تم الكشف رسميًا عن لعبة Warlock – Dungeons & Dragons القادمة في 2027، لتكون أحدث إضافة مرتقبة داخل عالم D&D، في خطوة أعادت الحماس بقوة إلى جمهور ألعاب تقمص الأدوار الكلاسيكية والحديثة على حد سواء. الإعلان جاء هادئًا في شكله، لكنه ثقيل في مضمونه، لأن الاسم وحده يكفي لاستحضار تاريخ طويل من المغامرات، العوالم الغنية، والقصص التي لا تُنسى. الحديث هنا لا يدور فقط حول لعبة جديدة، بل عن مشروع يبدو أنه يراهن على جوهر Dungeons & Dragons نفسه، أي حرية الاختيار، بناء الشخصية، والتأثير الحقيقي لقرارات اللاعب داخل عالم حي ومتغير.
اللعبة تحمل اسم Warlock – Dungeons & Dragons، وهو اختيار ذكي يلمح منذ البداية إلى تركيز خاص على السحر، القوى الغامضة، والعلاقات المعقدة بين الشخصيات والعوالم. فئة Warlock في D&D معروفة بأنها من أكثر الفئات إثارة للاهتمام، بسبب ارتباطها بقوى عليا أو كيانات غامضة تمنح القوة مقابل ثمن. هذا البعد السردي يفتح الباب أمام قصص أعمق من مجرد صراع خير وشر، ويمنح المطورين مساحة واسعة لاستكشاف خيارات أخلاقية رمادية، تجعل كل قرار محسوبًا، وكل مغامرة مختلفة عن سابقتها. وهنا تحديدًا تكمن قوة عالم Dungeons & Dragons عندما يتم تقديمه بشكل صحيح في قالب ألعاب الفيديو.
الناشر أكد أن العرض الأول لأسلوب اللعب، أو Gameplay Reveal، سيتم تقديمه في صيف 2026، وهو موعد يبدو منطقيًا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حجم الطموح المتوقع من مشروع كهذا. عادةً، عندما تمنح الشركات نفسها هذا الهامش الزمني، فهي إما واثقة مما تعمل عليه، أو أنها تريد صقل التجربة إلى أقصى حد ممكن قبل كشفها للجمهور. كثير من اللاعبين يتذكرون كيف أن بعض ألعاب D&D السابقة عانت إما من ضعف تقني أو من تقديم تجربة لا تعكس عمق الطاولة الورقية، لذلك فإن التريث هنا قد يكون علامة إيجابية، خصوصًا في سوق أصبح لا يرحم أي إطلاق غير مكتمل.
من ناحية التوقعات، من الصعب عدم مقارنة Warlock – Dungeons & Dragons بأسماء كبيرة أعادت إحياء هذا النوع مؤخرًا، سواء من حيث السرد، أو الأنظمة العميقة، أو حرية اللعب. الجمهور اليوم أصبح أكثر وعيًا، وأكثر تطلبًا، ولم يعد يكتفي برسومات جميلة أو عالم واسع فقط. اللاعب يريد أن يشعر أن اختياراته مهمة، أن شخصيته فريدة، وأن القصة تتشكل حوله وليس العكس. إذا نجحت Warlock – Dungeons & Dragons في تحقيق هذا التوازن، فهي مرشحة بقوة لتكون واحدة من أبرز ألعاب تقمص الأدوار في جيلها، وربما منافسًا حقيقيًا على ألقاب كبرى عند صدورها.
اللافت أيضًا أن الإعلان جاء متزامنًا مع حديث متزايد في الوسط الإعلامي عن game of the year 2025، وهو ما قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، لأن اللعبة لن تصدر إلا في 2027. لكن هذا التوقيت يعكس شيئًا مهمًا: المنافسة أصبحت تبدأ مبكرًا جدًا. بناء الصورة الذهنية للعبة، جذب الانتباه، وإشعال النقاش داخل مجتمعات اللاعبين أصبح جزءًا أساسيًا من النجاح. ذكر Warlock – Dungeons & Dragons في هذا السياق يوحي بأن المشروع يُنظر إليه منذ الآن على أنه عنوان ثقيل، حتى قبل أن نرى ثانية واحدة من أسلوب اللعب.
في النهاية، Warlock – Dungeons & Dragons تبدو كلعبة تراهن على العمق بدل الاستعراض، وعلى بناء تجربة طويلة الأمد بدل ضربة سريعة في السوق. عام 2027 قد يبدو بعيدًا، وصيف 2026 أبعد قليلًا، لكن عشاق D&D يعرفون جيدًا أن الانتظار جزء من المتعة، تمامًا مثل رمي النرد وانتظار النتيجة. السؤال الحقيقي الآن ليس متى سنلعبها، بل هل ستنجح في تقديم تجربة تليق باسم Dungeons & Dragons، وتمنح فئة Warlock المساحة التي تستحقها داخل عالم تفاعلي حي؟ الإجابة ستبدأ بالظهور مع أول Gameplay Reveal، وحتى ذلك الحين، يبقى الحماس حاضرًا، والترقب في أعلى مستوياته.