من الواضح أن عالم Sonic ما زال يعيش واحدة من أكثر مراحله نشاطًا في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد أن أثبتت الأفلام السابقة نجاحها تجاريًا وجماهيريًا بشكل فاق توقعات Paramount Pictures. ووفق تقرير جديد نشرته Variety، فإن الشركة حددت شهر دجنبر من سنة 2028 ليكون موعدًا رسميًا لعرض فيلم جديد ضمن عالم Sonic، الأمر الذي أثار الكثير من النقاش في الأوساط المهتمة بالسينما والألعاب على حد سواء. وبينما يستعد الجمهور حاليًا لاستقبال الجزء الرابع المقرر عرضه في شهر مارس من سنة 2027، يأتي الإعلان عن مشروع إضافي ليزيد الصورة تعقيدًا ويمنح هذا العالم مساحة أوسع للنمو والتجربة. في الحقيقة، مجرد الإعلان عن تاريخ بعيد بهذا الشكل يعكس حجم الثقة التي تراهن عليها Paramount Pictures في استمرار شعبية Sonic، بل يمكن القول إن الشركة تسعى لتوسيع هذا الكون السينمائي ليأخذ شكلاً مشابهًا لما نراه في أعمال Marvel أو DC من حيث بناء عوالم مترابطة ومتعددة الاتجاهات.
وتشير المعلومات الأولية التي ذكرتها Variety إلى أن العمل الجديد ليس جزءًا مباشرًا من السلسلة الأساسية، بل يُقدم كحدث مستقل داخل عالم Sonic. وهذا النوع من المشاريع عادة ما يتيح حرية سردية أكبر للمخرجين والكتاب، إذ يمكن تركيز القصة على شخصية معينة أو حدث جانبي كان من الصعب دمجه ضمن الخط الرئيسي للأجزاء الأساسية. العديد من المتابعين يتوقعون أن يدور الفيلم حول شخصية لم تُستغل بعد بشكل كاف، مثل Shadow أو Knuckles أو حتى Robotnik بنسخة مختلفة عن التي عرفناها سابقًا. والأمر الذي لفت الانتباه هو وصف الفيلم بأنه “حدث خاص”، وهي عبارة مفتوحة جدًا وتسمح بكل الاحتمالات تقريبًا. فقد يكون فيلمًا يهدف إلى استكشاف جانب أعمق في تاريخ إحدى الشخصيات، أو تجربة سينمائية بخيارات فنية مختلفة، أو ربما مشروعًا مشتركًا مع استوديوهات أخرى لتوسيع شعبية العلامة التجارية عالميًا. في نهاية المطاف، يبقى الجمهور متشوقًا لمعرفة الاتجاه السردي الذي ستتبناه Paramount Pictures في هذا العمل.
الحديث عن فيلم Sonic جديد يجعلنا نتوقف قليلًا عند التطور المثير الذي شهدته هذه العلامة في السنوات الأخيرة. فمنذ أول ظهور سينمائي لشخصية Sonic، ومرورًا بنجاح الجزء الثاني، بدا واضحًا أن الجمهور يتفاعل بشكل إيجابي مع الأسلوب الهجين الذي يجمع بين الواقعية والكوميديا والحركة. وربما أكثر ما ساعد هذه الأفلام على النجاح هو احترامها للهوية الأصلية للشخصية، مع إعطاء مساحة كافية لتقديم سرد بسيط وممتع. وعلى الرغم من أن الأفلام السابقة لم تكن خالية من الانتقادات، إلا أن الثابت الوحيد كان قدرتها على جذب جمهور واسع يتجاوز مجتمع اللاعبين المعتاد. وهذا الأمر يشجع الاستوديوهات دائمًا على الاستثمار في مشاريع إضافية، لأن وجود قاعدة جماهيرية جاهزة يعني أن احتمالات النجاح ليست ضئيلة. ومن الطبيعي أن نرى شركات مثل Paramount Pictures تفكر في استغلال هذا الزخم وإطلاق مشاريع جديدة قبل أن تخف وتيرة الاهتمام.
