أعلنت Compulsion Games رسميًا عن قدوم لعبة المغامرات South of Midnight إلى منصتي PlayStation 5 و Nintendo Switch 2 خلال ربيع عام 2026، في خطوة طال انتظارها من شريحة واسعة من اللاعبين الذين لم تتح لهم فرصة خوض التجربة عند صدورها الأول. اللعبة كانت قد صدرت هذا العام على Xbox و PC، ونجحت في جذب الانتباه بفضل عالمها الفني المختلف وأسلوبها السردي الذي يبتعد عن القوالب التقليدية لألعاب المغامرات. ومع هذا الإعلان، يبدو واضحًا أن Compulsion Games تسعى لتوسيع قاعدة اللاعبين ومنح South of Midnight فرصة جديدة للوصول إلى جمهور أوسع، خاصة أن التقييمات الإيجابية التي رافقت الإطلاق الأول لعبت دورًا مهمًا في تعزيز الثقة بالمشروع على المدى الطويل.
South of Midnight قدمت نفسها منذ البداية كلعبة تركز على الأجواء والهوية أكثر من الاعتماد على الضخامة التقنية فقط. عالم اللعبة مستوحى من أجواء الجنوب الأمريكي، مع لمسة خيالية قاتمة تمزج بين الفولكلور المحلي والسرد المعاصر. اللاعب يجد نفسه في رحلة مليئة بالاكتشاف، حيث لا تُروى القصة عبر الحوارات فقط، بل من خلال البيئة، التفاصيل البصرية، وحتى الإيقاع البطيء لبعض اللحظات. هذا الأسلوب قد لا يناسب الجميع، لكنه بالتأكيد وجد صدى لدى اللاعبين والنقاد الذين يبحثون عن تجربة مختلفة، تجربة تجعلك تتوقف أحيانًا لتتأمل المشهد بدل الاندفاع المستمر نحو الهدف التالي. كثيرون وصفوا South of Midnight بأنها لعبة تشبه قراءة رواية مصورة تتحرك أمامك، وهذا الوصف يلخص إلى حد كبير طبيعة التجربة التي أرادت Compulsion Games تقديمها.
مع انتقال اللعبة إلى PlayStation 5، من المتوقع أن تستفيد South of Midnight من قدرات العتاد الجديد، سواء من ناحية الأداء أو الاستقرار أو حتى أزمنة التحميل الأسرع. ورغم عدم الكشف حتى الآن عن تفاصيل تقنية دقيقة تخص هذه النسخة، إلا أن التوقعات تشير إلى تحسينات طفيفة تجعل التجربة أكثر سلاسة مقارنة بالإصدار الأصلي. أما نسخة Nintendo Switch 2، فهي تثير فضولًا أكبر، خاصة أن المنصة الجديدة ما تزال حديثة العهد وتعد بإمكانات أقوى من سابقتها. وجود South of Midnight على Switch 2 قد يجعلها تجربة محمولة جذابة، خصوصًا للاعبين الذين يفضلون خوض الألعاب السردية على مهل، في جلسات قصيرة أو أثناء التنقل. Compulsion Games لم تكشف حتى الآن ما إذا كانت هناك اختلافات في المحتوى أو الأداء بين النسخ المختلفة، لكنها أكدت أن جوهر التجربة سيبقى كما هو، دون تنازلات تمس الرؤية الفنية للعبة.
اللافت في هذا الإعلان هو أن الاستوديو أوضح بشكل صريح أنه لا توجد حاليًا معلومات حول تحديثات أو إضافات خاصة بنسخ PlayStation 5 و Nintendo Switch 2. هذا يعني أن اللاعبين الجدد سيحصلون على نفس التجربة التي صدرت على Xbox و PC، دون محتوى إضافي حصري في الوقت الحالي. ورغم أن هذا قد يخيب آمال البعض الذين كانوا يأملون في محتوى جديد أو تحسينات كبيرة، إلا أنه يعكس في الوقت نفسه ثقة Compulsion Games في العمل الأصلي. اللعبة، كما صدرت، حققت ما كان مطلوبًا منها، سواء على مستوى التقييمات أو الانطباع العام. بعض المراجعات أشادت بشجاعتها في تقديم عالم مختلف، حتى وإن لم تكن خالية من العيوب. هذا التوازن بين الطموح والتنفيذ هو ما جعل South of Midnight حاضرة في النقاشات المتعلقة بأفضل تجارب العام.
ومع اقتراب ربيع 2026، بدأت South of Midnight تعود مجددًا إلى دائرة الضوء، ليس فقط بسبب توسعها على منصات جديدة، بل أيضًا بسبب الحديث المتزايد حول حضورها المحتمل في مواسم الجوائز. رغم أنها صدرت هذا العام، إلا أن إعادة طرحها على PlayStation 5 و Nintendo Switch 2 قد يمنحها دفعة جديدة ويعيدها إلى أذهان اللاعبين والنقاد عند الحديث عن game award 2025، خاصة في فئة الألعاب السردية أو الفنية. في النهاية، South of Midnight ليست لعبة تسعى لإرضاء الجميع، لكنها لعبة تعرف جيدًا ماذا تريد أن تكون. ومع هذا الانتشار الأوسع، قد تجد جمهورًا جديدًا يقدّر هدوءها، عالمها، وطريقتها الخاصة في رواية الحكايات.