زرعت إشارات كافية لإشعال النقاش داخل مجتمع اللاعبين. وفي هذا السياق، عودة Leon S Kennedy ليست مجرد عودة شخصية محبوبة، بل أداة سردية قوية تسمح للشركة بإعادة النظر في إرث السلسلة، ومخاطبة جمهور يعرف التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة. هذا النوع من الرهان لا تقوم به شركة إلا عندما تكون واثقة من مشروعها.
أما عن موعد الإصدار، فقد أكدت Capcom أن Resident Evil Requiem قادمة في 27 من فبراير 2026، على PC و PS5 و Xbox Series X/S و Switch2، وهو إعلان يحمل في طياته رسالة واضحة حول طموح اللعبة التقني وانتشارها الواسع. اختيار هذا التوقيت يعكس ثقة الشركة في جاهزية المشروع، كما يمنحها مساحة تسويقية كافية لبناء الزخم خلال الشهور المقبلة. دعم Switch2 تحديدًا أثار اهتمام الكثيرين، لأنه يشير إلى رغبة Capcom في الوصول إلى جمهور أوسع دون التضحية بجودة التجربة. في النهاية، عرض The Game Awards 2025 لم يكن مجرد إعلان عابر، بل نقطة انطلاق حقيقية لمسار Resident Evil Requiem، ومع عودة Leon S Kennedy إلى الساحة، يبدو أن Capcom تراهن على مزيج مدروس من الحنين والتجديد. وكما يقول بعض اللاعبين مازحين، عندما يظهر Leon S Kennedy، فهذا يعني أن الأمور على وشك أن تصبح معقدة، وممتعة، ومخيفة في آن واحد، وهو بالضبط ما ينتظره جمهور Resident Evil منذ سنوات.