لم تكن مفاجأة Blizzard في حفل The Game Awards 2025 مجرد إعلان عابر، بل لحظة محسوبة بعناية أعادت Diablo IV إلى دائرة الضوء بقوة، حين كشفت الشركة رسميًا عن التوسعة الجديدة التي تحمل اسم Lord Of Hatred، في خطوة تؤكد أن المشروع ما زال يمثل ركيزة أساسية في خطط Blizzard المستقبلية. الإعلان جاء في توقيت ذكي، وسط ترقب جماهيري عالمي، ومع زخم إعلامي ضخم يرافق الحدث سنويًا، وهو ما منح التوسعة دفعة معنوية وتسويقية كبيرة منذ اللحظة الأولى. Diablo IV، التي مرت بمحطات متباينة منذ إطلاقها، عادت اليوم لتخاطب جمهورها برسالة واضحة مفادها أن التجربة لم تصل بعد إلى ذروتها، وأن القادم يحمل في طياته ما هو أعمق وأكثر قتامة من أي وقت مضى. اختيار اسم Lord Of Hatred لم يكن اعتباطيًا، بل يوحي مباشرة بعودة الثيمات المظلمة التي شكلت هوية السلسلة منذ بداياتها، مع تركيز واضح على الصراع النفسي والروحي بقدر ما هو جسدي، وهو أمر لطالما ميّز عالم Sanctuary وجعل اللاعبين يشعرون بأنهم جزء من مأساة أكبر من مجرد قتال ضد وحوش عشوائية.
من خلال العرض التشويقي الذي تم بثه خلال الحفل، بدا واضحًا أن Blizzard تراهن في هذه التوسعة على التوسّع السردي بشكل غير مسبوق في Diablo IV. اللقطات التي شاهدناها لم تركز فقط على القتال أو القدرات الجديدة، بل منحت مساحة معتبرة للأجواء، للإضاءة الخافتة، ولتصميم البيئات التي تنضح بالكآبة واليأس. هذه التفاصيل الصغيرة هي ما يصنع الفارق فعلًا لمحبي السلسلة، لأن Diablo في جوهرها ليست مجرد أرقام وعتاد، بل عالم له نبرة خاصة، وصوت داخلي يلازم اللاعب طوال رحلته. Lord Of Hatred تبدو كأنها تحاول إعادة تعريف مفهوم العداء ذاته داخل القصة، ليس فقط ككيان شرير يجب هزيمته، بل كفكرة تتغلغل في الشخصيات والأحداث، وتنعكس على قرارات اللاعب ومسار القصة. هذا التوجه، إن تم تنفيذه كما يجب، قد يكون واحدًا من أقوى عناصر التوسعة، خصوصًا في ظل انتقادات سابقة وُجّهت للعبة حول محدودية تأثير السرد على تجربة اللعب الطويلة.
على المستوى التقني واللعب، تشير المعطيات الأولية إلى أن Blizzard تسعى من خلال Lord Of Hatred إلى معالجة عدد من الملاحظات التي تراكمت منذ إطلاق Diablo IV. التوسعة لا تبدو مجرد إضافة مناطق جديدة وأعداء أقوى فحسب، بل محاولة لإعادة ضبط الإيقاع العام للتجربة. من المتوقع أن نشهد تحسينات ملموسة في تنوع الأنشطة داخل الـ endgame، مع توسيع دائرة الخيارات أمام اللاعبين بدل حصرهم في أنماط لعب محددة تتكرر بشكل روتيني. هذه النقطة بالذات كانت محور نقاش طويل داخل مجتمع Diablo، حيث عبّر كثيرون عن رغبتهم في محتوى يشعرهم بالتجديد الحقيقي، لا مجرد رفع مستوى الصعوبة أو زيادة الأرقام. Lord Of Hatred، بحسب ما لمح إليه العرض، قد تقدم أنظمة لعب جديدة أو تعديلات جذرية على الأنظمة الحالية، بما يسمح بتجارب أكثر مرونة وتخصيصًا، سواء من حيث بناء الشخصيات أو أسلوب القتال. وهذا التوجه، إن صدق، قد يعيد جذب شريحة من اللاعبين الذين ابتعدوا عن اللعبة بعد فترة من الإطلاق، بحثًا عن تجربة أكثر عمقًا واستدامة.
أما من حيث التوقيت، فقد أعلنت Blizzard أن التوسعة ستصدر رسميًا يوم 28 أبريل 2026، وهو موعد يمنح الفريق مساحة زمنية كافية لصقل المحتوى وضمان جاهزيته، خاصة بعد الدروس القاسية التي تعلمتها الشركة من إطلاقات سابقة لم تكن في أفضل حالاتها التقنية. اختيار شهر أبريل ليس غريبًا على Blizzard، إذ غالبًا ما تفضّل الشركة هذا التوقيت لإطلاق محتوى ضخم بعيدًا عن ازدحام موسم نهاية السنة، ما يسمح للتوسعة بأن تحظى باهتمام إعلامي ولاعبي أكبر دون منافسة شرسة. هذا القرار يعكس أيضًا ثقة نسبية في جودة المنتج، أو على الأقل رغبة في تجنب تكرار سيناريوهات الإطلاق المتعجل. بالنسبة للاعبين، الموعد يبدو بعيدًا نسبيًا، لكنه في المقابل يمنحهم شعورًا بالاطمئنان بأن المحتوى القادم لن يكون مجرد توسعة سريعة، بل مشروعًا متكاملًا يستحق الانتظار. وكما هو الحال دائمًا مع Diablo، فإن طول فترة التطوير غالبًا ما يكون سيفًا ذا حدين، إما أن ينتج عنه محتوى استثنائي، أو يرفع سقف التوقعات إلى درجة يصعب تلبيتها.
في المحصلة، يمكن القول إن إعلان Diablo IV Lord Of Hatred خلال The Game Awards 2025 كان رسالة واضحة من Blizzard إلى جمهورها، مفادها أن اللعبة ما زالت حية، وأن مستقبلها لم يُكتب بعد. التوسعة تحمل في اسمها وأجوائها ووعودها الكثير من الطموح، لكنها في الوقت ذاته تدخل ساحة مليئة بالتحديات، أبرزها استعادة ثقة اللاعبين على المدى الطويل، وتقديم محتوى يشعرهم بأن وقتهم واستثمارهم داخل عالم Sanctuary له قيمة حقيقية. إذا نجحت Blizzard في تحقيق التوازن بين السرد العميق، والتجربة التقنية المصقولة، وأنظمة اللعب المتجددة، فقد تكون Lord Of Hatred نقطة تحوّل حقيقية في مسار Diablo IV، وربما خطوة تعيد للسلسلة بعضًا من هيبتها التي رسختها عبر عقود. وحتى يحين موعد 28 أبريل 2026، سيبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكون هذه التوسعة مجرد إضافة جديدة، أم فصلًا مظلمًا يعيد تعريف معنى الكراهية في عالم Diablo؟