ألعاب الفيديو
في تصريح لافت أثار اهتمام جمهور ألعاب Nintendo، عبّر Kensuke Tanabe، المنتج المسؤول عن Metroid Prime 2: Echoes، عن رغبته في أن تتاح الفرصة لعدد أكبر من اللاعبين لتجربة نمط اللعب الجماعي الذي قدّمه ذلك الجزء المميز من السلسلة. جاء هذا التصريح ضمن كتيّب التصاميم الفنية الجديد Metroid Prime 1-3: A Visual Retrospective، الذي صدر مؤخرًا ليمنح نظرة شاملة على المراحل الفنية والتقنية لتطوير ثلاثية Metroid Prime. وقد فُسّر كلام Tanabe من قبل العديد من المتابعين على أنه تلميح محتمل إلى نية Nintendo إصدار نسخة ريماستر جديدة للجزء الثاني، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه Metroid Prime Remastered عند صدوره على جهاز Nintendo Switch.
إشارة Tanabe إلى رغبته في إتاحة تجربة اللعب الجماعي لمزيد من اللاعبين أعادت الأضواء إلى أحد العناصر التي لم تنل حقها في وقتها من التقدير. فبينما ركّز الجزء الأول من Metroid Prime على تجربة فردية متكاملة تميّزت بعزلة الأجواء واستكشاف العوالم الغريبة من منظور الشخص الأول، قدّم الجزء الثاني طورًا جماعيًا محدودًا سمح لأربعة لاعبين بالتنافس محليًا في خرائط مستوحاة من بيئات اللعبة الأساسية. ورغم أن التجربة لم تكن محورية مثل نمط القصة، إلا أنها كانت خطوة جريئة من Retro Studios في تلك الحقبة، إذ سعت من خلالها الشركة إلى توسيع آفاق السلسلة وإضافة بُعد تنافسي جديد لم تعهده سابقًا.
وتحدث Tanabe في الكتيّب عن المرحلة التي تبعت صدور الجزء الأول، كاشفًا أن Nintendo كانت ترغب في إطلاق المشروع التالي في أسرع وقت ممكن للحفاظ على الزخم التجاري والإعلامي الذي حققته اللعبة الأصلية. وأضاف أن الشركة اقترحت حينها فكرة مشروع مؤقت يحمل اسم Metroid Prime 1.5، بحيث يركّز بالكامل على طور اللعب الجماعي. إلا أن فريق التطوير في Retro Studios فضّل التوجه نحو إنتاج جزء جديد تمامًا، يقدم تجربة أكثر عمقًا من حيث القصة والمستوى الفني، وهو القرار الذي أدى في النهاية إلى ولادة Metroid Prime 2: Echoes عام 2004.
وفي حديثه عن ظروف العمل أثناء تطوير اللعبة، أوضح Tanabe أن الجدول الزمني الضيق شكّل تحديًا كبيرًا للفريق، إذ لم يُسمح بأي تأجيلات للمشروع. وأشار إلى أن الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من عملية التطوير كانت مليئة بقرارات حاسمة وسريعة لتلبية متطلبات الشركة الأم، مضيفًا أن Nintendo خصصت مجموعة من المترجمين لتسريع التواصل بين الإدارات، خصوصًا أن معظم وثائق التصميم والتخطيط كانت مكتوبة باللغة الإنجليزية. الهدف من هذه الخطوة، كما أوضح المنتج، كان ضمان أن تبقى إدارة Nintendo في اليابان على اطلاع دائم بسير العمل واتخاذ القرارات الجوهرية دون تأخير. في هذا السياق قال Tanabe:
“كانت وتيرة التطوير متسارعة جدًا، لكن ذلك منحنا شعورًا بالإنجاز، فقد تمكّنا من تقديم تجربة متكاملة رغم الضغط الكبير.”