بعض المتابعين يعتقدون أن إطلاق فيلم Sonic جديد بعد جزء رابع لم يُعرض بعد قد يكون محاولة واعية لتثبيت الهوية السينمائية لهذه العلامة. هناك من يرى أن الاستوديو يسعى لتكرار ما قامت به Marvel قبل سنوات عندما بدأت ببناء عالم مترابط يعتمد على التخطيط البعيد. والأمر اللافت أن Paramount Pictures تُعلن مواعيد الأفلام الكبيرة بسنوات مسبقة، وهي خطوة تُظهر اهتمامًا واضحًا بالاستراتيجية طويلة الأمد. بل يمكن القول إن هذا المسار يشير إلى نية حقيقية لإنشاء سلسلة متكاملة تتوسع تدريجيًا. ومن غير المستبعد أن نرى تعاونات مستقبلية مع استوديوهات أنيميشن، أو حتى مشاريع تلفزيونية مرتبطة بهذا الكون السينمائي. والأمر الذي يزيد من حدة التوقعات هو أن هذا الفيلم الجانبي قد يمنح الجمهور فرصة لمعرفة اتجاهات مختلفة لم يُتح المجال لاستكشافها من قبل، سواء على مستوى القصة أو أسلوب الإخراج أو حتى طبيعة الشخصيات المشاركة.
من جهة أخرى، يطرح البعض تساؤلات حول قدرة هذا التوسع السينمائي على الحفاظ على الجودة. فكلما زادت المشاريع، زادت صعوبة الحفاظ على مستوى ثابت سواء في الكتابة أو الإنتاج. وهنا يظهر النقاش الذي يُطرح عادة في مثل هذه الحالات: هل تستطيع Paramount Pictures الحفاظ على توازن معقول بين التوسع والابتكار؟ وهل سيقدم الفيلم القادم إضافة حقيقية أم سيبدو مجرد محاولة لاستغلال النجاح التجاري؟ الإجابة ليست واضحة تمامًا، لكن التجارب السابقة أثبتت أن مشاريع Sonic غالبًا ما تُقدم شيئًا ممتعًا حتى لو لم يكن ثوريًا. وربما من المبكر إطلاق أحكام نهائية، لأن تفاصيل الفيلم ما زالت ضبابية إلى حد كبير. قد يظهر لاحقًا أنه فيلم يُركز على قصة أكثر جدية، وربما يكون موجهًا لفئة عمرية مختلفة قليلًا. وقد يكون مجرد تجربة جانبية لطيفة تعتمد على الكوميديا السريعة، وهو أمر قد يحبه الكثيرون. وهذا الغموض ربما جزء من الترويج غير المباشر للفيلم، لأن فتح باب التوقعات عادة ما يزيد من اهتمام الجمهور بالمتابعة.
ومع كل تلك التساؤلات، يبدو أن عالم Sonic أمام مرحلة جديدة من التوسع الإنتاجي. وربما يكون أفضل ما يمكن قوله الآن هو أن Paramount Pictures تراهن بقوة على استمرار ولاء الجمهور لهذه الشخصية، خصوصًا بعد أن تحول Sonic من مجرد أيقونة ألعاب إلى شخصية سينمائية معروفة عالميًا. وحتى قبل عرض الجزء الرابع، فإن الحديث عن مشروع جديد يوضح أن الشركة تُخطط لأبعد من مجرد سلسلة من أربعة أجزاء. ومن الطبيعي أن تتجه نحو بناء مشاريع منفصلة توسع هذا العالم وتمنحه عمقًا أكبر. سواء كان الفيلم القادم مغامرة جانبية أو حدثًا كبيرًا داخل هذا الكون، فإن الجمهور سيبقى مترقبًا لكل معلومة جديدة. وربما تلخص العبارة التي جاءت في التقرير جوهر التوجه الجديد: “الفيلم حدث خاص داخل عالم Sonic”. عبارة قصيرة لكنها تفتح الباب أمام الكثير من التفسيرات، وقد تُعتبر في حد ذاتها مؤشرًا على نية الاستوديو الدفع بهذه السلسلة إلى آفاق جديدة.
“الفيلم حدث خاص داخل عالم Sonic”.
هذا الاقتباس الذي ورد في التقرير كان كافيًا لإشعال موجة كبيرة من النقاش بين محبي السلسلة، لأنه ببساطة يُشير إلى شيء غير مألوف مقارنة بالأجزاء السابقة. وفي الختام، يبدو أننا سنحتاج الانتظار لاقتراب تاريخ العرض، وربما إلى تسريبات أو تصريحات إضافية، حتى نعرف بالضبط نوع المشروع الذي ننتظره في دجنبر 2028. ما هو مؤكد أن عالم Sonic يدخل مرحلة جديدة قد تغيّر مساره السينمائي لسنوات مقبلة.