هذه التفاصيل التي كشف عنها Tanabe تعيد تسليط الضوء على الفترة الذهبية التي عاشتها Retro Studios خلال عملها على ثلاثية Metroid Prime، وهي مرحلة لم تخلُ من التحديات التقنية والتنظيمية، خصوصًا في ظل محاولات Nintendo لتوسيع جمهور السلسلة خارج إطارها التقليدي. فبينما كان الجمهور الياباني يميل إلى تجارب أكثر مباشرة وأقل تعقيدًا من حيث الاستكشاف، كانت الأسواق الغربية في المقابل متعطشة لألعاب المنظور الأول التي تدمج بين المغامرة والأكشن في بيئات ثلاثية الأبعاد معقدة. وهنا لعب Tanabe دورًا محوريًا في إيجاد التوازن بين هذين التوجهين، وهو ما جعل Metroid Prime 2 يُقدَّر لاحقًا كواحد من أكثر أجزاء السلسلة نضجًا من حيث التصميم والابتكار الفني.
وفي الوقت الذي لا توجد فيه حتى الآن أي تأكيدات رسمية حول نية Nintendo طرح نسخة محسّنة من Metroid Prime 2، فإن كلام Tanabe فتح باب التكهنات مجددًا بين المعجبين والمحللين على حد سواء. فنجاح النسخة المحسنة من الجزء الأول على Switch كان دافعًا قويًا للشركة لإعادة النظر في إمكانية استكمال المشروع عبر نسخ مماثلة لبقية السلسلة، خاصة وأن جمهور Metroid في السنوات الأخيرة شهد تزايدًا ملحوظًا بعد إصدار Metroid Dread في أكتوبر 2021. هذا التوجه يتماشى مع سياسة Nintendo الأخيرة في إعادة إحياء سلاسلها الكلاسيكية عبر تحسينات تقنية ورسومية مع الحفاظ على جوهر التجربة الأصلية، وهو ما تحقق بوضوح في مشاريع مثل The Legend of Zelda: Skyward Sword HD وSuper Mario RPG Remake.
من جانب آخر، يرى بعض المراقبين أن تصريح Tanabe ليس مجرد حنين إلى الماضي أو تلميح عرضي، بل ربما يمثل جزءًا من حملة تمهيدية غير مباشرة لاختبار تفاعل الجمهور مع فكرة الريماستر. فالشركة معروفة بسياستها في اختبار ردود الفعل قبل الإعلان الرسمي عن المشاريع، خصوصًا تلك التي تتعلق بسلاسلها التاريخية. كما أن توقيت نشر الكتيّب الفني ليس عشوائيًا، إذ يأتي في فترة هادئة نسبيًا بالنسبة لإعلانات Nintendo، ما يمنح الجمهور مساحة أكبر لمناقشة وتداول هذه التفاصيل دون تشويش من أخبار أخرى.
وفي حال تحقق الأمر وحصلنا فعلًا على نسخة محسّنة من Metroid Prime 2: Echoes، فمن المتوقع أن يولي فريق التطوير اهتمامًا خاصًا بنمط اللعب الجماعي، سواء عبر تحسين تجربة اللعب المحلي أو إضافة دعم للعب عبر الإنترنت لأول مرة، وهو أمر قد يمنح اللعبة حياة جديدة كليًا بعد مرور أكثر من عقدين على إصدارها الأصلي. كما قد يشكّل ذلك فرصة لجيل جديد من اللاعبين لاكتشاف واحدة من أعمق وأجمل ألعاب Nintendo من منظور جديد يجمع بين الكلاسيكية والتحديث التقني.
حتى هذه اللحظة، تبقى تصريحات Kensuke Tanabe تذكيرًا بقيمة التجارب التي صاغت هوية Metroid Prime، وتجسيدًا لحرص مطوري Nintendo على الاحتفاظ بروح الابتكار رغم مرور السنوات. ومع استمرار الشائعات والتوقعات، يبقى الأمل قائمًا بأن نرى قريبًا Metroid Prime 2 Remastered يعيد إلينا أجواء المغامرة الكونية بصورتها الأحدث، مع طور جماعي محسّن قد يفتح الباب أمام آفاق جديدة في مستقبل السلسلة.